"" جزء من الحلقة الحادية عشر""
سوف أتصل بالدكتور حسام الآن وأخبره أي عذر لكي
انسحب من هذا الجرح الذي سوف يذبح قلبي بالنهاية
وانا سوف أصنعه بيداي.
نعم سوف أنسحب من كل هذا وفوراً.
"الحلقة الثانية عشر"
ضغطت على رقم الدكتور حسام وظل يدق ولم يرد على
اتصالي.
حمدت الله على عدم رده وقلت لنفسي ما هذا العبث
سوف تلغي عملك من أجل قصة وهمية لا توقف عما
كنت مقدم عليه واستمر في عملك، لقد علمني أبي
رحمه الله ألا اخلط الأمور بعضها البعض.
وجلست على مقعدي تائه ما بين أفكاري ذهاباً وإياباً
حتى حسمت أمري وقررت إعادة الإتصال.
وبالفعل لقد رد علي هذه المرة.
الدكتور حسام: مرحباً مرحباً مهندس أحمد أعتذر عن عدم
الرد ولكني كنت ما أزال في العيادة كيف حالك؟
أنا: أحمد الله على كل حال انا اتصل بك فقط لأعتذر لك
عن عدم مقدرتي اكمال تنفيذ المشروع معكم.
الدكتور: لماذا هل حدث شيء أغضبك منا ؟
أنا: لا لا مطلقاً ولكني أمر بظروف شخصية تمنعني
من اكمال العمل.
الدكتور: لعل كل الأمور بخير، لا أعرف بماذا اجيبك ولكني
كنت أتمنى أن تكون معنا؟
أنا: وأنا كذلك ولكن الظروف، أعتذر للمرة الثانية.
الدكتور: شكراً لك على كل حال وإذا تحسنت الأحوال
اتصل بي لقد أسعدني التعرف على شخصية محترمة
مثلك مهندس أحمد ويشرفني ان تستكمل العمل معنا.
أنا: أنا ايضاً سعدت بلقائكم والتعرف عليكم،
تحياتي للأستاذ عماد، ومدام غادة.
أغلقت الهاتف وأنفاسي تتلاحق، اتصبب عرقاً،
قلبي يخفق بشدة، يدايَ باردتان، جسدي كان يرتعش.
اخيراً انتهيت من أصعب محادثة بحياتي، أخيراً حسمت الأمر،
أخيراً سوف استطيع متابعة حياتي كما كانت.
وأخيراً انهيت قصة نسجتها بخيالي.
أخذت نفساً عميقاً وقررت أن أخرج للتحدث مع أمي لقد
مر وقت طويل دون ان اجلس معها.
بعد أن انتهى حديثى معها اتجهت الى غرفتي لكي اخلد
الى النوم، راجعت نفسي عما فعلت ولم اتعود الندم فلم
أندم على شيء وأغمضت عيناي واستسلمت لنوم
عميق دون التفكير في أي شيء.
وعُدت إلى تلك الحياة الروتينية التي عهدتها حتى جاء يوم
عندما عدت فيه من العمل وجدت أمي تستقبلني
مبتسمة كعادتها ولكن اليوم ابتسامة زائدة قليلاً.
أنا: أسعد الله قلبك يا أمي دائما ولكن ما سر هذه
الإبتسامة؟
أمي وقد زادت ابتسامتها ووصلت للضحك: لا شيء أكثر
من خبر جميل.
أنا: وما هو الخبر الجميل الذي يسعدك لهذه الدرجة؟
أمي: انت وصلت الى الثلاثين ولم تفكر في الزواج وقررت
ان آخذ انا هذا الدور عنك ووجدت لك العروسة المناسبة.
أنا ضاحكاً: بالفعل يا امي واخيراً سوف اتزوج وضحكت
بصوت عالٍ.
أمي غاضبةً: أنت تهزأ بكلامي يا أحمد؟
أنا: حاشاني يا امي أن افعل هذا ولكني تصورت
انك تمزحين معي ولذلك ضحكت.
أمي: انت تعرفني جيداً، وأنا لا اعرف المزاح في تلك
المواضيع.
أنا مستغرباً ومندهشاً من هذا الحديث: كلامك يعني ان
الموضوع جاد؟
أمي مؤكدة: نعم بالطبع.
أنا: هذا شيء جيد ولكني اريد أن اتناول عشائي وأنام لقد
تعبت اليوم كثيراً بالعمل وغداً نكمل الحديث إن شاء الله.
أمي بصوت حازم أعادتني به للطفولة حينما كانت تأمر
الأمر بهذا الصوت: اجلس يا أحمد واستمع لتفاصيل
الموضوع ثم افعل ما شئت، إن العمر يمر بي وأريد أن اراك
زوجاً واريد أن ارى احفاداً.
أنا: اعطاكِ الله الصحة وطيلة العمر.
أمي: إذاً فلتجلس.
أنا: جلست لكي أهدئ من انفعالها وبيني وبين نفسي
اضحك على تفكير الأمهات كلهن يفكرن بنفس الطريقة
زواج الأبناء ورؤية الأحفاد، ولا يعنينهن المشاعر والحب
وحديث الروايات هذا.
قطعت امي تفكيري قائلة: انت تعرفها جيداً هي
إبنة خالتك.
أنا: من؟ أي خالة؟
أمي: خالتك الكبيرة ابنتها ماجدة.
أنا ضاحكاً: ماجدة!!
أمي: نعم ولماذا تضحك؟
أنا: لا شيء فقط لم افكر بها.
"ولكن ماجدة ابنة خالتي هذه كنت أنا بئر أسرارها فلقد
كانت تعيش قصة حب مع احدهم وتحدثني بصفة يومية
تقريباً لكي تستشيرني ماذا تفعل معه عندما يتخاصمان
او ما الى ذلك ورغم أنه صار لها فترة لا تتصل بي ولكني
اعلم انها لا يمكن ان تفكر في احد غيره وشأني شأن أي
احد اعتبر أقربائي أخوة وأخوات لي.
ولكني طلبت من امي اكمال حديثها يمكن أن أفهم منه
لماذا الآن يفتح هذا الموضوع!
أكملت امي الحديث............
وجلست تعدد محاسنها التي لا توجد بفتاة أخرى غيرها
وما الى ذلك من حديث الأمهات الذي صار معتاداً.
جلست لأستمع لكل حديثها لكي ارضيها بالطبع ثم قررت
دخول غرفتي ولكنها طلبت مني أن أرد على حديثها.
فأخبرتها برغبتي في النوم الآن وعندما استيقظ نكمل
الحديث.
وعندما انفردت بنفسي جلست اتذكر ماجدة وحديثنا
ومزاحنا وكم هي فتاة ذات اخلاق عالية، روحها مرحة
و...... وماذا؟
أنا لا اعرف عنها الكثير رغم أنها تستريح للحديث معي
ولكني اعتبرها مثل اختى الصغيرة.
ولكن بالفعل هل سوف أستمر هكذا بدون زواج، حياتي
روتينية لا يدخل عليها اي جديد، عمل ونوم وخروج مع
الأصدقاء وما هي النهاية؟
بدأت آخذ حديث أمي على محمل الجد ولم لا أفكر في
ماجدة في اعتقادي انه يمكنها ان تصير زوجة وأم مناسبة
لي.
ولكنها تحب شخص آخر، كيف أتزوج من فتاة قلبها ليس
معي؟
وما أدراني أنها مازالت تحبه صار لها فترة لا بأس بها
لا تحدثني، سوف اتحدث انا معها بحجة الإطمئنان عليها
وأعرف المستجدات.
أمسكت بالهاتف واتصلت بها................
يتپع ....... >>>>>>