في الذكـرى الـ"5" لأسـر "شاليـط" ...غـزة تسـأل : وماذا عن أسـرانا؟!

في الذكـرى الـ"5" لأسـر "شاليـط" ...غـزة تسـأل : وماذا عن أسـرانا؟!

علا عطاالله

إسلام أون لاين- غزة

خمسـة
أعوام بنهارها وليـلها الطويل وقـلوب أهالي الأسرى بغـزة تحترق شوقا لرؤية
أبناءهم في سجون الاحتلال الإسرائيلية ...خمسـة أعوام و"ممنوعون من
الزيارة" تزيدهم وهنا على وهن فيما عقارب الخـوف والانتظار تقتـلهم ساعة
بعد أخرى.

واليـوم السبت
25-6-2011 ، ومع الذكرى الخامسة لأسر الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط"
تزداد لسعات الأقفال الموصدة وتخرج التهديدات الإسرائيلية بأن الأسرى
الفلسطينيين لن ينعموا بالراحـة وبامتيازات يزعم الاحتلال بتقديهما
للقابعين خلف القضبان.

وبصوتٍ
دامع مخنـوق اشتكت أم الأسيـر رامي عواد والمحكوم بالسجن 12 عاما أمضى
منها سبعة أعوام حرمانهم من الزيارة واستمرار توقف برنامج الزيارات لذوي
قطاع غزة، وتساءلت في حديثها لـ"إسلام أون لاين"
:" كل العالم يقف ولا يقعد من أجل جندي إسرائيلي واحد ...بينما آلاف
الأسرى يموتون في اليوم ألف مرة لا أحد يسأل عنهم ...خمسة أعوام لم نتمكن
فيها من رؤية أولادنا وزيارتهم ولو لدقائق ..في أي قانون وعرف يسجل هذا
الظلم؟!."

وكأنها خمسة آلاف

وكانت
السلطات الإسرائيلية ومنذ شهـر يونيو 2007 قد علٌقت برنامج الزيارات
العائلية لذوي الأسرى من غـزة (والبالغ عددهم نحو 600 أسير)، فيما ترفض
حكومة الاحتلال حتى اليوم كافة المناشدات الحقوقية والإنسانية باستئناف
برنامج الزيارات وتتذرع بأسر المقاومة الفلسطينية للجندي شاليط .

وبحسب
مؤسسات فلسطينية معنية بشئون الأسرى فإن أكثر من 30 شخصا من أقارب وذوي
المعتقلين قد غادروا الحياة كان معظمهم من الأمهات اللواتي لم يتمكن من
وداع أبنائهم .

وبعيـونٍ
تذرف دمع الغياب والحنين تمنى والد الأسير "موسى بدوي" والمحكوم بالسجن
مدى الحياة أن يتمكن أهالي الأسرى من زيارة أبنائهم وذويهم في أقرب وقت
ومضى يقول بحرقة :" لقد تعبنا ..ونال المرض والكبر من أجسادنا ...خمسة
أعوام مرت وكأنها خمسة آلاف ..كلنا أمل أن تتم صفقة التبادل ويخرج أولادنا
..لننعم معهم بلحظات الفرح .."

وكانت ثلاثة فصائل فلسطينية من بينها حركة حماس قد تمكنت في مثل هذا التاريخ (25 يونيو 2006) من أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "الوهم المتبدد" جنوب قطاع غزة.

وتطالب حماس بإطلاق سراح 450 أسيرًاً فلسطينيًا من ذوي الأحكام العالية إلى جانب النساء والأطفال من أجل إطلاق سراحه، وقد شهدت الأعوام السابقة جولات عديدة من مفاوضات التبادل بوساطة مصرية وألمانية باءت جميعها بالفشل.

انتهت الحفلة

وفي
الذكرى الخامسة لأسر شاليط أعربت زوجة الأسير "نافذ حرز" والمحكوم عليه
بالسجن مدى الحياة عن قلقها وخوفـها من الأيام القادمة وتابعت بألم في
حديثها لـ"إسلام أون لاين" :"
في السابق لم نكن نسمع عنه خبر ولا ندري ما أحوالهم ..واليوم تخرج علينا
تصريحات بأن عقوبات شديدة ستفرض عليهم .." وتستدرك بسخرية :" وكأنهم كانوا
في كنف فندق خمس نجوم ..."

ورأى أهالي الأسرى في تهديدات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الأخيرة حلقة جديدة ضمن مسلسل تعذيب وإذلال الأسرى وذويهم .

وكان
رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قد أمر الخميس الماضي بتشديد
الإجراءات العقابية المفروضة على الأسرى الفلسطينيين داخل السجون
الإسرائيلية.

وقال
نتنياهو خلال كلمة ألقاها في مؤتمر "بيريس" بالقدس المحتلة:" انتهت الحفلة
..قررت تغيير سياسة إسرائيل تجاه الأسرى الفلسطينيين في السجون"، وذلك
لرفض حماس إعطاء دليل عن وجود شاليط على قيد الحياة.

وأضاف:
"إننا ملتزمون باحترام القانون الإسرائيلي والقانون الدولي والمواثيق
الدولية، ولكن لسنا ملتزمين بأكثر من ذلك"، متابعاً: "سيوضع حدًا للظروف
المريحة والمبالغ فيها التي يتمتع بها الأسرى داخل السجون الإسرائيلية"،
وتشمل الإجراءات العقابية وقف السماح للأسرى بالتسجيل إلى الدراسات
الأكاديمية.

وكانت
حركة حماس رفضت تقديم أي دليل عن حياة شاليط، وأكدت في بيانٍ صحفي "إن هذا
المطلب ليس إلا محاولة إسرائيلية لاكتشاف مكان احتجاز شاليط والعمل على
إطلاق سراحه في عملية عسكرية".

وفي بيانٍ وصـل "إسلام أون لاين" نسخةً منه اليوم أكدّ مركز الأسرى للدراسات أن حكومة الاحتلال بدأت عملياً بإعطاء أوامرها بالتضييق على الأسرى الفلسطينيين في السجون "الإسرائيلية".

وقال
المركز إن الأسرى تلقوا أمراً بالتوقف عن الدراسة في الجامعة
"الإسرائيلية" المفتوحة وأن هذا الفصل سيكون الأخير لمن سجل من الأسري
للفصل الصيفي.

وحذر المركز من مضايقات خفية قادمة تنتظر الأسرى، مشيرا إلى أن خطرا حقيقيا يتهدد حياة الأسرى ومستقبلهم في ظل هذه الثقافة العنصرية.

تناقض معيب

وبدورها
وصفت والدة الأسير "إبراهيم بارود" القرار الإسرائيلي بـ"الجريمة" مؤكدةً
أن مثل هذه القرارات تكشف عن الوجه الحقيقي للاحتلال وحكومته التي تخطط
لقمع الأسرى وقتلهم ببطء .

ولا
تكاد أم الأسير "طارق شلوف" تصدق عينها أمام ما تصفه بالموقف الدولي
المخزي وأضافت بأسى :" وأنا أسمع عن المطالبات الدولية بالإفراج عن شاليط
...شعرت لوهلة أن المقاومة تعتقل آلاف الجنود ...لماذا هذا التناقض المعيب
ولماذا لا تتحرك هذه الدول من أجل أسرانا الذين ذبلت أعمارهم داخل السجون
..."

وكانت
حكومات ومنظمات دولية قد طالبت بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي شاليط وقال
المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في بيان صحفي إن الولايات المتحدة
تدين بأقوى العبارات استمرار اعتقاله وتنضم إلى حكومات أخرى ومنظمات دولية
في العالم لدعوة حماس إلى إطلاقه فوراً.

كما
دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم السبت إلى الإفراج فورًا
عن شاليط، معربًا في الوقت ذاته عن دعمه لنداء الصليب الأحمر الدولي الذي
دعا حماس إلى معاملة شاليط معاملة إنسانية والإثبات أنه على قيد الحياة
والسماح لأسرته بالاتصال معه.
وكانت
دعوة الصليب الأحمر قد أثارت حنق وغضب أهالي الأسرى وقاموا برشق مكتب
اللجنة الدولية بغزة بالبيض قبل يومين وسط هتافات تطالب بعدم الانحياز
للاحتلال على حساب معاناة الأسرى الفلسطينيين وعدم التباكي على أسير واحد
ونسيان الآلاف .

مشكور اخ احمد

» ماذا فعلت الخدامه لشاب وماذا فعل لها