ALL-UP
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ALL-UP


 
أحدث الصورأحدث الصور  الرئيسيةالرئيسية  س .و .جس .و .ج  بحـثبحـث  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
خادم Discord

 

 دعوات التطرف باسم الدين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد منسى
المدير العام™
المدير العام™
محمد منسى


نشاط العضو نشاط العضو : 5913

دعوات التطرف باسم الدين  Empty
مُساهمةموضوع: دعوات التطرف باسم الدين    دعوات التطرف باسم الدين  Emptyالجمعة 1 مارس 2013 - 1:31

دعوات التطرف باسم الدين

*************************

المصريون مؤمنون بالفطرة وكان الدين ومازال عنصرا أساسيا في تكوين الشخصية المصرية وقبل أن تهبط الأديان علي البشر انتشرت نظريات التوحيد في مصر القديمة ثم عبرت الرسالات السماوية علي الأرض المصرية في عدد من الأنبياء والرسل عليهم السلام.. وفي قصص الأنبياء كانت مصر عاملا مشتركا بين العقائد السماوية اليهودية والمسيحية والإسلام وفي مصر تجمعت شواهد كثيرة لهذه الأديان ابتداء بالشخوص وانتهاء بالآثار..
ولهذا فإن تقسيم المصريين إلي مؤمنين وغير مؤمنين أو إلي مؤمنين وكفار كما يحلو للبعض تقسيم باطل وغريب لأن حياتهم ارتبطت دائما بفكرة التوحيد في النيل حين يفيض والزرع حين ينمو والحصاد حين يجيء كان ارتباط المصريين طوال تاريخهم بالخالق سبحانه وتعالي تأكيدا علي أننا أمام شعب مؤمن متدين يحترم الأديان كل الأديان ويؤمن بالرسل والأنبياء عليهم السلام ولقد فشلت جميع المحاولات التي سعت إلي نشر الخلافات والصراعات الدينية سواء تلك التي شهدتها مصر في عهود الاستعمار والاحتلال أو تلك التي حاولتها الأنظمة القمعية التي فرقت بين أبناء الوطن الواحد تحت دعاوي كثيرة من بينها الدين..
من هنا كان الدين دائما أبعد ما يكون عن السياسة لأن للأديان قدسيتها ورهبتها في ضمير المصريين وقليلا ما اختلط الدين مع السياسة في بعض المراحل التاريخية رغم أن السياسة لم تكن يوما هدفا للإنسان المصري أمام أساليب الاستبداد والقمع والترصد.. ومنذ قامت ثورة يناير ونجحت في إسقاط النظام السابق ظهر الدين كعامل سياسي مؤثر في الشارع المصري وتعددت التيارات التي حملت الشعارات الدينية وكان في صدارتها ثلاثة اتجاهات رئيسية هم الأخوان المسلمون والسلفيون والجماعة الإسلامية.. كان تاريخ الأخوان صفحات معروفة للمصريين كتيار ديني وفكري تأسس منذ عشرات السنين وتعرض لمطاردات كثيرة وكانت الجماعة الإسلامية ذات حضور في الشارع المصري خاصة مع عمليات العنف التي اجتاحت مصر في فترة الثمانينيات والتسعينيات الا أن مفاجأة الثورة كانت ظهور السلفيين بهذه القوة وهذه التعددية في الثوابت والأراء وهذا المظهر الخارجي الذي اختلف تماما عن صورة المصريين التاريخية..
في نشوة نجاح الثورة وإسقاط النظام رحبت التيارات السياسية بإختلاف توجهاتها بالتيارات الإسلامية وساندتها بقوة وتم الإعلان عن إنشاء عدد كبير من الأحزاب الدينية كان في مقدمتها حزب الحرية والعدالة وحزب النور وعدد من الأحزاب الدينية الأخري.. كان ينبغي مع إعلان ظهور هذه الأحزاب أن تمارس نشاطها السياسي في ظل مفاهيم سياسية تحترم حقوق الإنسان وتؤمن بالمعارضة والرأي الآخر وتعترف بالديمقراطية كأسلوب حكم رغم أن التيارات الإسلامية كانت دائما تعلن رفضها للديمقراطية الغربية بمفهومها الحديث.. إلا ان الأحزاب السياسية الإسلامية أعلنت قبولها لهذا الطرح مؤكدة حق الناخب في صناديق الانتخاب وهي المعيار الحقيقي للديمقراطية..
لم تستمر طويلا هذه القناعات عند التيارات الإسلامية وسرعان ما أعلنت عن وجهها الحقيقي أنها لا تقبل الحوار السياسي.. وتحاول دائما أن تصبغ كل شيء بالدين بل أنها تمادت في الفتاوي والأحكام التي تكفر الآخرين وتعتبر أنهم ضد الأديان.. وهنا انتقلت مفاهيم وثوابت هذه الأحزاب من الفكر السياسي الذي روجت له مع ظهورها إلي فكر ديني متجمد يرفض الحوار ولا يؤمن بالمعارضة أو بالرأي الآخر وهنا كان الانقسام والصدام بين القوي الإسلامية والقوي السياسية الأخري.. وقد حاولت التيارات الدينية السيطرة الكاملة علي حركة المجتمع وفرض هيمنتها علي كل المواقع تحت دعاوي التصويت وصندوق الانتخابات..
وأمام نسبة من الأمية تقترب من20 مليون مواطن لا يقرأون ولا يكتبون وأمام عشرات العشوائيات التي تجمع الملايين من البشر وأمام نسبة من الفقر تجاوزت40% من أبناء المجتمع كان من السهل أن تجتاح التيارات الدينية الساحة السياسية وتحاول فرض الوصاية الكاملة علي الواقع السياسي المصري لأنها لا تطرح فكرا سياسيا يمكن ان نختلف عليه ولكنها تطرح ثوابت دينية لا يجوز الخروج عليها..
هنا ظهرت انقسامات الشارع المصري أمام الملايين الذين يقدرون دور الدين وثوابته ودور السياسة ومتغيراتها مع الملايين من الأخوة الأقباط.. وملايين أخري تري أن الشارع المصري لا ينقصه التدين ولكن تنقصه إدارة حكيمة تواجه المشاكل وتحل الأزمات.. وتصدرت مجموعة من المشايخ الساحة السياسية بأساليب فجه في الهجوم والتشكيك والفتاوي حتي وصل بنا الحال إلي الدعوة لقتل المعارضين وانتهاك الحريات تحت دعاوي دينية افتقدت الحكمة والصواب.. وهنا أفصحت الأحزاب الدينية عن وجه لا يتناسب مع مباديء ثورة أطاحت بنظام سياسي مستبد لتجد نفسها أمام نظم دينية أكثر قمعا واستبدادا.. وكان السبب في ذلك كله هو هذا الخلط المريب بين دور الأحزاب السياسية وتوجهاتها الدينية..
اختلطت الأوراق وبدا وكأن مصر قد اسلمت بعد كفرها وأن خيول ابن العاص قد دخلت المحروسة وأن صوت بلال يصدح لأول مرة في ربوعها رغم أن المصريين أكثر شعوب الأرض صلاة وصوما وتدينا..
<
لم يكن غريبا وسط هذا الجو المشحون أن تصدر محكمة القضاء الإدراي بالاسكندرية حكما تاريخيا في الأسبوع الماضي برئاسة المستشار د.محمد عبد الوهاب خفاجي وعضوية المستشارين عوض الملهطاني وخالد جابر وأحمد درويش وعبد الوهاب السيد بأنه لا يجوز للائمة العبث بمنابر المساجد لتحقيق أهداف سياسية أو حزبية وأن مسئولية الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف هي التصدي لوقف فوضي الفتاوي وقصرها علي دار الإفتاء خاصة المسائل الخلافية.. وقال نص الحكم لقد عاش المسلمون في ظلم وظلام بسبب خلط الدين بالسياسة وأن مصر أحوج ما تكون في هذه الفترة لتوحيد الهدف ونبذ الفرقة وقد حظرت المحكمة في حكمها إصدار الفتاوي من غير دار الإفتاء لأن الدين ليس سلعة تباع وتشتري علي القنوات الفضائية لكنه منهج حياة لصالح الوطن..
<
في جانب آخر قرأت لمسئول سابق في دولة الإمارات العربية هو السيد علي محمد الشرفا الحمادي مدير ديوان الرئاسة في دولة الإمارات العربية في عهد الشيخ زايد رحمة الله عليه مقالة يقول فيها إن مصر تمر في هذه الأيام بمنعطف خطير اهتزت فيه قيم الإسلام النبيلة وتعالت صيحات الاغتيال باسم الإسلام دين الرحمة والعدل والسلام لقد طفي علي السطح أناس نصبوا أنفسهم أوصياء علي الدين ولهذا لابد من تصحيح هذه المفاهيم الخاطئة بأن يتم إنشاء هيئة عليا للدعوة والإرشاد يتم تشكيلها من شيخ الأزهر وكبار العلماء ووزير الأوقاف وفضيلة المفتي تكون مهمتها مواجهة المفاهيم الخاطئة التي تتناقض مع قيم القرآن وتتعارض مع سيرة رسولنا من خلال حملة مكثفة لتبصير الناس بديننا الحنيف من أجل سلام المجتمع وسلامة الفرد وحماية حريته وحياته..
<
لم يكن أحد يتصور في يوم من الأيام أن يصل حال المصريين إلي هذه الدرجة من الانقسامات التي تجاوزت الشارع وقواه السياسية والدينية لتدخل وتقتحم الأسرة المصرية.. أن الخلط بين الدين والسياسة وتكفير بعض فئات المجتمع والدعوة إلي تصفية المعارضين جسديا من خلال فتاوي مجنونة كل هذه الأشياء والظواهر غريبة علي المجتمع المصري أنها لم تكن سببا في إزعاج المصريين فقط ولكنها أزعجت أشقاء لنا في العالم العربي يرون في مصر القدوة والنموذج.. وكان أكبر تأكيد علي هذا التداخل بين قدسية الدين واطماع السياسة وصراعاتها ما حدث من خلافات بين الإخوان المسلمين والسلفيين في الأيام الأخيرة.. كانت تجمعهم الدعوة لله ثم فرقتهم صراعات السياسة والغنيمة والوصاية.. لقد نسيت الأحزاب والقوي الدينية دورها في الدعوة إلي الله بالدين الصحيح والسلوك القويم والأخلاق الحميدة وبدأ صراع المصالح السياسية تحت راية الدين وهنا كان التنابذ بالألقاب والشتائم والفتاوي المغرضة ومحاولات استخدام الدين كوسيلة ضغط علي البسطاء والفقراء والأميين.. كان ينبغي ان يكون الخلاف والجدل حول مواجهة قضايا المجتمع ومشاكل الناس وتوفير مناخ سياسي سليم وصحي وليس جني الغنائم وتصفية الحسابات ولم يعد الأمر مقصورا علي الخلافات السياسية بين التيارات الدينية والقوي الليبرالية ولكن الصراع الأن بين القوي الإسلامية نفسها وهذا يؤكد ان الخلط بين الدين والسياسة قد وصل بنا إلي نتائج غير محمودة وان الصراع لم يعد صراعا سياسيا بل تحول إلي صراع ديني وهو اسوأ انواع الصراعات لأنه يفتح الأبواب لمواجهات اخري في مقدمتها الحروب الأهلية ولنا في لبنان والجزائر دروسا يمكن ان نستفيد منها
لقد شهدت الشهور الماضية تغييرا جذريا في الشخصية المصرية حين انقسم المجتمع إلي طوائف دينية وسياسية بعد الثورة التي وحدتنا في يوم من الأيام ان المطلوب الأن من الحكماء والعقلاء في هذا الوطن ان نسعي لكي نعيد للشخصية المصرية تراثها القديم في الدين الوسطي والتسامح والمحبة والحوار لأن ما يحدث الأن يهدد ثوابت مصر الحضارية والثقافية والدينية.
علي التيارات الدينية ان تلعب السياسة بشروطها وثوابتها وعلي التيارات السياسية ان تقبل الصراع تحت راية الفكر وليس دعوات التطرف باسم الدين لأن الدين أكبر كثيرا من صراعات السياسة والساسة ويجب ان يبقي في ضمير الناس موطنا للسماحة والتواصل والإيمان الصحيح.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دعوات التطرف باسم الدين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» جميع حلقات باسم يوسف شو
» مصباح علاء الدين
» البرنامج؟ مع باسم يوسف .. ثورة إسرائيل - د. توفيق عكاشة
» صور للنجمه المميزه مي عز الدين
» (( يــــا رجال الدين ))

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ALL-UP ::  القسم العام :: المنتدى المفتوح :: المنتدى الكتابى-
انتقل الى: