ان تكون مصر لنفسها
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
- محمد منسىVIP™
- المشاركات : 3296
رفض بعض رموز المعارضة في جبهة الانقاذ مقابلة وزير الخارجية الامريكي جون كيري وقام ناشطون وحزبيون بمظاهرة للتنديد بالزيارة ونتائجها, وذلك استنادا إلي مبدأ رفض التدخل الامريكي في الشأن المصري,
خاصة أن الشواهد دلت علي أن الوزير الامريكي سيطلب من هؤلاء القادة المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة لاستكمال بناء المؤسسات السياسية.
في المقابل سيطلب من الرئيس محمد مرسي القيام ببعض اجراءات لتسهيل مشاركة المعارضة في الانتخابات من قبيل الاستجابة الجزئية لبعض مطالبها كتغيير الحكومة والالتزام باجراءات تحقق نزاهة الانتخابات, فضلا عن خطوات محددة لتسهيل توقيع القرض مع صندوق النقد الدولي. لكن بعض رموز المعارضة الذين التقوا الوزير الأمريكي مثل عمرو موسي رئيس حزب المؤتمر وآخرين منهم أيمن نور ومحمد أبوحامد ومحمد أنور السادات وغيرهم. وجميعهم تحدثوا وفقا لما تم إعلانه حول عدم مشروعية الحكم القائم وتخوفات من أخونة الدولة المصرية والتضييق علي المعارضة التي لا تثق في حكم الاخوان, وعدم الثقة في ان تكون الانتخابات المقبلة تعبيرا حرا عن توجهات المصريين, ناهيك عن الطلب من الولايات المتحدة ألا تدعم حكما لا يقبله الشعب.
إذن جزء كبير من رسالة المعارضة وصل إلي أذان الوزير الامريكي, وفي المقابل جزء من نصائح امريكية وصلت إلي المعارضة المصرية, وفي الآن نفسه وصلت نصائح أخري إلي الرئيس والحكومة وقيادات الإخوان. وبهذا المعني فإن الجميع حريص علي علاقاته مع الولايات المتحدة, وحريص علي أن تكون شريكا له في مواجهة الطرف الآخر, أو علي الاقل ألا تؤيد الطرف الآخر بأكثر مما ينبغي. وهكذا فالجزء الأكبر من المشكلة ليس في واشنطن والبيت الأبيض وانما في مصر نفسها, بمن يحكمها وبمن يعارض وبمن ينتظر الفرج علي أيدي الجيش أو من خلال ثورة جياع تطيح بالمعادلات القائمة وتفرض بدورها معادلات جديدة لا يعلم أحد كيف ستكون وإلي أين ستقود مصر والمصريين.
لقد كان الوزير الامريكي صريحا حين عبر عن أولوية بلاده لتوقيع مصر اتفاق صندوق النقد الدولي, لاستعادة الثقة في الاقتصاد المصري, وكان صريحا أيضا حين اكد اهمية استقرار الاوضاع السياسية كشرط ضروري لاستعادة الاقتصاد المصري عافيته ولو بتدرج, وكان صريحا ثالثا حين رأي أن العملية السياسية لابد أن تسير وأن الحلول الوسط هي المخرج المناسب للازمة المصرية الراهنة. ولسنا غافلين هنا عن أن ما يقوله الوزير الامريكي ينطلق أساسا من موقع مصر بالنسبة للمصالح الامريكية, ومن أولويات أمريكية خالصة تري أن استقرار الوضع المصري بعد الثورة يعد ضروريا للحفاظ علي مصالح أمريكية استراتيجية مهمة علي الصعيدين السياسي والامني إقليميا وعالميا. ولذا يظل السؤال؟ أين المصريون من مصالحهم الذاتية العليا؟.
معروف أن هناك من الليبراليين والاشتراكيين والناشطين السياسيين من يعتقد بقوة في أن الولايات المتحدة هي التي دعمت وصول الإخوان إلي الحكم وفق صفقة تقوم خلالها الجماعة بالحفاظ علي المعاهدة مع إسرائيل وتسيطر علي حركة حماس ذات الأصول الاخوانية وبما يحفظ امن إسرائيل, علي ان تقدم الولايات المتحدة كل الدعم الدولي والاقتصادي لحكم الاخوان باعتباره نموذجا أخر لديمقراطية ذات مرجعية إسلامية معتدلة تراعي المصالح الغربية بوجه عام وتتماهي معها, وأن ضغوط واشنطن علي المجلس العسكري هي التي أدت إلي فوز الرئيس محمد مرسي, وليس منافسه الفريق أحمد شفيق, وبالتالي فهي تتحمل مسئولية كبري فيما آلت إليه الأوضاع المصرية من تراجع علي الصعيد الديمقراطي وعدم تحقيق أهداف الثورة واحتكار الإخوان للحكم والسلطة وفرض قيود علي أحزاب المعارضة والمنظمات المدنية. وفي ظل هذه القناعات تظل الولايات المتحدة لدي هؤلاء مصدرا دائما للشر كما كانت من قبل إبان حكم الرئيس السابق. ويقابل هؤلاء من داخل التيار الاسلامي في مصر( وفي غيرها أيضا) من يري في الولايات المتحدة مصدرا للفجر والخلاعة وهدم الدين ومعاداة المسلمين, وانها الداعم الأكبر للعلمانية والليبرالية التي يرونهما مرادفا للكفر والزندقة. القليل من المصريين يرون في الولايات المتحدة قوة دولية لا يمكن تجاهل تأثيرها السياسي والعسكري علي كل القضايا والمسارات الدولية, وأن من العبث الدخول في مواجهة مفتوحة معها في الوقت الذي تحصل فيه مصر علي معونات اقتصادية وعسكرية مهمة يصعب الاستغناء عنها في ظل الظروف الراهنة ولمدة طويلة مقبلة. وبعض من هؤلاء يرون أن العلاقة الندية بين قوتين; إحداهما إقليمية مهمة وهي مصر, وأخري عالمية تتربع علي قمة النظام الدولي وهي امريكا ممكنة ولكن بشروط; أولها ان تعرف مصر الشعب والمؤسسات كيف تتحرك وكيف تعيد بناء نفسها وكيف تتمسك بالمسار الديمقراطي وبالتنمية الاقتصادية والبشرية وبالحفاظ علي الحريات وكرامة المصريين, وثانيها أن تكون هناك مساحة واسعة من التوافق الوطني بشأن سياسات محددة أولها الامن القومي وثانيها مكانة الجيش وثالثها الحفاظ علي مهنية المؤسسات باعتبارها ملكا للمصريين جميعا وليست نهبا لتيار أو حزب. والواضح ان هذه الشروط غير موجودة, وحتي الحوار حولها غير ممكن, والغالب هو التحريض واللغة غير المهذبة والفجر في الخصومة, وكل ما يهدم و لا يبني.
خلاصة القول أن الذين يراهنون علي أمريكا في البقاء في الحكم كما كان الحال إبان حكم مبارك لا يقرأون الواقع المصري جيدا وتبدو عقولهم غائبة وخيالهم قاصر إلي حد كبير, والذين يراهنون علي أن معاداة امريكا فكريا وإيديولوجيا ستجلب لهم التأييد الشعبي وستمكنهم من مواصلة حرب من أجل الجنة في الآخرة والنصرة في الدنيا هم أيضا اصحاب رهان خاسر في الدنيا والآخرة معا, ولن يحققوا لأنفسهم ولغيرهم سوي الخراب والتخلف. اما الذين يراهنون علي علاقة متوازنة مع الولايات المتحدة تتسم بالندية النسبية والمصالح المشتركة والتعاون بما يحقق مصالح مصر والمصريين فعليهم أن يبنوا لانفسهم قواعد في الشارع والمجتمع وأن يعتمدوا علي انفسهم أولا, وألا يراهنوا علي قوة اخري غير قوتهم الذاتية مهما تكن التضحيات ومهما كان الطريق صعبا. فكما لا يمكن الاعتماد أبدا علي دعم خارجي لخنق الناس والسيطرة عليهم, لا يمكن الاعتماد أبدا علي تجاهل قوة دولية كبري بوزن الولايات المتحدة. المهم ان تكون مصر لنفسها قبل أي شئ آخر.
في المقابل سيطلب من الرئيس محمد مرسي القيام ببعض اجراءات لتسهيل مشاركة المعارضة في الانتخابات من قبيل الاستجابة الجزئية لبعض مطالبها كتغيير الحكومة والالتزام باجراءات تحقق نزاهة الانتخابات, فضلا عن خطوات محددة لتسهيل توقيع القرض مع صندوق النقد الدولي. لكن بعض رموز المعارضة الذين التقوا الوزير الأمريكي مثل عمرو موسي رئيس حزب المؤتمر وآخرين منهم أيمن نور ومحمد أبوحامد ومحمد أنور السادات وغيرهم. وجميعهم تحدثوا وفقا لما تم إعلانه حول عدم مشروعية الحكم القائم وتخوفات من أخونة الدولة المصرية والتضييق علي المعارضة التي لا تثق في حكم الاخوان, وعدم الثقة في ان تكون الانتخابات المقبلة تعبيرا حرا عن توجهات المصريين, ناهيك عن الطلب من الولايات المتحدة ألا تدعم حكما لا يقبله الشعب.
إذن جزء كبير من رسالة المعارضة وصل إلي أذان الوزير الامريكي, وفي المقابل جزء من نصائح امريكية وصلت إلي المعارضة المصرية, وفي الآن نفسه وصلت نصائح أخري إلي الرئيس والحكومة وقيادات الإخوان. وبهذا المعني فإن الجميع حريص علي علاقاته مع الولايات المتحدة, وحريص علي أن تكون شريكا له في مواجهة الطرف الآخر, أو علي الاقل ألا تؤيد الطرف الآخر بأكثر مما ينبغي. وهكذا فالجزء الأكبر من المشكلة ليس في واشنطن والبيت الأبيض وانما في مصر نفسها, بمن يحكمها وبمن يعارض وبمن ينتظر الفرج علي أيدي الجيش أو من خلال ثورة جياع تطيح بالمعادلات القائمة وتفرض بدورها معادلات جديدة لا يعلم أحد كيف ستكون وإلي أين ستقود مصر والمصريين.
لقد كان الوزير الامريكي صريحا حين عبر عن أولوية بلاده لتوقيع مصر اتفاق صندوق النقد الدولي, لاستعادة الثقة في الاقتصاد المصري, وكان صريحا أيضا حين اكد اهمية استقرار الاوضاع السياسية كشرط ضروري لاستعادة الاقتصاد المصري عافيته ولو بتدرج, وكان صريحا ثالثا حين رأي أن العملية السياسية لابد أن تسير وأن الحلول الوسط هي المخرج المناسب للازمة المصرية الراهنة. ولسنا غافلين هنا عن أن ما يقوله الوزير الامريكي ينطلق أساسا من موقع مصر بالنسبة للمصالح الامريكية, ومن أولويات أمريكية خالصة تري أن استقرار الوضع المصري بعد الثورة يعد ضروريا للحفاظ علي مصالح أمريكية استراتيجية مهمة علي الصعيدين السياسي والامني إقليميا وعالميا. ولذا يظل السؤال؟ أين المصريون من مصالحهم الذاتية العليا؟.
معروف أن هناك من الليبراليين والاشتراكيين والناشطين السياسيين من يعتقد بقوة في أن الولايات المتحدة هي التي دعمت وصول الإخوان إلي الحكم وفق صفقة تقوم خلالها الجماعة بالحفاظ علي المعاهدة مع إسرائيل وتسيطر علي حركة حماس ذات الأصول الاخوانية وبما يحفظ امن إسرائيل, علي ان تقدم الولايات المتحدة كل الدعم الدولي والاقتصادي لحكم الاخوان باعتباره نموذجا أخر لديمقراطية ذات مرجعية إسلامية معتدلة تراعي المصالح الغربية بوجه عام وتتماهي معها, وأن ضغوط واشنطن علي المجلس العسكري هي التي أدت إلي فوز الرئيس محمد مرسي, وليس منافسه الفريق أحمد شفيق, وبالتالي فهي تتحمل مسئولية كبري فيما آلت إليه الأوضاع المصرية من تراجع علي الصعيد الديمقراطي وعدم تحقيق أهداف الثورة واحتكار الإخوان للحكم والسلطة وفرض قيود علي أحزاب المعارضة والمنظمات المدنية. وفي ظل هذه القناعات تظل الولايات المتحدة لدي هؤلاء مصدرا دائما للشر كما كانت من قبل إبان حكم الرئيس السابق. ويقابل هؤلاء من داخل التيار الاسلامي في مصر( وفي غيرها أيضا) من يري في الولايات المتحدة مصدرا للفجر والخلاعة وهدم الدين ومعاداة المسلمين, وانها الداعم الأكبر للعلمانية والليبرالية التي يرونهما مرادفا للكفر والزندقة. القليل من المصريين يرون في الولايات المتحدة قوة دولية لا يمكن تجاهل تأثيرها السياسي والعسكري علي كل القضايا والمسارات الدولية, وأن من العبث الدخول في مواجهة مفتوحة معها في الوقت الذي تحصل فيه مصر علي معونات اقتصادية وعسكرية مهمة يصعب الاستغناء عنها في ظل الظروف الراهنة ولمدة طويلة مقبلة. وبعض من هؤلاء يرون أن العلاقة الندية بين قوتين; إحداهما إقليمية مهمة وهي مصر, وأخري عالمية تتربع علي قمة النظام الدولي وهي امريكا ممكنة ولكن بشروط; أولها ان تعرف مصر الشعب والمؤسسات كيف تتحرك وكيف تعيد بناء نفسها وكيف تتمسك بالمسار الديمقراطي وبالتنمية الاقتصادية والبشرية وبالحفاظ علي الحريات وكرامة المصريين, وثانيها أن تكون هناك مساحة واسعة من التوافق الوطني بشأن سياسات محددة أولها الامن القومي وثانيها مكانة الجيش وثالثها الحفاظ علي مهنية المؤسسات باعتبارها ملكا للمصريين جميعا وليست نهبا لتيار أو حزب. والواضح ان هذه الشروط غير موجودة, وحتي الحوار حولها غير ممكن, والغالب هو التحريض واللغة غير المهذبة والفجر في الخصومة, وكل ما يهدم و لا يبني.
خلاصة القول أن الذين يراهنون علي أمريكا في البقاء في الحكم كما كان الحال إبان حكم مبارك لا يقرأون الواقع المصري جيدا وتبدو عقولهم غائبة وخيالهم قاصر إلي حد كبير, والذين يراهنون علي أن معاداة امريكا فكريا وإيديولوجيا ستجلب لهم التأييد الشعبي وستمكنهم من مواصلة حرب من أجل الجنة في الآخرة والنصرة في الدنيا هم أيضا اصحاب رهان خاسر في الدنيا والآخرة معا, ولن يحققوا لأنفسهم ولغيرهم سوي الخراب والتخلف. اما الذين يراهنون علي علاقة متوازنة مع الولايات المتحدة تتسم بالندية النسبية والمصالح المشتركة والتعاون بما يحقق مصالح مصر والمصريين فعليهم أن يبنوا لانفسهم قواعد في الشارع والمجتمع وأن يعتمدوا علي انفسهم أولا, وألا يراهنوا علي قوة اخري غير قوتهم الذاتية مهما تكن التضحيات ومهما كان الطريق صعبا. فكما لا يمكن الاعتماد أبدا علي دعم خارجي لخنق الناس والسيطرة عليهم, لا يمكن الاعتماد أبدا علي تجاهل قوة دولية كبري بوزن الولايات المتحدة. المهم ان تكون مصر لنفسها قبل أي شئ آخر.
(( إن لم يكن شعري كعهدي به
فحسنك الشعر الذي أهوي ))
م . منسي
فحسنك الشعر الذي أهوي ))
م . منسي
مواضيع مماثلة
للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل
يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى