بخصوص الاستعدادات للاحتفال بذكري التأميم
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
- محمد منسىVIP™
- المشاركات : 3296
عندما تنظر من إحدي شرفات رئاسة هيئة قناة السويس.. تري علي مد بصرك السفن العملاقة تغدو وتروح حاملة فوق ظهرها مئات الآلاف من الحاويات المختلفة مغلفة برسالة أمن وأمان تنقلها إلي جميع دول العالم لتؤكد لهم أن قناة السويس.. أقدم ممر مائي في العصر الحديث باتت قادرة علي استيعاب كل أنواع الحاويات العملاقة وهي أقرب الطرق وأسلكها وأقلها تكلفة لأسطول التجارة العالمي.. تشعر بالفخر والاعتزاز وعبق التاريخ الذي يجسد عظمة أجدادنا المصريين.
أجرت "الجمهورية" حواراً مع الفريق مهاب مميش رئيس الهيئة بمناسبة مرور 60 عاماً علي تأميم القناة وعام علي افتتاح قناة السويس الجديدة الملحمة الوطنية التي جسدتها سواعد المصريين لتخلد عظمة أحفاد الفراعنة علي مر السنين والذي يعتبر عملاً غير تقليدي فتح الفريق مهاب مميش رئيس هيئة القناة قلبه وعقله لجريدة "الجمهورية" وترك لنا خزائن أسراره وبكل صراحة وحسم من خلاله العديد من النقاط والقضايا الهامة ورد علي العديد من التساؤلات الصعبة وأعلن خريطة الاحتفالية الضخمة التي ستتم بمناسبة هذه الذكري الغالية.
* "الجمهورية": كيف تري الأهمية التاريخية لقرار تأميم قناة السويس؟
** الفريق مهاب مميش: بكل صراحة سيظل قرار الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بتأميم قناة السويس في 26 يوليو عام 1956 هو الأبرز وعنوانا للكرامة المصرية والأهم في تاريخ الهيئة لأنه كان نقطة تحول كبيرة في منظومة تشغيل القناة التي كانت تدار بالخبراء الفرنسيين والأجانب وعقب إعلان التأميم نجح أحفاد الفراعنة في إدارة العمليات وتسيير السفن داخل مجري القناة وبعدها تحولت كل عوائد الهيئة إلي خزينة الدولة المصرية لتصبح يوماً بعد يوم من أهم شرايين الاقتصاد المصري علي مدار 60 عاماً الماضية وأكبر مصادر الدخل القومي لمصر كما أنها صورة حية تجسد عزيمة وإرادة المصريين والذين قاموا بحفرها وتأميمها وإدارتها حتي هذه اللحظة.. وبهذه المناسبة العظيمة عملنا حاجة جديدة وطلبت من المسئولين بالهيئة عمل إحصائية بقيمة العائدات المالية التي دخلت إلي خزينة البلاد منذ يوم التأميم 26 يوليو 1956 وحتي اليوم وكذلك عدد السفن التي عبرت المجري الملاحي منذ ذلك التاريخ وقمت بعرضها علي الرئيس عبدالفتاح السيسي وبالمناسبة هي مبالغ ضخمة جداً جداً وتخطت التريليون جنيه وما يقرب من مليوني سفينة تقريباً عبرت القناة خلال ال 60 عاماً الماضية.
* "الجمهورية": في الأيام القادمة تستعد مصر قيادة وشعباً وجيشاً للاحتفال بذكري التأميم وافتتاح القناة الجديدة فهل هناك استعدادات خاصة لهذه الذكري الغالية وكيف سيتم الاحتفال بها؟
** مميش: بخصوص الاستعدادات للاحتفال بذكري التأميم فقد قرر الرئيس عبدالفتاح السيسي إقامة احتفالية ضخمة علي ضفاف قناة السويس الجديد تشمل الاحتفال بمناسبة عيد ثورة 23 يوليو مع الاحتفال بمرور 60 عاماً علي تأميم قناة السويس في 26 يوليو فضلاً عن الاحتفال بمرور العام الأول علي قناة السويس الجديدة وقد تم الاتفاق علي سيناريو الحفل الذي سيتم من خلاله توجيه رسالة قوية لاستقطاب المستثمرين وجذبهم بعدما يتبين لهم مدي قوتنا وحالة الأمن والأمان التي نعيش فيها وسيشارك في الحفل الرئيس عبدالفتاح السيسي وأسرة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وأسرة الرئيس الراحل محمد أنور السادات كما سندعو القيادات والقامات المصرية الرائدة التي كان لها الفضل في نجاح خطة تأميم القناة مثل البطل محمد عزت عادل.
قرار التأميم.. صائب
* بعد مرور عام علي افتتاح قناة السويس الجديدة حلم المصريين.. كيف تري أهميتها ودورها الحقيقي في التنمية ومدي تأثيرها في الاقتصاد المصري؟
** بالقطع كان قرار إنشاء قناة السويس الجديدة صائباً مائة في المائة وفي موعده لاسيما في ظل تنامي حركة السفن وحركة التجارة العالمية والتي ستشهد حراكاً واسعاً بدءاً من العام المقبل سيؤدي بالضرورة إلي ارتفاع سعر الدولار وتضاعفه لولا إنشاء القناة الجديدة وهذا يؤكد النظرة المستقبلية الثاقبة لرئيس الجمهورية والذي لديه معرفة بالظروف الاقتصادي اليوم قبل غداً. إلا أنه مازال هناك شرذمة قليلة تنظر أسفل قدميها فقد عبرت أكثر من 582 سفينة قناة السويس الجديدة منذ افتتاحها حتي الآن في الاتجاهين الشمالي والجنوبي.
كما أن أهمية القناة الجديدة تبلورت بشكل واضح بعد حادث تعطل سفينة الصب البنمية "نيو كاترين" وهذا كان سيؤدي في السابق إلي تعطيل حركة الملاحة بالقناة تماماً فضلاً عن الخطر الذي قد تتعرض له السفن أثناء الانتظار حيث كانت من بينهم حاملة الطائرات الفرنسية "شارك ديجول" والقادمة لعمل تدريب مشترك مع البحرية المصرية ولكن من خلال قناة السويس الجديدة تم إنقاذ الموقف ولم تتوقف الملاحة في قناة السويس ولو ثانية واحدة.
ويجب أن يعلم الجميع أن قناة السويس الجديدة جسدت عظمة المصريين وهي مستقبل الأجيال القادمة إن شاء الله.
استعادة الثقة
* نجح المصريون في استعادة الثقة وحققوا المعجزة ووقف الشعب والجيش خلف قيادته السياسية الحكيمة وصنعوا المستحيل وكانت هيئة قناة السويس تحت قيادتكم كلمة السر مع أبطال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة في إنجاز مهمة حفر القناة الجديدة التي حددها الرئيس في عام واحد فقط.. فما هي أصعب المواقف التي واجهتكم علي مدار مدة الحفر ومتي اطمأن الرئيس وشعر بإتمام المشروع وافتتاحه في موعده المحدد؟
** مميش: بعد أن تم عرض المشروع علي فخامة الرئيس تحمس للفكرة بشكل كبير وطالب بالانتهاء منه خلال عام واحد فقط بدلاً من ثلاثة أعوام وهي أقل مدة كانت محددة للانتهاء من المشروع بشهادة الخبراء ولكن أمام إصرار الرئيس السيسي علي سرعة خروج الفكرة إلي النور وتحقيق الحلم تم التنسيق مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بقيادة اللواء أركان حرب كامل الوزير وبالفعل بدأنا الحفر وقبلنا التحدي وكنا نواصل الليل بالنهار وكنت متواجدا باستمرار وسط العمال والكراكات العملاقة التي استعنا بها لإنجاز المشروع وكان الرئيس يتابع العمل معي لحظة بلحظة يومياً عن طريق الهاتف تارة وبالزيارة المفاجئة وبالمتابعة بالطائرة تارة أخري ومن أصعب اللحظات التي تعرضت لها خلال مدة الحفر هي لحظة العبور التجريبي لمجري القناة الجديدة والذي تم بنجاح باهر في تلك اللحظة قمت بالاتصال بفخامة الرئيس وهنأته بنجاح التجربة لأنه كان ينتظر تلك اللحظة علي أحر من الجمر فحمداً لله وشكره كثيراً وهنأني وكل العاملين في المشروع بنجاح التجربة وتحقيق الحلم الكبير.
* قامت دولة بنما مؤخراً بإجراء بعض التوسعات والتطوير في قناتها التي تربط ما بين المحيط الهادي والمحيط الأطلنطي.. فما مدي تأثير ذلك علي منظومة الملاحة في قناة السويس؟ وكيف نواجه القنوات والطرق المنافسة لنا علي مستوي العالم؟
** عندما عقدت سفارة بنما مؤتمراً للإعلان عن حفل افتتاح توسعة قناة بنما حرصت علي الحضور وتهنئتهم بنفسي لأننا نؤمن بأن المنافسة بيننا وبينهم منافسة في خدمة الجنس البشري أنت بتعمل شريان حياة وأنا بعمل شريان حياة كل ما نحسن الخدمة البحرية تتحسن حياة الإنسان.. حسن نفسك وأنا أحسن نفسي بس لا أنا أدخل في شئونك ولا أنت تدخل في شئوني.. ولازم الكل يكون متأكد أنه لا غني لأي خطوط ملاحية في العالم عن مجري قناة السويس لأنها تتميز بعوامل كثيرة تمنحها الريادة في كل شيء عن المنافسين فعلي سبيل المثال بالنسبة لقناة القطب الشمالي فهي لا تستخدم سوي ثلاثة أشهر تقريباً نظراً لوجود جبال الثلوج العالية التي تمنع حركة السفن وتتسبب لها في تلفيات خطيرة ولذلك تجد أن هناك قيودا علي أحجام السفن المخصصة للمرور من هذا الممر المائي كما أن زيادة التكاليف المالية لكسارات الجليد المصاحبة للسفن تؤدي أيضاً إلي عدم انتظام حركة الملاحة التي لا تتعدي 45 سفينة سنوياً تعبر من هناك في حين قناة السويس تستقبل يومياً بفضل الله ما لا يقل عن 60 سفينة بحمولات تتخطي 3 ملايين طن تقريباً وهذا ما ينفي تماماً كل محاولات التشكيك أو سحب البساط أو وجود منافسة حقيقية لقناتنا العريقة ولذلك ستظل قناة السويس هي الممر الوحيد الأكثر أمناً وأماناً لكل الخطوط الملاحية في العالم وبعدين في ناس للأسف الشديد بتطلع في أي وسائل إعلام أو أي مكان تتكلم باسم قناة السويس وهي في الحقيقة عمرها ما شافت القناة أتمني من أي شخص ألا يتحدث باسم القناة إلا لما يكون درس وزار وشاف القناة وعرف عنها كل التفاصيل وأنا مدعو للمشاركة في حفل الافتتاح لقناة بنما بعد التطوير خلال الأيام القادمة.
جسر الملك سالمان
* الكل يترقب لحظة إنشاء جسر الملك سلمان بن عبدالعزيز ذلك المشروع الأضخم في العالم من هذا النوع الذي يربط بين مصر والسعودية.. فهل هيئة قناة السويس لها دور في دراسة هذا الجسر وهل بناؤه سيؤثر بأي شكل من الأشكال علي حركة الملاحة في قناة السويس؟
** طبعاً الجسر سيكون نقطة تحول كبيرة في التجارة وفي الاقتصاد وفي أشياء كثيرة بين مصر والسعودية لذلك نحن تحت أيدينا 3 أبحاث للجسر كاستشارة والجسر سيخدم التجارة البينية ورحلات الحج والعمرة بين مصر والسعودية ولكن لا نعتبره منافساً لقناة السويس فعلي سبيل المثال الجسر لا يستطيع أن يتحمل 20 ألف عربة نقل كبيرة "تريلا" علي العكس هذه من الممكن أن تكون حمولة سفينة واحدة تعبر القناة أوضح للجميع ولاسيما المتخوفين والمشككين أن ده طريق بري وقناة السويس طريق بحري وهناك فرق بين الطرق البحرية والبرية لا نعامل الطريق البحري علي أنه بري ولا نقارن بينهما لكن بلاشك الجسر سيعمل علي تنمية التجارة البينية والسياحية ولاسيما الدينية بين مصر والسعودية ولن يؤثر نهائياً علي حركة الملاحة في القناة وهناك دراسات بيئية ومسح للأعماق وهذا الذي بدأنا به بالفعل فضلاً عن شدة العمق في هذه المنطقة لذلك فهو يحتاج فنيات عالية جداً لكن طالما القيادة السياسية أخذت القرار فنحن علي يقين من تنفيذه إن شاء الله.
مراحل التطوير
* هناك اهتمام واضح من جانبكم بضرورة تطوير منظومة العمل داخل هيئة قناة السويس والشركات التابعة لها وترسانتها البحرية وظهر ذلك جلياً في جولاتكم المتعددة إلي العديد من الدول المتقدمة في هذا المجال.. كيف ستتم مراحل التطوير والبناء داخل قطاعات الهيئة؟
** هذا صحيح لأننا بالفعل نعمل بكل جدية واجتهاد علي سرعة تطوير الأداء داخل الهيئة لأننا لازم نستثمر هذا الشريان الحيوي الهام جداً وهذا من خلال العديد من الطرق أولها تحويل القناة من مجرد مجري مائي تحصل من خلاله علي رسوم عبور فقط إلي منطقة استثمارية لجذب استثمارات عملاقة وكما أن هناك 7 شركات كبري تابعة للهيئة تقدرر قيمتهم المالية بالمليارات ولابد من إعادة تطويرهم وهيكلتهم وتدريب العمالة التي بهم بأحدث الطرق الحديثة حتي تضمن تحقيقهم أرباح بالمليارات مع الأخذ في الاعتبار أننا بدأنا بالفعل في تطوير ترسانة الهيئة وأولها ترسانة بورسعيد التي يتم تطويرها بالتعاون مع ترسانة متسوبيشي اليابانية وهذا بعد زيارة الرئيس السيسي الأخيرة لليابان.
علماً بأن الرئيس أصدر قراراً جمهورياً بتحويل ترسانة الأدبية إلي ترسانة عالمية ويعاد بناؤها من خلال القوات المسلحة وهيئة قناة السويس لتكون قادرة علي بناء وصناعة السفن المحلية والعالمية ولا تقتصر علي تصليحها فقط خلا الفترة القادمة.
العنصر البشري
* وهل هناك آليات لتطوير العنصر البشري وتقييم أدائه حتي يكون قادرا علي المنافسة أيضاً داخل الهيئة؟
** بالفعل هناك اهتمام كبير بتنمية وتطوير أداء العاملين بالهيئة ونحن في هذا الصدد ننظم العديد من الدورات ولدينا العديد من المراكز البحثية التي يتم فيها دراسة كل صغيرة وكبيرة متعلقة بمصلحة الهيئة كما أننا بدأنا نرسل بعثات من الخبراء والمستشارين إلي عدد من الدول المتقدمة في هذا المجال لكي يطلعوا هناك علي أحدث التطورات والنظم الحديثة التي يمكن تطبيقها في الهيئة ومنها علي سبيل المثال لا الحصر هناك لجان لدراسة مستويات النمو في الاقتصاد العالمي والارتفاع والانخفاض في أسعار النفط لتحديد رسوم العبور.
اليوان الصيني.. إضافة
* أعلنت الهيئة عن اعتماد العملة الصينية "اليوان" إلي سلة العملات الخاصة بها في تحصيل الرسوم من السفن العابرة للقناة.. فهل ذلك يعتبر إضافة لزيادة عائدات الرسوم؟
** إضافة العملة الصينية "اليوان" إلي وحدة السحب الخاصة أو نظام سلة العملات التي تحصل هيئة قناة السويس بموجبها علي رسوم العبور من السفن العابرة للمجري الملاحي للقناة يعتبر إضافة كبيرة لإيرادات القناة ويواجه التقلبات التي يعاني منها الدولار في ظل عدم استقرار الاقتصاد العالمي وهذا من شأنه تقوية سلة عملات الهيئة التي تضم الدولار والجنيه الاسترليني واليورو والين الياباني.
* في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.. كيف يمكن لقناة السويس أن تكون قاطرة التنمية لمواجهة كل هذه التحديات والنهوض بمستقبل الاقتصاد المصري؟
** حقيقة لا ريب فيها الاستثمار حالياً بات حقاً واجبا علينا في مصر لأن مصادر الدخل بالعملات الصعبة للبلاد ثلاثة مصادر فقط هم السياحة وقناة السويس وتحويلات المصريين في الخارج.
أولاً السياحة تم ضربها بأيدي الخونة وتحويلات المصريين في الخارج كمان تم اللعب فيها عن طريق المؤامرات وقلت جداً وبذلك لم يعد أمامنا سوي قناة السويس وعينهم عليها لكن هيهات هيهات فهذه رئة الاقتصاد المصري لأنها أهم مورد للعملة الصعبة في المنطقة.
وقناة السويس تتمتع بموقع عبقري تتوسط كل الأسواق المحلية والعالمية والإقليمية فهي أهم مجري ملاحي بين قارتي أسيا وأفريقيا هذا الموقع الفريد يسمح لها بجذب الاستثمارات العملاقة والمستثمرين من كافة الدول في حال تطبيق قوانين الاستثمار بطريق صحيحة مع العلم أن البنية التحتية القوية بتشجع المستثمر كذلك العمالة الفنية المدربة.. لازم وأنت تستثمر تنظر علي جيرانك وتتابع ما هي المزايا التي من الممكن توفرها للمستثمر مثل الضرائب والحوافز الاستثمارية وفترات سماح وكذلك تربطه بنسبة عمالة وطنية.. لازم كل حاجة يتم دراستها كويس جداً.
إحنا لن ننتظر الناس والمستثمرين لما يحضروا إلينا إحنا لازم نطلع نسوق للقناة خارجياً وده اللي بعمله حالياً أنا باقوم بجولات خارجية لأني لو قعدت وحطيت إيدي علي خدي لن يأتي إلينا أحد والدليل علي ذلك عندما سافرت إلي الكويت مؤخراً حصلت منهم علي موافقة بمرور جميع سفنهم وأسطولهم الملاحي من قناة السويس وهذا مكسب كبير وكذلك السعودية أعطت إشارة إلي جميع قطع الأسطول التجاري الخاص بها بالمرور بقناة السويس وهذا من فضل ربي ومكسب كبير لنا.
خدمة المجتمع المحيط
* هناك دور واضح للهيئة في خدمة المجتمع المدني المحيط بها.. فما هي آخر المشروعات المدنية المزمع إنشاؤها لخدمة أبناء القناة وسيناء؟
** الهيئة جزء لا يتجزأ من نسيج الدولة المصرية وهي عنصر أساسي في تنمية المنطقة والإقليم الذي تتواجد فيه ولا تبخل بأي مساهمات أو مساعدات للمؤسسات الحكومية أو مؤسسات المجتمع المدني بالمنطقة ولاسيما المؤسسات العلاجية ومنها مستشفي جامعة قناة السويس والمستشفيات العامة في محافظات القناة الثلاثة.
فنحن لابد أن نهتم بتطوير الخدمة الطبية وذلك كعنصر هام من عناصر جذب الاستثمار وآخرها قرار الهيئة بإنشاء ثلاثة مستشفيات ضخمة الأول في السويس بطاقة 172 سريرا والثاني ببورسعيد بطاقة 172 سريرا والثالث والأكبر في الإسماعيلية بطاقة 700 سرير لخدمة أبناء القناة والعاملين بالهيئة ومشروع محور التنمية فضلاً عن دعم مستشفي الهيئة بأشعة مقطعية وأشعة قلب.
* كان لدينا الأمل في جمع 100 مليار جنيه من رجال الأعمال المصريين لصندوق تحيا مصر ولكن للأسف لم يحدث هل هذا ممكن يكون حافزاً لتطبيق العدالة الاجتماعية بكل ما تحمله من معان علي الجميع خلال الأيام القادمة؟
** العدالة الاجتماعية هي التوزيع العادل لكل ثروات الدولة علي جميع فئات المجتمع لأنه لا يجوز أن تكون هناك فئات عايشة حياة الترف والنعيم بكل أشكالها وفئات أخري تأكل من القمامة يعني ماينفعش بعض الناس تقضي عطلة نهاية الأسبوع خارج البلاد وآخرون فيروس سي أكل أجسامهم بدون شك زينة الحياة هي المال والبنون وقد قدم الله المال علي البنون.. وربنا يزيد كل واحد لكن لازم يتأكدوا أن هذه الأموال حصلوا عليها أو اكتسبوها من عملهم واستثماراتهم وشغلهم في مصر فلازم يساهموا ويدعموا اقتصاد مصر وأنا واثق أنهم بيساهموا وبيساعدوا في بناء الدولة ولو حتي بفكرة كويسة أو توفير فرص عمل للشباب والخريجين يؤمنوا من خلال مستقبلهم ويستطيعوا أن يتزوجوا ويفتحوا بيوت.
فرصة قد لا تتكرر إعادة بناء الدولة المصرية في ظل وجود رئيس مؤمن عنده طموح نظيف نفسه يبني دولة حديثة وهو قادر علي تطبيق العدالة الاجتماعية ولن يتردد في ذلك فلازم نساعده ونجري معاه ونسانده وبلاش نشده ونرجعه فلابد أن يعلم الجميع أن معاول الهدم حالياً أكثر من معاول البناء ودي مشكلة كبيرة تواجه الدولة لأنه من المفروض أن يكون العكس ونحن لا ننكر أن هناك أخطاء كل مكان به أخطاء ولكن لازم نقلل الخطأ ونواجهه.
حلول حقيقية
* تواجه مصر الآن مشكلة حقيقية في فشل منظومة التعليم داخل البلاد مما يهدد بشكل مباشر مستقبل الوطن واستقراره وتقدمه ورقيه ولذلك الجميع يطالب بسرعة البحث عن حلول حقيقية لتلك الأزمة.. ومن الجدير بالذكر أن سيادتكم رافقتم فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي في عدة زيارات إلي عدد من الدول منها كوريا واليابان لبحث تطوير التعليم.. فكيف تري الخروج من هذا النفق المظلم وما هي رؤية القيادة السياسية في تطوير تلك المنظومة التعليمية المهلهلة؟
** أعتقد المشروع الأكبر الذي يشغل عقل الرئيس الآن هو التعليم لأنه يعتبر من المشروعات طويلة الأجل ويحتاج إلي تكلفة مرتفعة ويتطلب نجاح عدد من العناصر التي يجب أن تعمل لتشبيك جهودها وأدوارها بداية من المنزل والمدرسة والمدرس ومدير المدرسة فضلاً عن الدور الهام للرياضة إذا سقط عنصر واحد منهم سيؤدي إلي سقوط كل العناصر وفي نفس الوقت تعتبر مصر أكبر دولة تمتلك كوادر علمية في كل التخصصات والتي تعتبر ثروة بشرية نحسد عليها ويجب استغلالها.
والتعليم في مصر لا يقتصر فقط علي أبنائها ولكننا صدرنا تعليمنا وثقافتنا للخارج مع عمل عدد كبير من المعلمين المصريين في الدول العربية والذين يعملون علي غرس الحب والانتماء للدولة المصرية إلي جانب العمالة الفنية وهذا بدوره يؤثر علي الاقتصاد المصري باعتباره وسيلة لدخول العملة الصعبة إلي البلد لذا أعتقد أن الرئيس يجهز لمشروع التعليم في مصر والذي قد يكون شغله عنه الأعباء الكثيرة والمتراكمة التي واجهته حينما تولي السلطة.
وأنا أري أن التوجه الأول يجب أن يكون لبناء المنظومة التعليمية في مصر والتي عانينا منها كثيراً بعد أن أفرزت إلينا خريجين لا يعرفون القراءة أو الكتابة.
أما التوجه الثاني للصحة لكي ننشئ جيلا قوي البنيان قادرا علي النهوض بالمجتمع فإذا وفرت للإنسان كل سبل الحياة الممكنة لكنه نشأ ضعيف البنية فلن يستطيع التمتع بأي شيء كما أنه سيصبح غير قادر علي الإنتاج وخدمة المجتمع فالتعليم والصحة يعتبران قوام بناء الإنسان المصري.
التوجه الثالث للثقافة ليس فقط التعليم ولكن المعرفة والولاء والانتماء ونشر ثقافة الاحترام المتبادل بين الناس كل هذه المبادئ لابد من مراعاتها أثناء مشروعات تطوير المجتمع لأن تأهيل الإنسان هو الأساس لبناء المجتمع وبناء الحجر سهل ولكن الصعب هو بناء الإنسان ويحتاج إلي جهود مضنية في جميع المجالات ولكننا نحمد الله بقدوم الرئيس السيسي الذي تولي القيادة في وقت صعب. فإذا نظرنا حولنا سنجد دولا دمرتها ظروفها السياسية مثل ليبيا وسوريا واليمن فنحن الآن في سباق مع الزمن لكي ننهض بمصر وبالرغم من الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد إلا أن ربنا سبحانه وتعالي حماها وحباها بعدد من المميزات وواجبنا نحن أن نحميها ونحافظ عليها.
الزيادة السكانية
* لاشك أن الزيادة السكانية أصبحت في الآونة الأخيرة تمثل عبئاً رهيبا علي الدولة وتسبب ضغطا شديدا علي جميع أركان ومفاصل البلاد مما يهدد خطط التنمية.. كيف تفكر الدولة في التغلب علي تلك المعادلة الصعبة من وجهة نظركم؟
** مصر تمتلك الكوادر البشرية المميزة والمؤهلة في مختلف المهن والمجالات وأهمها المهندسون والضباط والأطباء وغيرهم من الكوادر الهامة ولكن يجب أن نعرف كيف يتم إدارتها والمفترض أن تخلق المؤسسات كوادر قادرة علي تحمل المسئولية ولا يتم الاعتماد علي قائد واحد بعينه ولكن يتم خلق فرق عمل مدربة ومؤهلة مع إتاحة الفرص لهم للسفر للخارج والتعامل مع العالم الخارجي وتبادل الخبرات وتسويق أنفسنا وتغيير فكرنا. فنحن نواجه إشكالية كبيرة لأننا نزيد 2.6 مليون نسمة كل عام مما يؤثر بشكل مباشر علي التنمية الاقتصادية لأن هذا العدد الكبير يحتاج إلي الكفاية اللازمة من الغذاء والتعليم والصحة وغيره وهذا من الصعب أن يتحمله اقتصاد أي دولة في ظل ارتفاع النمو السكاني الرهيب. والحل الوحيد بالعمل ثم العمل ثم العمل لقد سبقت كوريا وماليزيا الدول بالعمل ونذكر أن ماليزيا طلبت من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عام 1956 خبيرا بحثيا لدراسة طبيعة ماليزيا وبحث بيئة العمل المناسبة لها حيث تعتبر مجموعة من الجزر فردموا البحر وبنوا الحياة بالصناعة والعمل الجاد وهذا ما يؤكد مدي التقدم والريادة الذي كانت تعيش فيه مصر في تلك الفترة.
* في نهاية حوارنا وبعد أن أبحرنا طويلاً في حياة الفريق مهاب مميش العامة نود أن نلقي الضوء علي الجانب الآخر من حياة الفريق الشخصية والأسرية.. وكيف يتحملون كل هذه الأعباء الصعبة مع حضرتك؟؟
** حياتي العائلية. هادئة جداً فأنا من أسرة وطنية حتي النخاع يعشقون تراب الوطن ودائماً إلي جانبي لحظة بلحظة يساندونني ويمنحوني كل الدعم والتشجيع وأمي من عائلة جذورها صعيدية عميقة ومشهورة هي عائلة "المنفلوطي" وهي بنت عم مصطفي المنفلوطي الأديب والشاعر الكبير ولدي بنتان فقط وتتميزان بشغفهما وحبهما للوطن واحدة صيدلانية والأخري طبيبة أسنان و5 أحفاد باعتبرهم هما وقود حياتي لما بروح البيت بعقد علي كرسي معين وأجيب الأحفاد قدامي وأبقي متمتع باللعب معاهم وأراقب حركاتهم هما فاكهة البيت.. منهم عبدالله 13 سنة لاعب كورة في نادي سبورتنج وله مستقبل باهر وأثناء جلوسي معاهم بنسي كل ضغوط الحياة.. ومن المواقف ااطريفة معاهم أنني كل ما أروح وأجلس معاهم نلعب مع بعض العيال تقلبني في الفلوس علي طول "عفاريت" ربنا يحفظهم ويخليهم أفضل شيء نعمة الأولاد والأحفاد.. وزوجتي سيدة فاضلة فهمت طبيعة شغلي من أول يوم جواز وعمرها ما غضبت أو زعلت من تأخري أو غيابي لأيام طويلة في شغلي وعملي الذي أعتز به منذ تخرجي من الكلية البحرية وحتي الآن وأنا رئيس هيئة قناة السويس العظيمة بل إنها دائماً تشجعني وتدفعني للأمام وهو ده جمال الأسرة المصرية.. الأسرة نواة المجتمع ولازم الكل يعرف أنه لو صلحت الأسرة صلح المجتمع بأسره لأن المجتمع عبارة عن مجموعات من الأسر ولابد أن نهتم بالعادات والتقاليد أباؤنا كانوا بيربونا ويعلمونا الصح واحترام الكبير واحترام الجار.
فالأسرة هي نواة وأساس المجتمع وأنا من هواة القراءة وكنت أحب أقرأ ليوسف السباعي وإحسان عبدالقدوس ومقال هيكل "بصراحة" كلنا كنا بنحب القراءة والثقافة وكنا بنبحث عن التعليم ونحن قادرون علي أن نحيي ذلك مرة أخري بشباب هذه الأمة.
أجرت "الجمهورية" حواراً مع الفريق مهاب مميش رئيس الهيئة بمناسبة مرور 60 عاماً علي تأميم القناة وعام علي افتتاح قناة السويس الجديدة الملحمة الوطنية التي جسدتها سواعد المصريين لتخلد عظمة أحفاد الفراعنة علي مر السنين والذي يعتبر عملاً غير تقليدي فتح الفريق مهاب مميش رئيس هيئة القناة قلبه وعقله لجريدة "الجمهورية" وترك لنا خزائن أسراره وبكل صراحة وحسم من خلاله العديد من النقاط والقضايا الهامة ورد علي العديد من التساؤلات الصعبة وأعلن خريطة الاحتفالية الضخمة التي ستتم بمناسبة هذه الذكري الغالية.
* "الجمهورية": كيف تري الأهمية التاريخية لقرار تأميم قناة السويس؟
** الفريق مهاب مميش: بكل صراحة سيظل قرار الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بتأميم قناة السويس في 26 يوليو عام 1956 هو الأبرز وعنوانا للكرامة المصرية والأهم في تاريخ الهيئة لأنه كان نقطة تحول كبيرة في منظومة تشغيل القناة التي كانت تدار بالخبراء الفرنسيين والأجانب وعقب إعلان التأميم نجح أحفاد الفراعنة في إدارة العمليات وتسيير السفن داخل مجري القناة وبعدها تحولت كل عوائد الهيئة إلي خزينة الدولة المصرية لتصبح يوماً بعد يوم من أهم شرايين الاقتصاد المصري علي مدار 60 عاماً الماضية وأكبر مصادر الدخل القومي لمصر كما أنها صورة حية تجسد عزيمة وإرادة المصريين والذين قاموا بحفرها وتأميمها وإدارتها حتي هذه اللحظة.. وبهذه المناسبة العظيمة عملنا حاجة جديدة وطلبت من المسئولين بالهيئة عمل إحصائية بقيمة العائدات المالية التي دخلت إلي خزينة البلاد منذ يوم التأميم 26 يوليو 1956 وحتي اليوم وكذلك عدد السفن التي عبرت المجري الملاحي منذ ذلك التاريخ وقمت بعرضها علي الرئيس عبدالفتاح السيسي وبالمناسبة هي مبالغ ضخمة جداً جداً وتخطت التريليون جنيه وما يقرب من مليوني سفينة تقريباً عبرت القناة خلال ال 60 عاماً الماضية.
* "الجمهورية": في الأيام القادمة تستعد مصر قيادة وشعباً وجيشاً للاحتفال بذكري التأميم وافتتاح القناة الجديدة فهل هناك استعدادات خاصة لهذه الذكري الغالية وكيف سيتم الاحتفال بها؟
** مميش: بخصوص الاستعدادات للاحتفال بذكري التأميم فقد قرر الرئيس عبدالفتاح السيسي إقامة احتفالية ضخمة علي ضفاف قناة السويس الجديد تشمل الاحتفال بمناسبة عيد ثورة 23 يوليو مع الاحتفال بمرور 60 عاماً علي تأميم قناة السويس في 26 يوليو فضلاً عن الاحتفال بمرور العام الأول علي قناة السويس الجديدة وقد تم الاتفاق علي سيناريو الحفل الذي سيتم من خلاله توجيه رسالة قوية لاستقطاب المستثمرين وجذبهم بعدما يتبين لهم مدي قوتنا وحالة الأمن والأمان التي نعيش فيها وسيشارك في الحفل الرئيس عبدالفتاح السيسي وأسرة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وأسرة الرئيس الراحل محمد أنور السادات كما سندعو القيادات والقامات المصرية الرائدة التي كان لها الفضل في نجاح خطة تأميم القناة مثل البطل محمد عزت عادل.
قرار التأميم.. صائب
* بعد مرور عام علي افتتاح قناة السويس الجديدة حلم المصريين.. كيف تري أهميتها ودورها الحقيقي في التنمية ومدي تأثيرها في الاقتصاد المصري؟
** بالقطع كان قرار إنشاء قناة السويس الجديدة صائباً مائة في المائة وفي موعده لاسيما في ظل تنامي حركة السفن وحركة التجارة العالمية والتي ستشهد حراكاً واسعاً بدءاً من العام المقبل سيؤدي بالضرورة إلي ارتفاع سعر الدولار وتضاعفه لولا إنشاء القناة الجديدة وهذا يؤكد النظرة المستقبلية الثاقبة لرئيس الجمهورية والذي لديه معرفة بالظروف الاقتصادي اليوم قبل غداً. إلا أنه مازال هناك شرذمة قليلة تنظر أسفل قدميها فقد عبرت أكثر من 582 سفينة قناة السويس الجديدة منذ افتتاحها حتي الآن في الاتجاهين الشمالي والجنوبي.
كما أن أهمية القناة الجديدة تبلورت بشكل واضح بعد حادث تعطل سفينة الصب البنمية "نيو كاترين" وهذا كان سيؤدي في السابق إلي تعطيل حركة الملاحة بالقناة تماماً فضلاً عن الخطر الذي قد تتعرض له السفن أثناء الانتظار حيث كانت من بينهم حاملة الطائرات الفرنسية "شارك ديجول" والقادمة لعمل تدريب مشترك مع البحرية المصرية ولكن من خلال قناة السويس الجديدة تم إنقاذ الموقف ولم تتوقف الملاحة في قناة السويس ولو ثانية واحدة.
ويجب أن يعلم الجميع أن قناة السويس الجديدة جسدت عظمة المصريين وهي مستقبل الأجيال القادمة إن شاء الله.
استعادة الثقة
* نجح المصريون في استعادة الثقة وحققوا المعجزة ووقف الشعب والجيش خلف قيادته السياسية الحكيمة وصنعوا المستحيل وكانت هيئة قناة السويس تحت قيادتكم كلمة السر مع أبطال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة في إنجاز مهمة حفر القناة الجديدة التي حددها الرئيس في عام واحد فقط.. فما هي أصعب المواقف التي واجهتكم علي مدار مدة الحفر ومتي اطمأن الرئيس وشعر بإتمام المشروع وافتتاحه في موعده المحدد؟
** مميش: بعد أن تم عرض المشروع علي فخامة الرئيس تحمس للفكرة بشكل كبير وطالب بالانتهاء منه خلال عام واحد فقط بدلاً من ثلاثة أعوام وهي أقل مدة كانت محددة للانتهاء من المشروع بشهادة الخبراء ولكن أمام إصرار الرئيس السيسي علي سرعة خروج الفكرة إلي النور وتحقيق الحلم تم التنسيق مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بقيادة اللواء أركان حرب كامل الوزير وبالفعل بدأنا الحفر وقبلنا التحدي وكنا نواصل الليل بالنهار وكنت متواجدا باستمرار وسط العمال والكراكات العملاقة التي استعنا بها لإنجاز المشروع وكان الرئيس يتابع العمل معي لحظة بلحظة يومياً عن طريق الهاتف تارة وبالزيارة المفاجئة وبالمتابعة بالطائرة تارة أخري ومن أصعب اللحظات التي تعرضت لها خلال مدة الحفر هي لحظة العبور التجريبي لمجري القناة الجديدة والذي تم بنجاح باهر في تلك اللحظة قمت بالاتصال بفخامة الرئيس وهنأته بنجاح التجربة لأنه كان ينتظر تلك اللحظة علي أحر من الجمر فحمداً لله وشكره كثيراً وهنأني وكل العاملين في المشروع بنجاح التجربة وتحقيق الحلم الكبير.
* قامت دولة بنما مؤخراً بإجراء بعض التوسعات والتطوير في قناتها التي تربط ما بين المحيط الهادي والمحيط الأطلنطي.. فما مدي تأثير ذلك علي منظومة الملاحة في قناة السويس؟ وكيف نواجه القنوات والطرق المنافسة لنا علي مستوي العالم؟
** عندما عقدت سفارة بنما مؤتمراً للإعلان عن حفل افتتاح توسعة قناة بنما حرصت علي الحضور وتهنئتهم بنفسي لأننا نؤمن بأن المنافسة بيننا وبينهم منافسة في خدمة الجنس البشري أنت بتعمل شريان حياة وأنا بعمل شريان حياة كل ما نحسن الخدمة البحرية تتحسن حياة الإنسان.. حسن نفسك وأنا أحسن نفسي بس لا أنا أدخل في شئونك ولا أنت تدخل في شئوني.. ولازم الكل يكون متأكد أنه لا غني لأي خطوط ملاحية في العالم عن مجري قناة السويس لأنها تتميز بعوامل كثيرة تمنحها الريادة في كل شيء عن المنافسين فعلي سبيل المثال بالنسبة لقناة القطب الشمالي فهي لا تستخدم سوي ثلاثة أشهر تقريباً نظراً لوجود جبال الثلوج العالية التي تمنع حركة السفن وتتسبب لها في تلفيات خطيرة ولذلك تجد أن هناك قيودا علي أحجام السفن المخصصة للمرور من هذا الممر المائي كما أن زيادة التكاليف المالية لكسارات الجليد المصاحبة للسفن تؤدي أيضاً إلي عدم انتظام حركة الملاحة التي لا تتعدي 45 سفينة سنوياً تعبر من هناك في حين قناة السويس تستقبل يومياً بفضل الله ما لا يقل عن 60 سفينة بحمولات تتخطي 3 ملايين طن تقريباً وهذا ما ينفي تماماً كل محاولات التشكيك أو سحب البساط أو وجود منافسة حقيقية لقناتنا العريقة ولذلك ستظل قناة السويس هي الممر الوحيد الأكثر أمناً وأماناً لكل الخطوط الملاحية في العالم وبعدين في ناس للأسف الشديد بتطلع في أي وسائل إعلام أو أي مكان تتكلم باسم قناة السويس وهي في الحقيقة عمرها ما شافت القناة أتمني من أي شخص ألا يتحدث باسم القناة إلا لما يكون درس وزار وشاف القناة وعرف عنها كل التفاصيل وأنا مدعو للمشاركة في حفل الافتتاح لقناة بنما بعد التطوير خلال الأيام القادمة.
جسر الملك سالمان
* الكل يترقب لحظة إنشاء جسر الملك سلمان بن عبدالعزيز ذلك المشروع الأضخم في العالم من هذا النوع الذي يربط بين مصر والسعودية.. فهل هيئة قناة السويس لها دور في دراسة هذا الجسر وهل بناؤه سيؤثر بأي شكل من الأشكال علي حركة الملاحة في قناة السويس؟
** طبعاً الجسر سيكون نقطة تحول كبيرة في التجارة وفي الاقتصاد وفي أشياء كثيرة بين مصر والسعودية لذلك نحن تحت أيدينا 3 أبحاث للجسر كاستشارة والجسر سيخدم التجارة البينية ورحلات الحج والعمرة بين مصر والسعودية ولكن لا نعتبره منافساً لقناة السويس فعلي سبيل المثال الجسر لا يستطيع أن يتحمل 20 ألف عربة نقل كبيرة "تريلا" علي العكس هذه من الممكن أن تكون حمولة سفينة واحدة تعبر القناة أوضح للجميع ولاسيما المتخوفين والمشككين أن ده طريق بري وقناة السويس طريق بحري وهناك فرق بين الطرق البحرية والبرية لا نعامل الطريق البحري علي أنه بري ولا نقارن بينهما لكن بلاشك الجسر سيعمل علي تنمية التجارة البينية والسياحية ولاسيما الدينية بين مصر والسعودية ولن يؤثر نهائياً علي حركة الملاحة في القناة وهناك دراسات بيئية ومسح للأعماق وهذا الذي بدأنا به بالفعل فضلاً عن شدة العمق في هذه المنطقة لذلك فهو يحتاج فنيات عالية جداً لكن طالما القيادة السياسية أخذت القرار فنحن علي يقين من تنفيذه إن شاء الله.
مراحل التطوير
* هناك اهتمام واضح من جانبكم بضرورة تطوير منظومة العمل داخل هيئة قناة السويس والشركات التابعة لها وترسانتها البحرية وظهر ذلك جلياً في جولاتكم المتعددة إلي العديد من الدول المتقدمة في هذا المجال.. كيف ستتم مراحل التطوير والبناء داخل قطاعات الهيئة؟
** هذا صحيح لأننا بالفعل نعمل بكل جدية واجتهاد علي سرعة تطوير الأداء داخل الهيئة لأننا لازم نستثمر هذا الشريان الحيوي الهام جداً وهذا من خلال العديد من الطرق أولها تحويل القناة من مجرد مجري مائي تحصل من خلاله علي رسوم عبور فقط إلي منطقة استثمارية لجذب استثمارات عملاقة وكما أن هناك 7 شركات كبري تابعة للهيئة تقدرر قيمتهم المالية بالمليارات ولابد من إعادة تطويرهم وهيكلتهم وتدريب العمالة التي بهم بأحدث الطرق الحديثة حتي تضمن تحقيقهم أرباح بالمليارات مع الأخذ في الاعتبار أننا بدأنا بالفعل في تطوير ترسانة الهيئة وأولها ترسانة بورسعيد التي يتم تطويرها بالتعاون مع ترسانة متسوبيشي اليابانية وهذا بعد زيارة الرئيس السيسي الأخيرة لليابان.
علماً بأن الرئيس أصدر قراراً جمهورياً بتحويل ترسانة الأدبية إلي ترسانة عالمية ويعاد بناؤها من خلال القوات المسلحة وهيئة قناة السويس لتكون قادرة علي بناء وصناعة السفن المحلية والعالمية ولا تقتصر علي تصليحها فقط خلا الفترة القادمة.
العنصر البشري
* وهل هناك آليات لتطوير العنصر البشري وتقييم أدائه حتي يكون قادرا علي المنافسة أيضاً داخل الهيئة؟
** بالفعل هناك اهتمام كبير بتنمية وتطوير أداء العاملين بالهيئة ونحن في هذا الصدد ننظم العديد من الدورات ولدينا العديد من المراكز البحثية التي يتم فيها دراسة كل صغيرة وكبيرة متعلقة بمصلحة الهيئة كما أننا بدأنا نرسل بعثات من الخبراء والمستشارين إلي عدد من الدول المتقدمة في هذا المجال لكي يطلعوا هناك علي أحدث التطورات والنظم الحديثة التي يمكن تطبيقها في الهيئة ومنها علي سبيل المثال لا الحصر هناك لجان لدراسة مستويات النمو في الاقتصاد العالمي والارتفاع والانخفاض في أسعار النفط لتحديد رسوم العبور.
اليوان الصيني.. إضافة
* أعلنت الهيئة عن اعتماد العملة الصينية "اليوان" إلي سلة العملات الخاصة بها في تحصيل الرسوم من السفن العابرة للقناة.. فهل ذلك يعتبر إضافة لزيادة عائدات الرسوم؟
** إضافة العملة الصينية "اليوان" إلي وحدة السحب الخاصة أو نظام سلة العملات التي تحصل هيئة قناة السويس بموجبها علي رسوم العبور من السفن العابرة للمجري الملاحي للقناة يعتبر إضافة كبيرة لإيرادات القناة ويواجه التقلبات التي يعاني منها الدولار في ظل عدم استقرار الاقتصاد العالمي وهذا من شأنه تقوية سلة عملات الهيئة التي تضم الدولار والجنيه الاسترليني واليورو والين الياباني.
* في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.. كيف يمكن لقناة السويس أن تكون قاطرة التنمية لمواجهة كل هذه التحديات والنهوض بمستقبل الاقتصاد المصري؟
** حقيقة لا ريب فيها الاستثمار حالياً بات حقاً واجبا علينا في مصر لأن مصادر الدخل بالعملات الصعبة للبلاد ثلاثة مصادر فقط هم السياحة وقناة السويس وتحويلات المصريين في الخارج.
أولاً السياحة تم ضربها بأيدي الخونة وتحويلات المصريين في الخارج كمان تم اللعب فيها عن طريق المؤامرات وقلت جداً وبذلك لم يعد أمامنا سوي قناة السويس وعينهم عليها لكن هيهات هيهات فهذه رئة الاقتصاد المصري لأنها أهم مورد للعملة الصعبة في المنطقة.
وقناة السويس تتمتع بموقع عبقري تتوسط كل الأسواق المحلية والعالمية والإقليمية فهي أهم مجري ملاحي بين قارتي أسيا وأفريقيا هذا الموقع الفريد يسمح لها بجذب الاستثمارات العملاقة والمستثمرين من كافة الدول في حال تطبيق قوانين الاستثمار بطريق صحيحة مع العلم أن البنية التحتية القوية بتشجع المستثمر كذلك العمالة الفنية المدربة.. لازم وأنت تستثمر تنظر علي جيرانك وتتابع ما هي المزايا التي من الممكن توفرها للمستثمر مثل الضرائب والحوافز الاستثمارية وفترات سماح وكذلك تربطه بنسبة عمالة وطنية.. لازم كل حاجة يتم دراستها كويس جداً.
إحنا لن ننتظر الناس والمستثمرين لما يحضروا إلينا إحنا لازم نطلع نسوق للقناة خارجياً وده اللي بعمله حالياً أنا باقوم بجولات خارجية لأني لو قعدت وحطيت إيدي علي خدي لن يأتي إلينا أحد والدليل علي ذلك عندما سافرت إلي الكويت مؤخراً حصلت منهم علي موافقة بمرور جميع سفنهم وأسطولهم الملاحي من قناة السويس وهذا مكسب كبير وكذلك السعودية أعطت إشارة إلي جميع قطع الأسطول التجاري الخاص بها بالمرور بقناة السويس وهذا من فضل ربي ومكسب كبير لنا.
خدمة المجتمع المحيط
* هناك دور واضح للهيئة في خدمة المجتمع المدني المحيط بها.. فما هي آخر المشروعات المدنية المزمع إنشاؤها لخدمة أبناء القناة وسيناء؟
** الهيئة جزء لا يتجزأ من نسيج الدولة المصرية وهي عنصر أساسي في تنمية المنطقة والإقليم الذي تتواجد فيه ولا تبخل بأي مساهمات أو مساعدات للمؤسسات الحكومية أو مؤسسات المجتمع المدني بالمنطقة ولاسيما المؤسسات العلاجية ومنها مستشفي جامعة قناة السويس والمستشفيات العامة في محافظات القناة الثلاثة.
فنحن لابد أن نهتم بتطوير الخدمة الطبية وذلك كعنصر هام من عناصر جذب الاستثمار وآخرها قرار الهيئة بإنشاء ثلاثة مستشفيات ضخمة الأول في السويس بطاقة 172 سريرا والثاني ببورسعيد بطاقة 172 سريرا والثالث والأكبر في الإسماعيلية بطاقة 700 سرير لخدمة أبناء القناة والعاملين بالهيئة ومشروع محور التنمية فضلاً عن دعم مستشفي الهيئة بأشعة مقطعية وأشعة قلب.
* كان لدينا الأمل في جمع 100 مليار جنيه من رجال الأعمال المصريين لصندوق تحيا مصر ولكن للأسف لم يحدث هل هذا ممكن يكون حافزاً لتطبيق العدالة الاجتماعية بكل ما تحمله من معان علي الجميع خلال الأيام القادمة؟
** العدالة الاجتماعية هي التوزيع العادل لكل ثروات الدولة علي جميع فئات المجتمع لأنه لا يجوز أن تكون هناك فئات عايشة حياة الترف والنعيم بكل أشكالها وفئات أخري تأكل من القمامة يعني ماينفعش بعض الناس تقضي عطلة نهاية الأسبوع خارج البلاد وآخرون فيروس سي أكل أجسامهم بدون شك زينة الحياة هي المال والبنون وقد قدم الله المال علي البنون.. وربنا يزيد كل واحد لكن لازم يتأكدوا أن هذه الأموال حصلوا عليها أو اكتسبوها من عملهم واستثماراتهم وشغلهم في مصر فلازم يساهموا ويدعموا اقتصاد مصر وأنا واثق أنهم بيساهموا وبيساعدوا في بناء الدولة ولو حتي بفكرة كويسة أو توفير فرص عمل للشباب والخريجين يؤمنوا من خلال مستقبلهم ويستطيعوا أن يتزوجوا ويفتحوا بيوت.
فرصة قد لا تتكرر إعادة بناء الدولة المصرية في ظل وجود رئيس مؤمن عنده طموح نظيف نفسه يبني دولة حديثة وهو قادر علي تطبيق العدالة الاجتماعية ولن يتردد في ذلك فلازم نساعده ونجري معاه ونسانده وبلاش نشده ونرجعه فلابد أن يعلم الجميع أن معاول الهدم حالياً أكثر من معاول البناء ودي مشكلة كبيرة تواجه الدولة لأنه من المفروض أن يكون العكس ونحن لا ننكر أن هناك أخطاء كل مكان به أخطاء ولكن لازم نقلل الخطأ ونواجهه.
حلول حقيقية
* تواجه مصر الآن مشكلة حقيقية في فشل منظومة التعليم داخل البلاد مما يهدد بشكل مباشر مستقبل الوطن واستقراره وتقدمه ورقيه ولذلك الجميع يطالب بسرعة البحث عن حلول حقيقية لتلك الأزمة.. ومن الجدير بالذكر أن سيادتكم رافقتم فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي في عدة زيارات إلي عدد من الدول منها كوريا واليابان لبحث تطوير التعليم.. فكيف تري الخروج من هذا النفق المظلم وما هي رؤية القيادة السياسية في تطوير تلك المنظومة التعليمية المهلهلة؟
** أعتقد المشروع الأكبر الذي يشغل عقل الرئيس الآن هو التعليم لأنه يعتبر من المشروعات طويلة الأجل ويحتاج إلي تكلفة مرتفعة ويتطلب نجاح عدد من العناصر التي يجب أن تعمل لتشبيك جهودها وأدوارها بداية من المنزل والمدرسة والمدرس ومدير المدرسة فضلاً عن الدور الهام للرياضة إذا سقط عنصر واحد منهم سيؤدي إلي سقوط كل العناصر وفي نفس الوقت تعتبر مصر أكبر دولة تمتلك كوادر علمية في كل التخصصات والتي تعتبر ثروة بشرية نحسد عليها ويجب استغلالها.
والتعليم في مصر لا يقتصر فقط علي أبنائها ولكننا صدرنا تعليمنا وثقافتنا للخارج مع عمل عدد كبير من المعلمين المصريين في الدول العربية والذين يعملون علي غرس الحب والانتماء للدولة المصرية إلي جانب العمالة الفنية وهذا بدوره يؤثر علي الاقتصاد المصري باعتباره وسيلة لدخول العملة الصعبة إلي البلد لذا أعتقد أن الرئيس يجهز لمشروع التعليم في مصر والذي قد يكون شغله عنه الأعباء الكثيرة والمتراكمة التي واجهته حينما تولي السلطة.
وأنا أري أن التوجه الأول يجب أن يكون لبناء المنظومة التعليمية في مصر والتي عانينا منها كثيراً بعد أن أفرزت إلينا خريجين لا يعرفون القراءة أو الكتابة.
أما التوجه الثاني للصحة لكي ننشئ جيلا قوي البنيان قادرا علي النهوض بالمجتمع فإذا وفرت للإنسان كل سبل الحياة الممكنة لكنه نشأ ضعيف البنية فلن يستطيع التمتع بأي شيء كما أنه سيصبح غير قادر علي الإنتاج وخدمة المجتمع فالتعليم والصحة يعتبران قوام بناء الإنسان المصري.
التوجه الثالث للثقافة ليس فقط التعليم ولكن المعرفة والولاء والانتماء ونشر ثقافة الاحترام المتبادل بين الناس كل هذه المبادئ لابد من مراعاتها أثناء مشروعات تطوير المجتمع لأن تأهيل الإنسان هو الأساس لبناء المجتمع وبناء الحجر سهل ولكن الصعب هو بناء الإنسان ويحتاج إلي جهود مضنية في جميع المجالات ولكننا نحمد الله بقدوم الرئيس السيسي الذي تولي القيادة في وقت صعب. فإذا نظرنا حولنا سنجد دولا دمرتها ظروفها السياسية مثل ليبيا وسوريا واليمن فنحن الآن في سباق مع الزمن لكي ننهض بمصر وبالرغم من الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد إلا أن ربنا سبحانه وتعالي حماها وحباها بعدد من المميزات وواجبنا نحن أن نحميها ونحافظ عليها.
الزيادة السكانية
* لاشك أن الزيادة السكانية أصبحت في الآونة الأخيرة تمثل عبئاً رهيبا علي الدولة وتسبب ضغطا شديدا علي جميع أركان ومفاصل البلاد مما يهدد خطط التنمية.. كيف تفكر الدولة في التغلب علي تلك المعادلة الصعبة من وجهة نظركم؟
** مصر تمتلك الكوادر البشرية المميزة والمؤهلة في مختلف المهن والمجالات وأهمها المهندسون والضباط والأطباء وغيرهم من الكوادر الهامة ولكن يجب أن نعرف كيف يتم إدارتها والمفترض أن تخلق المؤسسات كوادر قادرة علي تحمل المسئولية ولا يتم الاعتماد علي قائد واحد بعينه ولكن يتم خلق فرق عمل مدربة ومؤهلة مع إتاحة الفرص لهم للسفر للخارج والتعامل مع العالم الخارجي وتبادل الخبرات وتسويق أنفسنا وتغيير فكرنا. فنحن نواجه إشكالية كبيرة لأننا نزيد 2.6 مليون نسمة كل عام مما يؤثر بشكل مباشر علي التنمية الاقتصادية لأن هذا العدد الكبير يحتاج إلي الكفاية اللازمة من الغذاء والتعليم والصحة وغيره وهذا من الصعب أن يتحمله اقتصاد أي دولة في ظل ارتفاع النمو السكاني الرهيب. والحل الوحيد بالعمل ثم العمل ثم العمل لقد سبقت كوريا وماليزيا الدول بالعمل ونذكر أن ماليزيا طلبت من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عام 1956 خبيرا بحثيا لدراسة طبيعة ماليزيا وبحث بيئة العمل المناسبة لها حيث تعتبر مجموعة من الجزر فردموا البحر وبنوا الحياة بالصناعة والعمل الجاد وهذا ما يؤكد مدي التقدم والريادة الذي كانت تعيش فيه مصر في تلك الفترة.
* في نهاية حوارنا وبعد أن أبحرنا طويلاً في حياة الفريق مهاب مميش العامة نود أن نلقي الضوء علي الجانب الآخر من حياة الفريق الشخصية والأسرية.. وكيف يتحملون كل هذه الأعباء الصعبة مع حضرتك؟؟
** حياتي العائلية. هادئة جداً فأنا من أسرة وطنية حتي النخاع يعشقون تراب الوطن ودائماً إلي جانبي لحظة بلحظة يساندونني ويمنحوني كل الدعم والتشجيع وأمي من عائلة جذورها صعيدية عميقة ومشهورة هي عائلة "المنفلوطي" وهي بنت عم مصطفي المنفلوطي الأديب والشاعر الكبير ولدي بنتان فقط وتتميزان بشغفهما وحبهما للوطن واحدة صيدلانية والأخري طبيبة أسنان و5 أحفاد باعتبرهم هما وقود حياتي لما بروح البيت بعقد علي كرسي معين وأجيب الأحفاد قدامي وأبقي متمتع باللعب معاهم وأراقب حركاتهم هما فاكهة البيت.. منهم عبدالله 13 سنة لاعب كورة في نادي سبورتنج وله مستقبل باهر وأثناء جلوسي معاهم بنسي كل ضغوط الحياة.. ومن المواقف ااطريفة معاهم أنني كل ما أروح وأجلس معاهم نلعب مع بعض العيال تقلبني في الفلوس علي طول "عفاريت" ربنا يحفظهم ويخليهم أفضل شيء نعمة الأولاد والأحفاد.. وزوجتي سيدة فاضلة فهمت طبيعة شغلي من أول يوم جواز وعمرها ما غضبت أو زعلت من تأخري أو غيابي لأيام طويلة في شغلي وعملي الذي أعتز به منذ تخرجي من الكلية البحرية وحتي الآن وأنا رئيس هيئة قناة السويس العظيمة بل إنها دائماً تشجعني وتدفعني للأمام وهو ده جمال الأسرة المصرية.. الأسرة نواة المجتمع ولازم الكل يعرف أنه لو صلحت الأسرة صلح المجتمع بأسره لأن المجتمع عبارة عن مجموعات من الأسر ولابد أن نهتم بالعادات والتقاليد أباؤنا كانوا بيربونا ويعلمونا الصح واحترام الكبير واحترام الجار.
فالأسرة هي نواة وأساس المجتمع وأنا من هواة القراءة وكنت أحب أقرأ ليوسف السباعي وإحسان عبدالقدوس ومقال هيكل "بصراحة" كلنا كنا بنحب القراءة والثقافة وكنا بنبحث عن التعليم ونحن قادرون علي أن نحيي ذلك مرة أخري بشباب هذه الأمة.
(( إن لم يكن شعري كعهدي به
فحسنك الشعر الذي أهوي ))
م . منسي
فحسنك الشعر الذي أهوي ))
م . منسي
مواضيع مماثلة
للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل
يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى