مصر تدخل عصر خطف السياح.عصابة اختطفت 11 سائحًا في أسوان

oshena · oshena الثلاثاء 23 سبتمبر 2008 - 20:04

> الداخلية المصرية قالت إن الحادث ظهر الاثنين.. والخارجية الألمانية أكدت اختفاء رعاياها في أسوان منذ الجمعة الماضية > ما سر 72 ساعة من الاختطاف دون إعلان رسمي عن الحادث > الحكومة اختلفت.. هل الحادث عمل إرهابي أم عصابي؟! > الخاطفون يطلبون فدية 2 مليون دولار لكل رهينة.. ووزير السياحة ينفي وجود مفاوضات مع الخاطفين والوكالات تؤكد أنه تفاوض معهم!!

> شركة «إيجبتوس» منظمة رحلة السفاري مملوكة لمصري يدعي «إبراهيم عبدالرحيم» وشريكته ألمانية > الرحلة بدأت منذ أسبوع من 16 سبتمبر في منطقة «كرك طلح» علي الحدود ولم يعلم أحد عن المختطفين شيئًا

كتب - خالد محمود رمضان ومحمد الجارحي:

قالت مصادر في وزارتي السياحة والداخلية إن مجموعة من حوالي 11 سائحًا بينهم ألمان وإيطاليون بالإضافة إلي ثمانية مصريين، خطفوا بالقرب من مدينة أسوان. ولم تعلن أي جهة بعد مسئوليتها عن الحادث الذي يبدو وفقًا لتقديرات أمنية أنه وقع يوم الجمعة الماضي دون أن تمتلك وزارة الداخلية أو الجهات الأمنية المختصة أي معلومات حقيقية عن هوية الخاطفين وعددهم والمكان الذي لجأوا إليه بعد نجاح عملية الخطف.

وشهدت واقعة الاختطاف تضاربًا غير مسبوق في التصريحات، ففي الوقت الذي قالت فيه وزارة الداخلية إن الحادث تم أمس الاثنين، أكدت الخارجية الايطالية والألمانية أن الحادث تم يوم الجمعة الماضية.

التضارب لم يقتصر فقط علي الموعد وإنما سبقت به الخارجية الايطالية، فكانت أول من أعلن عن الخبر، ثم صدر رد من مسئولين بعدها بساعات.

وقال صاحب شركة السياحة التي نظمت رحلة السفاري التي اختطف فيها السائحون الأجانب المختطفون، إن الخاطفين يرجح أن يكونوا تشاديين أو من دارفور.

وقالت المصادر إن عدد المصريين المختطفين في الحادث هو ثمانية، مرشدان سياحيان وأربعة سائقين ومرافق أمني ومندوب الشركة السياحية المنظمة لرحلة السفاري التي كانوا يقومون بها مستقلين أربع سيارات في منطقة «كرك طلح» علي الحدود الجنوبية الغربية لمصر.

وأوضح مصدر مسئول بأنه أثناء قيام السياح برحلة سفاري بمنطقة كرك طلح التابعة لمحافظة الوادي الجديد علي الحدود الجنوبية الغربية بين مصر والسودان، قام أربعة ملثمين ومسلحين بمهاجمة أربع سيارات تابعة لإحدي شركات السياحة التي كانت تقل 11 سائحًا واثنين من المرشدين السياحيين وأربعة سائقين ومندوب الشركة وأحد أفراد الحراسة، وهددوهم بالسلاح وتم اختطافهم وقيادتهم في اتجاه الاراضي السودانية.

وقالت عدة مصادر إن الخاطفين طلبوا الحصول علي مليون دولار أمريكي أي حوالي (5,4) مليون جنيه مصري مقابل إطلاق سراح المجموعة المخطوفة.

وبينما استمر الغموض حول تفاصيل الحادث الذي كانت الدول الأجنبية التي ينتمي إليها السائحون المخطوفون أول من أذاعت وكشفت النقاب عنه، فلم يصدر من مكتب وزير الداخلية اللواء حبيب العادلي أي بيان يشرح للرأي العام ملابسات ما حدث أو يتعهد بإلقاء القبض علي الخاطفين وإطلاق سراح المخطوفين قريبًا.

وقالت المصادر إن المجموعة تم اختطافها علي يد مجموعة من قطاع الطرق الملثمين أثناء قيامهم برحلة في الصحراء ما بين أسوان والسودان، مشيرة إلي أن السياح الـ11 خطفوا بعد أن بدأوا في السادس عشر من الشهر الجاري رحلة في الصحراء عند المثلث الحدودي بين مصر وليبيا والسودان.

وتعد هذه المنطقة الجنوبية في المثلث الحدودي مزارًا للسياح من هواة الرحلات الصحراوية ويقتضي الذهاب إليها الحصول علي إذن من السلطات الأمنية المصرية.

وعادة ما يواكب هؤلاء السياح مرشدون من بدو الصحراء.

وتأكد لاحقًا عدم وجود إسرائيليين ضمن المخطوفين، فيما أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية انه يوجد خمسة إيطاليين بين المخطوفين.

ونقلت وكالة آكي الإيطالية للأنباء أن وزير الخارجية فرانكو فراتيني، الذي في طريقه إلي نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، يتابع الحادثة مع خلية الأزمات في الخارجية وبالتنسيق مع السفارة الإيطالية في القاهرة

ودعت الخارجية الإيطالية وسائل الإعلام باتخاذ «جميع وسائل الحذر الممكنة» في التعامل بشأن الحادثة.

كما قالت وزارة الخارجية الألمانية إن خمسة من رعايا ألمانيا بالفعل من ضمن المخطوفين، حيث أكدت الناطقة باسمها في تصريحات أوردتها الإذاعة الحكومية أن وحدة أزمات دبلوماسية قد شكلت لمتابعة القضية، كما توجه دبلوماسي ألماني إلي المنطقة التي حدث فيها الاختطاف والواقعة بين مدينة أسوان والحدود المصرية السودانية.

وقالت الناطقة في برلين «فقد منذ يوم الجمعة الماضي الاتصال مع مجموعة من السياح في جنوب مصر منهم خمسة من الألمان وهذا ما دفعنا إلي الاعتقاد بإمكانية تعرضهم للاختطاف» حسب تعبيرها.

ورجحت الإذاعة الألمانية استنادًا إلي خبراء أثريين ألمان يعملون في المنطقة أن يكون الاختطاف قد وقع علي أطراف مدينة أسوان التي تبعد سبعمائة كيلومتر جنوب العاصمة القاهرة. وفي تصريحات مثيرة للجدل، نقلت وكالات الأنباء عن وزير السياحة زهير جرانة «أن مفاوضات تجري حاليًا مع الخاطفين لإطلاق سراح المختطفين مقابل فدية.

وتعد هذه هي المرة الأولي التي يشهد فيها قطاع السياحي المصري حادثًا مماثلاً علي غرار حوادث الخطف التي تقوم بها تنظيمات مسلحة وإرهابية محسوبة علي تنظيم القاعدة في بعض الدول العربية خاصة شمال المغرب العربي واليمن للسائحين الأجانب للحصول علي فديات مالية ولفت أنظار وسائل الإعلام والمجتمع الدولي إلي مطالبها.

يشار إلي أن الدكتور أيمن الظواهري - الرجل الثاني في تنظيم القاعدة والمساعد الأيمن لمموله - وزعيمه أسامة بن لادن سبق أن حرض إسلاميين متشددين في مصر علي القيام بعمليات خطف نوعية للسائحين الجانب لهز صورة النظام وإظهار عدم قدرته علي التحكم في زمام الأمور.

الرواية الوحيدة التي قدمتها الحكومة علي لسان وزير السياحة زهير جرانة هي أن هناك مفاوضات جارية مع خاطفيهم حول دفع فدية، و»هذا عمل عصابي نفذه «ملثمون».

تصريحات وزير السياحة تشير إلي أن عملية الخطف هي بغرض الحصول علي فدية مالية إلا أن زهير جرانة نفي أن يكون هناك أي مفاوضات مع الخاطفين، بينما أشارت مصادر رسمية إلي اقتراب الاعلان عن اطلاق سراح المختطفين، دونما أي توضيح أو بيان من الحكومة عن ملابسات الحادث أو أسبابه.

الشركة السياحية التي نظمت رحلة السفاري للسياح المختطفين تدعي «ايجبتوس» ومملوكة لمواطن مصري يدعي «إبراهيم عبدالرحيم» وشريكته الألمانية كريستين باتروليك حسب الموقع الإلكتروني للشركة، ولديها فروع في السودان ولبنان وسوريا والأردن وليبيا. والبرنامج اليومي لقضاء رحلة سفاري يبدأ بتناول الافطار الذي يعده السائقون ثم جولة مع المرشد لمشاهدة معالم الصحراء حتي الغداء ويتم نصب الخيام ليسترخي السائح حتي الغروب، وفي الليلل يتناول السائحون طعاما مصريا علي أضواء النجوم.

وإذا ثبت ذلك نكون علي أعتاب مرحلة خطيرة وتحول نوعي لافت فيما يخص إمكانية تعرض السائحين القادمين إلي مصر للخطف أو للابتزاز بغرض الحصول علي أموال مقابل إطلاق سراحهم لاحقا.

وفي ظل تفشي حالة البطالة وترهل الأجهزة الأمنية المخصصة فان نجاح عملية الخطف لا قدر الله قد تشجع المزيد من الخاطفين علي تكرار عملية الخطف لاحقا طمعا في المقابل المادي.

ومن المتوقع أن تؤثر عملية الخطف سلبا علي نشاط القطاع السياحي خلال الفترة المقبلة، بعدما وصل ترتيب مصر العالمي إلي رقم 23 خلال العام الماضي بالنسبة للتدفق السياحي حيث زارها 11 مليون سائح بزيادة 23% عن عام 2006. ومع تنوع المنتج السياحي أصبحت مصر من الدول القليلة في العالم التي تستقبل سائحين طوال العام، بينما كانت وزارة السياحة تأمل قبل الحادث في أن يصل عدد السائحين إلي 14 مليون سائح في عام 2011 بما يحقق 10.5 مليار دولار ويخلق مليوناً و200 ألف فرصة عمل مباشرة أو غير مباشرة.