تعالى اشطفها
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

( شاعرا ووزيرا وعاشقا )

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

*قيصرملك الروم*
*قيصرملك الروم*

عضو مجتهد
عضو مجتهد

سجل في : 01/02/2009
تاريخ الميلاد : 27/02/1970
العمر : 54
الابراج : السمك
المشاركات : 33
الجنس : ذكر

مُساهمة*قيصرملك الروم* الجمعة 6 فبراير 2009 - 6:35

أضحى التنائي
هو أشهر صوت شعري انطلق في ربوع الأندلس، مغردًا، مردّدًا أحلى القصائد والمقطوعات، شاعرًا ووزيرًا وعاشقًا مستلهمًا، وسجينًا وهاربًا ومطاردًا، وساعيًا من بلدة إلى بلدة ومن حاكم إلى حاكم، وأتيح لشعره من الذيوع ما لم يتح لغيره من شعراء الأندلس- ذلك هو ذو الوزارتين: الكاتب الشاعر الرقيق: ابن زيدون عاشق ولاّدة بنت المستكفي، ويجتري الغرب في رأي الكثيرين- تشبيهًا له ببحتريّ الشرق- في رقة تعبيره وروعة أساليبه وانطلاق خياله وأصالة فنه وقدرته على التحليق الشعري.
ولد ابن زيدون في قرطبة قرب ختام القرن الرابع الهجري- سنة ثلاثمائة وأربع وتسعين- وبها تثقف وأتقن فنَّ الأدب: شعره ونثره؛ ثم اتصل بابن جهور وصار وزيره وكاتبه الأول حتى كان حبه لولادة ومزاحمة ابن عبدوس له في حبها، ومكيدته له عند ابن جهور التي انتهت بسجنه، ومن السجن يرسل ابن زيدون أنات مستعطفة وقصائد مليئة بالشكوى والمرارة والرجاء، فلا يلتفت إليه أحد، وينجح ابن زيدون في الفرار من السجن ومغادرة قرطبة، ثم يعود إليها بعد أن تُوفي أبو الحزم بن جمهور وتولى الحكم ابنه الوليد، الذي يعيده إلى سابق مكانته ومنزلته ويجعله سفيرا بينه وبين ملوك الطوائف.
لكن الحسد والحقد والدسائس تُلاحق ابن زيدون من جديد، فينقلب عليه الوليد، ويضطر إلى الفرار من قرطبة ثانية، ويتنقل في الأندلس، حتى يُلقى عصا التسيار لدى المعتضد كاكم إشبيلية، ويموت المعتضد، فيصبح ابن زيدون وزير ابنه المعتمد الذي كان شاعراً، فيعلي مقام ابن زيدون، ويتأنق نجمه، وتلتمع مواهبه وتزكو شاعريته، وتدور بين الأمير ووزيره مطارحات شعرية كثيرة، ثم يتم للمعتمد الاستيلاء على قرطبة موطن ابن زيدو وينتقل إليها ويجعلها عاصمة ملكه.. وتثور في أشبيلية فتنة طائفية بسبب اليهود فيرسل المعتمد ابن زيدون لتهدئتها بما له من منزلة في قلوب الأشبيليين، لكن الشاعر الذي كان قد هرم وشاخو أنهكه المرض لا يكاد يصل إلى أشبيلية حتى تلح عليه الحمى ويموت فيها سنة أربعمائة وثلاث وستين من الهجرة.
هذه الحياة العاصفة المتقبلة، وهذه الأحاديث الجسيمة المتتالية، صقلت وجدان ابن زيدون وألهبت قدرته الشعرية، وانعكست في شعره تفننا في الشكوى والحنين والتأمل والنظر في مصائر الأيام وتقلب الزمان. لكن أبعدها غورا في نفسه هو حبه لولادة بنت المستكفي، التي كانت تُقرّبه حينًا ثم تقرب غريمه ومنافسه ابن عبدوس حينًا آخر. ومن أجل ولادة كتب ابن زيدون نونيته الرائعة-أشهر قصائده على الاطلاق- والتي عارضها أحمد شوقي وهو يعاني بدوره مرارة النفي والاغتراب في أسبانيا بنونيته التي مطلعها:
يا نائح الطلح أشباه عوادينا نأسى لواديك أن نشجي لوادينا
والتي جعلت الكثيرين من المولعين بالمقارنات يتوقفون عند القصيدتين، تأملا وتحليلا وتقييما ومقارنة، كما توقفوا عند السينيتين: سينية البحتري وسينية شوقي للسبب نفسه.
يتميز شعر ابن زيدون بالعذوبة وتوفر النغم الموسيقي والسهولة، كما يتميز بالانسياب والاسترسال والتدفق في طواعية ويُسْر، ودون جهد أو إعنات، شأن الشاعر المطبوع الذي يمنح من معين صاف لا ينضب، وشعره في الغزل يتميز بالنعومة والبراعة في التصوير، تصوير خلجات النفس ومكنون أسرارها، ولوعة المحب الصادق في معاناته ومكابدته، كما يتميز بمزجه الغزل بوصف الطبيعة، مما أعطى لقصائده في الحب إطارها الطبيعي المشرق، وجعلها شبيهة باللوحات المصورة، الناطقة بالفن الرفيع والشعور الحي المرهف، والوجد المتقد المبرح..
يقول الدارسون لحياة ابن زيدون وشعره، إنه كتب نونيته هذه وهو هارب من السجن بعد أن يئس من اقناع ابن جهور بإطلاق سراحه، وأصبح يعيدًا عن مركز الوزارة المرموق، وتلفت يبحث عن ولادة فألفى نفسه بعيدا عنها أيضًا..ولقد عادت إليه حريته بالهرب من السجن، ولكنه ما يزال يعاني غربتين أو معضلتين، الوزارة التي يصبو إليها، والتي يعتبر عودته إليها تصحيحا لمسار حياته وتكريما لذاته، وولادة التي بذل لها نفسه وعصارة قلبه وخلاصة شعره والتي يخشى أن يفقدها إلى الأبد..
إن الشاعر العاشق يستعطف محبوبته وضالته ويُذكرها بأيامها الماضية، لعلها ترقُّ وتلين، فيعود ثانية ما كان بينهما من ريق الوصال، وأنيس الوداد..
يقول ابن زيدون مخاطبًا ولادة..
استهلال وتوجع:
أضــحى التنائي بديلاً عن تدانينا وناب عن طيب لقيانا تجافينا
ألا، وقد حان صبح البين، صبحنا حينٌ، فقام بنا للحين ناعينا
من مبلغ الملبســتينا بانتزاحـهمو حزنا مع الدهر لا يبلى ويبلينا
أن الزمان الذي ما زال يضـحكنا أنسا بقربهمو قد عاد يبكينا
غيظ العدا من تساقينا الهوى، فدَعوا بأن نغَصَّ فقال الدهر آمينا
فانحلَّ ما كان معقـــودًا بأنفسـنا وأنبت ما كان موصولاً بأيدينا
وقد نكون وما يخشـــى تفرقنا فاليوم نحن وما يرجى تلاقينا
شماتة الحساد:
يا ليت شعري، ولم نعتب أعاديكم هل نال حظًّا من العتبى أعادينا
لم نعتقد بعدكم إلا الوفاء لكم رأيا، ولم نتقلد غيره دينا
ما حقنا أن تقروا عين ذي حســد بنا، ولا أن تسروا كاشحا فينا
كنا نرى اليأس تسلينا عوارضـه وقد يئسنا فما لليأس يغرينا
وفاء على العهد:
بنتم وبنا، فما ابتـلت جـوانحنا شوقا إليكم ولا جفت مآفينا
نكاد حين تناجـيكم ضـمائرنا يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
حالـت لفقـدكمـوا أيامنا فغدت سودًا، وكانت بكم بيضًا ليالينا
إذ جانب العـيش طـلق من تآلفنا ومورد اللهو صاف من تصافينا
وإذ هصــرنا فنون الوصل دانية قطافها، فجنينا منه ما شينا
ليسق عهدكمو، عهد السرور، فما كنتم لأرواحنا إلا رياحينا
لا تحسـبوا نأيكـم عنّا يغــيرنا إن طالما غيَّر النأي المحبينا
والله مـا طـلبت أهــواؤنا بـدلاً منكم، ولا انصرفت عنكم أمانينا
ولا استفدنا خليلا عنك يشـغلنا ولا اتخذنا بديلا منك يسلينا
تحية واستعطاف:
يا ساري البرق غاد القصر واسـق به من كان صرف الهوى والود يسقينا
وأسألك هناك هل عني تذكرنا إلفا تذكره أمسى يغنينا
ويا نســيم الصـبا بلغ تحيتـــنا من لو على البعد حيا كان يحيينا
فهل أرى الدهر يقضينا مساعفة منه، وإن لم يكن غبًّا تقاضينا
صورة وصفية لولادة:
ربيب ملك كأن الله أنشــأه مسكا، وقدر إنشاء الورى طينا
أو صاغه ورقا محضا، وتوجه من ناصع التبر إبداعًا وتحسنا
إذا تأود آدته رفاهــــية توم العقود، وأدمته البرى لينا
كانت له الشمس ظئرا في أكلته بل ما تجلى لها إلا أحايينا
كأنما أثبتـت في صــحن وجنته زهر الكواكب تعويذا وتزيينا
ما ضر أن لم نكن أكفاءه شـرفا وفي المودة كاف من تكافينا
يا روضة طــالما أجنت لواحظـنا وردا جلاه الصبا غضا ونسرينا
ويا حـياة تمـلينا بزهــرتها منى ضروبا ولذات أفانينا
ويا نعـيما خـطرنا من غضـارته في وشي نُعمى سحبنا ذيله حينا
لسنا نسـميك إجلالا وتكرمةً وقدرُك المعتلى عن ذاك يغنينا
إذا انفردت وما شوركت في صفة فحسبنا الوصف إيضاحا وتبيينا
يا جنة الخلد أبدلنا بســدرتها والكوثر العذب زقوما وغسلينا
كأننا لم نبت والوصــل ثالثــنا والسعد قد غض من أجفان واشينا
إن كان قد عز في الدنيا اللقاء بكم في موقف الحشر نلقاكم ويكفينا
سران في خاطر الظلماء يكثمـنا حتى يكاد لسان الصبح يفشينا
لا غرو في أن ذكرنا الحزن حين نهت عنه النهى وتركنا الصبر ناسينا
Dedly Silence
Dedly Silence
VIP™
VIP™
سجل في : 26/05/2008
تاريخ الميلاد : 08/02/1989
العمر : 35
الابراج : الدلو
المشاركات : 1450
بلدك : مصر
الوظيفة : 'طالب
الجنس : ذكر
مزاجي : Internet..FootBoLL..
https://www0.all-up.com

مُساهمةDedly Silence الثلاثاء 10 فبراير 2009 - 21:50

مشكورررررررررررررررررررررررر على الموضوع الجميل دة
تقبل مرورى الهوى احساس



Uploaded with ImageShack.us

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل

يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة

التسجيل

انضم الينا لن يستغرق منك الا ثوانى معدودة!


أنشئ حساب جديد

تسجيل الدخول

ليس لديك عضويه ؟ بضع ثوانى فقط لتسجيل حساب


تسجيل الدخول

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى