هل عندك شك - قصيدة - الشاعر نزار قباني

**ابـ،ن شــبــرا**

هذه القصيدة وردت في ديوان نزار بعنوان

أحبك .. أحبك وهذا توقيعي

ولكنها اشتهرت بالاسم الذي كتبتها به

حينما غناها كاظم الساهر في شريطه

حافية القدمين

كتبها نزار لزوجته ومعشوقته الأولى بلقيس الراوي

قبل وفاتها بأشهر قليلة

********************************

1

هل عندكِ شَكٌّ

أنَّكِ أحلى و أغلى امرأةٍ

في الدُنيا؟

وأَهَمَّ امرأةٍ في الدُنيا ؟.

هل عندكِ شكّ

أنّي حين عثرتُ عليكِ . .

ملكتُ مفاتيحَ الدُنيا ؟.

هل عندكِ شكّ ..

أنّي حين لَمَستُ يَدَيْكِ

تغيَّر تكوينُ الدنيا ؟

هل عندكِ شكّ ..

أن دخولَكِ في قلبي

هو أعظمُ يومٍ في التاريخ . .

وأجمل خَبَرٍ في الدُنيا ؟

2

هل عندكِ شكٌّ

فيمَنْ أنتْ ؟

يا مَنْ تحتلُّ بعَيْنَيْها أجزاءَ الوقتْ

يا امرأةً تكسُر ، حين تمرُّ ،

جدارَ الصوتْ .

لا أدري ماذا يحدثُ لي ؟

فكأنَّكِ أنثايَ الأُولى

وكأنّي قَبْلَكِ ما أحْبَبْتْ .

ميلادي أنتِ ..

وقَبْلَكِ لا أتذكّرُ

أنّي كُنتْ .

وغطائي أنتِ ..

وقَبْلَ حنانكِ

لا أتذكّرُ أنّي عِشْتْ . .

وكأنّي أيّتها الملِكَهْ . .

من بطنكِ كالعُصْفُور خَرَجتْ . .

3

هل عندكِ شكٌّ ..

أنّكِ جزءٌ من ذاتي

وبأنّي من عَيْنَيْكِ

سرقتُ النارَ. .

وقمتُ بأخطر ثَوْرَاتي

أيّتها الوردةُ .. والياقُوتَة ُ ..

والرَيْحَانة ُ ..والسلطانة ُ ..

والشَعْبِيَّة ُ ..والشَرْعيَّة ُ

بين جميع الملِكَاتِ . .

يا سَمَكَاً ..

يَسْبَحُ في ماءِ حياتي

يا قَمَراً يطلع كلَّ مساءٍ

من نافذة الكلِمَاتِ . .

يا أعظمَ فَتْحٍ

بين جميع فُتُوحاتي .

يا آخرَ وطنٍ أُولَدُ فيهِ . .

و أُدْفَنُ فيه ..

وأنْشُرُ فيه كِتَابَاتي . .

4

يا امْرأَةَ الدَهْشةِ ..

يا امرأتي

لا أدري كيف رماني الموجُ

على قَدَميْكْ

لا أدري كيف مَشَيْتِ إليَّ . .

وكيف مَشَيْتُ إليكْ . .

كم صار رقيقا قلبي

حين تربى بين يديك

كم كان كبيراً حظّي

حين عثرتُ عليك

يا امرأةً

تدخُلُ في تركيب الشِعرْ . .

دافئةٌ أنتِ كرمل البحرْ . .

رائعةٌ أنتِ كليلة قَدْرْ . .

من يوم طرقتِ البابَ عليَّ ..

ابتدأ العُمرْ . .

كم صار جميلاً شِعْري . .

حين تثقــّفَ بين يديكْ ..

كم صرتُ غنيّاً .. وقويّاً . .

لمّا أهداكِ اللهُ إليَّ . .

هل عندكِ شكّ

أنّكِ قَبَسٌ من عَيْنَيّْ

ويديكِ هما استمرارٌ ضوئيٌّ

ليَدَيّْ . .

هل عندكِ شكٌّ . .

أنَّ كلامَكِ يخرجُ من شَفَتيّْ ؟

هل عندكِ شكٌّ . .

أنّي فيكِ . . وأنَّكِ فيَّ ؟؟

6

يا نارًا تجتاح كياني ..

يا ثَمَراً يملأ أغصاني ..

يا جَسَداً يقطعُ مثلَ السيفِ ،

ويضربُ مثلَ البركانِ .

يا وجهًا ..

يعبقُ مثلَ حقول الورد ..

ويركُضُ نحوي كحصانِ . .

قولي لي :

كيف سأُنقذُ نفسي

من أمواج الطُوفَان ..

قُولي لي :

ماذا أفعلُ فيكِ ؟

أنا في حالة إدْمَانِ . .

قولي .. ما الحلُّ ؟

فأشواقي ..

وصلَتْ لحدود الهَذَيَانِ ..

7

يا ذاتَ الأَنْف الإغْريقيِّ ..

وذاتَ الشَعْرالإسْبَانيِّ

يا امْرأَةً ..

لا تتكرَّرُ في آلاف الأزمانِ ..

يا امرأةً ..

ترقصُ حافيةَ القَدَمَيْنِ

بمدْخَلِ شِرْياني

يا إحدى نِعَمِ الله عليَّ ..

وغَيْمَةَ حُبٍّ وحَنَانٍ . .

يا أغلى لؤلؤةٍ بيديْ ..

أه كم ربي أعطاني .

من أينَ أتَيْتِ ؟

وكيفَ أتَيْتِ ؟

وكيف عَصَفْتِ بوجداني ؟