الرزق والأجل
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
الرزق والأجل
الحمد الله رب العامين . نحمده ونستغفره ونستهديه . ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا . ونشهد ألا اله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد إن محمداً عبده ورسوله.
ما بعد
نحمد الله على نعمة الإسلام الذي أخرجنا من الظلمات إلى النور ونقلنا من التخلف إلى العلم والحضارة وحررنا من العبودية لغير الله . حررنا من العبودية للأصنام الحجرية البشرية . وحررنا من أن نكون عبيداً للأهواء والشهوات .
لقد جاءنا الإسلام بتعاليمه التي طلبت منا ألا لا نخاف واحداً من البشر لأنه لا يملك لنا ضراً ولانفعاً ولا موتا ولا حياة ولا نشوراً وصدق الله القائل ( واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ولا يملكون موتاً ولا حياة ولا نشورا ) الفرقان
علمتنا العقيدة الإسلامية إن كل شيء في هذا الكون بيد الله وان الله هو المنعم والمعطي والمتفضل على كل المخلوقات . قال تعالى ( أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أءله مع الله بل هم قوم يعدلون , أمن جعل الأرض قراراَ وجعل خلالها أنهاراً وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزاً أءله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون * أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله قليلاً ما تذكرون , أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته أءله مع الله تعال الله عما يشركون , أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أءله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) ويقول الله عز وجل ( ولله غيب السموات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وماربك بغافل عما تعملون ) ويقول عز وجل ( قل أغير الله أتخذ ولياً فاطر السموات والأرض وهو يطعم ولايطعم قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين قل أني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم من يصرف عنه يومئذ فقد رحمة وذلك الفوز المبين وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له غلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيْ قدير وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير ) الأنعام
أيها الأخوة المؤمنون : إن العقيدة الإسلامية أخرجت مسلماً قوياً لا يخاف إلا الله : شعاره قول الله عز وجل ( أتخشونهم فالله أحق إن تخشوه إن كنتم مؤمنين ) قوله ( الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيباً ).
علمته العقيدة الإسلامية أن الخوف من غير الله إنما هو إيحاءات شيطانية قال تعالى ( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ) وقال تعالى ( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء )
أيها الإخوة إن نبي الله إبراهيم حاجً قومه : قال (و كيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به سلطاناً, فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون , الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهو مهتدون ) هكذا علمتنا العقيدة الإسلامية أن الأمن والهداية هي للمسلم لأن المسلم آمن على رزقه وأجله
فهو آمن على رزقه أن يفوت . فإن الأرزاق في ضمان الله الذي لايخلف وعده ولا يضيع عبده.
وقد خلق الأرض مهادا وفراشاً وبساطا وبارك فيها وقدر فيها أقوتها وجعل فيها معايش .
ووعد عباده فيها بكفالة الأرزاق وعداً كرره وأقسم عليه :( وكان وعد ربي حقا)( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين )(وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون )وقال تعالى :(وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها )
وقال تعالى : ( وكأي من دابةٍ لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم ) بهذه الضمانات يعيش المؤمن حياته آمناً على رزقه مطمئناً
إلى أن الله لن يهلكه جوعاً وهو الذي يطعم الطير في الوكنات والسباع في الفلوات والأسماك في البحار والديدان في الصخور ولقد كان المؤمن يذهب إلى ميدان الجهاد حاملا رأسه على كتفه متمنيا الموت في سبيل عقيدتة0 ومن خلفه ذرية ضعاف وأفراخ زغب الحوا صل لا ماء ولا شجر ولكنه يوقن انه يتركهم في رعاية رب كريم هو أبر بهم وأحنُ عليهم منه 0
وتقول الزوجة عن زوجها :هو ذاهب في سبيل الله إنني عرفته أكالا وما عرفته رزاقا لئن ذهب الأكال فقد بقي الرزاق.
والمؤمن من امن على أجله فإن الله قدر له ميقاتاً مسمى أياماً معدودة وأنفاساً محدودة, لا تملك قوة أن تنقص من هذا الميقات أوتزيد فيه . قال تعالى ( فإذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولا يستقدمون.)( ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها) .( إن أجل الله إذا جاء لايؤخر لوكنتم تعلمون ) وقال تعالى ( وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب )
أيقن المؤمن أن الله قد فرغ من الآجال والاعماروكتب على كل نفس متى تموت وأين تموت :
مشيناها خطاً كتبت علينا ومن كتبت عليه خطاً مشاها
ومن كانت منيته بأرض فليس يموت في أرض سواها
وبهذا ألقى عن كاهله هم التفكير في الموت والخوف على الحياة .
أيها الإخوة المؤمنون هذا الأمن على الرزق والأجل منح المؤمن السكينة والطمأنينة .كما منحه القوة في مواجهة الحياة وما فيها من طغيان وجبروت . هدد الحجاج سعيد بن جبير بالقتل فقال له: لو علمت أن الموت والحياة في يدك ما عبدت إلاهاً غيرك .
والمؤمن كذلك لا يعيش في خوف من الموت وجزع من مرارة كأسه إنه زائر لابد من لقائه وقادم لاريب فيه والخوف لايرده جزع و لا يثنية .
قال تعالى ( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم) وقال تعالى( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ) وقال تعالى( قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم )
هكذا عندما أستقر في نفس المسلم أن رزقه وأجله بيد الله لم يعد يستسلم إلا لله فهو لايعبد إلا الله لأن الله يقول ( أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً فهم لها مالكون وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون , ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون , واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون , لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون)
الخطبة الثانية :
الحمد الله رب العامين . نحمده ونستغفره ونستهديه . ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا . ونشهد ألا اله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد إن محمداً عبده ورسوله.
العقيدة الإسلامية صنعت مسلماً قوياً لايخشى صغيراً ولا كبيرا ولا غنيا ًولا فقيراً و لا رئيساً ولا مرؤوساً بل نجده أمام الحاكم بقول الحق و لا يخشى في الله لومة لائم يقف أمام الظالم وهو يتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لسيد الشهداء حمزة( ورجل قام إلى سلطان جائر فنصحه فقتله ):يقف أمام الحاكم : وهو يتذكر ذلك الصحابي الذي قال لعمر رضي الله عنه : والله لو ر أ ينا فيك اعوجاجا لقوَمناه بحد سيوفنا ، لقد وقف علماء الإسلام عبر التاريخ أمام الأمراء و الحكام ناطقين بالحق لا يخافون إلا الله من أمثال طاووس اليماني و سفيان الثوري وأبن تيميه والنووي والعز بن عبد السلام وكثير من علماء الإسلام وقفوا يوجهون الحاكم للسير على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدعونه إلى العدل بين الناس وإلي إصلاح شأن الدولة وشأن الرعية، وقفوا هذا الموقف بعد أن علموا أن أرزاقهم بيد الله وآجالهم بيد الله ، لقد صاغ الزبيري هذه المواقف شعراً فقال:
سأمضي عنيداً ولا أنحني وأمشي كريماً ولا أنثني
وأرفع نحو السماء جبهتي كما ارتفعت جبهة المؤمن
صاغها عالم آخر حين طٌلب منه أن يعتذر للظالم فقال :(إن إصبعي السبابة التي تشهد لله بالوحدانية كل يوم خمس مرات تأبى أن تكتب حرفاً واحداً اعتذارا لطاغية من طغاة الأرض ).
وصاغها هذا العالم شعراً حين قال:
أخي فامض لا تلتفت للورى طريقك قد خضبته الدماء
ولا تلتفت هـــــاهــنا أو هنا ولا تتطلع لغير الســــماء
أيها الأخوة المؤمنون: إن محمد عليه الصلاة والسلام أخرج جيلاً من الصحابة أسقطوا حضارتي الفرس والروم بعد أن حرّرهم الإسلام من الخوف على الرزق والأجل ، خرجوا أحرارً يزرعون الحرية في ربوع الأرض يتلون قول الله عزوجل : (قل ياأهل الكتاب تعلوا إلى كلمة سواءً بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا * ولا يتخذ بعضنا أرباباً من دون الله * فإن تولو فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون) آل عمران
أيها الإخوة: هكذا قالها ربعي بن عامر لرستم: إن الله إبتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.
أيها الإخوة المؤمنون: إن الشعب الفلسطيني بمنظماته الجهادية يصنع للأمة الإسلامية تأريخاً جديداً بهذا الصمود والثبات أمام قوى الأرض كلها ،تأمر عليه الأعداء وخذله الأصدقاء فما لانت له قناة بل يخوض المعركة بكل إيمان وعزة وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يقول : (لا تزال طائفة من أمتي قائمين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ).
تأمل يا أخ الإسلام كلمة لا يضرهم من خذلهم ، إن الأنظمة العربية تخذلهم من أجل القضاء على الحركة الإسلامية التحررية ، وأنى لهم ذلك وصدق الله القائل :(يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولوكره الكافرون ).
الحمد الله رب العامين . نحمده ونستغفره ونستهديه . ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا . ونشهد ألا اله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد إن محمداً عبده ورسوله.
ما بعد
نحمد الله على نعمة الإسلام الذي أخرجنا من الظلمات إلى النور ونقلنا من التخلف إلى العلم والحضارة وحررنا من العبودية لغير الله . حررنا من العبودية للأصنام الحجرية البشرية . وحررنا من أن نكون عبيداً للأهواء والشهوات .
لقد جاءنا الإسلام بتعاليمه التي طلبت منا ألا لا نخاف واحداً من البشر لأنه لا يملك لنا ضراً ولانفعاً ولا موتا ولا حياة ولا نشوراً وصدق الله القائل ( واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ولا يملكون موتاً ولا حياة ولا نشورا ) الفرقان
علمتنا العقيدة الإسلامية إن كل شيء في هذا الكون بيد الله وان الله هو المنعم والمعطي والمتفضل على كل المخلوقات . قال تعالى ( أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أءله مع الله بل هم قوم يعدلون , أمن جعل الأرض قراراَ وجعل خلالها أنهاراً وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزاً أءله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون * أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله قليلاً ما تذكرون , أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته أءله مع الله تعال الله عما يشركون , أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أءله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) ويقول الله عز وجل ( ولله غيب السموات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وماربك بغافل عما تعملون ) ويقول عز وجل ( قل أغير الله أتخذ ولياً فاطر السموات والأرض وهو يطعم ولايطعم قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين قل أني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم من يصرف عنه يومئذ فقد رحمة وذلك الفوز المبين وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له غلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيْ قدير وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير ) الأنعام
أيها الأخوة المؤمنون : إن العقيدة الإسلامية أخرجت مسلماً قوياً لا يخاف إلا الله : شعاره قول الله عز وجل ( أتخشونهم فالله أحق إن تخشوه إن كنتم مؤمنين ) قوله ( الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيباً ).
علمته العقيدة الإسلامية أن الخوف من غير الله إنما هو إيحاءات شيطانية قال تعالى ( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ) وقال تعالى ( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء )
أيها الإخوة إن نبي الله إبراهيم حاجً قومه : قال (و كيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به سلطاناً, فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون , الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهو مهتدون ) هكذا علمتنا العقيدة الإسلامية أن الأمن والهداية هي للمسلم لأن المسلم آمن على رزقه وأجله
فهو آمن على رزقه أن يفوت . فإن الأرزاق في ضمان الله الذي لايخلف وعده ولا يضيع عبده.
وقد خلق الأرض مهادا وفراشاً وبساطا وبارك فيها وقدر فيها أقوتها وجعل فيها معايش .
ووعد عباده فيها بكفالة الأرزاق وعداً كرره وأقسم عليه :( وكان وعد ربي حقا)( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين )(وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون )وقال تعالى :(وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها )
وقال تعالى : ( وكأي من دابةٍ لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم ) بهذه الضمانات يعيش المؤمن حياته آمناً على رزقه مطمئناً
إلى أن الله لن يهلكه جوعاً وهو الذي يطعم الطير في الوكنات والسباع في الفلوات والأسماك في البحار والديدان في الصخور ولقد كان المؤمن يذهب إلى ميدان الجهاد حاملا رأسه على كتفه متمنيا الموت في سبيل عقيدتة0 ومن خلفه ذرية ضعاف وأفراخ زغب الحوا صل لا ماء ولا شجر ولكنه يوقن انه يتركهم في رعاية رب كريم هو أبر بهم وأحنُ عليهم منه 0
وتقول الزوجة عن زوجها :هو ذاهب في سبيل الله إنني عرفته أكالا وما عرفته رزاقا لئن ذهب الأكال فقد بقي الرزاق.
والمؤمن من امن على أجله فإن الله قدر له ميقاتاً مسمى أياماً معدودة وأنفاساً محدودة, لا تملك قوة أن تنقص من هذا الميقات أوتزيد فيه . قال تعالى ( فإذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولا يستقدمون.)( ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها) .( إن أجل الله إذا جاء لايؤخر لوكنتم تعلمون ) وقال تعالى ( وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب )
أيقن المؤمن أن الله قد فرغ من الآجال والاعماروكتب على كل نفس متى تموت وأين تموت :
مشيناها خطاً كتبت علينا ومن كتبت عليه خطاً مشاها
ومن كانت منيته بأرض فليس يموت في أرض سواها
وبهذا ألقى عن كاهله هم التفكير في الموت والخوف على الحياة .
أيها الإخوة المؤمنون هذا الأمن على الرزق والأجل منح المؤمن السكينة والطمأنينة .كما منحه القوة في مواجهة الحياة وما فيها من طغيان وجبروت . هدد الحجاج سعيد بن جبير بالقتل فقال له: لو علمت أن الموت والحياة في يدك ما عبدت إلاهاً غيرك .
والمؤمن كذلك لا يعيش في خوف من الموت وجزع من مرارة كأسه إنه زائر لابد من لقائه وقادم لاريب فيه والخوف لايرده جزع و لا يثنية .
قال تعالى ( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم) وقال تعالى( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ) وقال تعالى( قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم )
هكذا عندما أستقر في نفس المسلم أن رزقه وأجله بيد الله لم يعد يستسلم إلا لله فهو لايعبد إلا الله لأن الله يقول ( أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً فهم لها مالكون وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون , ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون , واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون , لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون)
الخطبة الثانية :
الحمد الله رب العامين . نحمده ونستغفره ونستهديه . ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا . ونشهد ألا اله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد إن محمداً عبده ورسوله.
العقيدة الإسلامية صنعت مسلماً قوياً لايخشى صغيراً ولا كبيرا ولا غنيا ًولا فقيراً و لا رئيساً ولا مرؤوساً بل نجده أمام الحاكم بقول الحق و لا يخشى في الله لومة لائم يقف أمام الظالم وهو يتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لسيد الشهداء حمزة( ورجل قام إلى سلطان جائر فنصحه فقتله ):يقف أمام الحاكم : وهو يتذكر ذلك الصحابي الذي قال لعمر رضي الله عنه : والله لو ر أ ينا فيك اعوجاجا لقوَمناه بحد سيوفنا ، لقد وقف علماء الإسلام عبر التاريخ أمام الأمراء و الحكام ناطقين بالحق لا يخافون إلا الله من أمثال طاووس اليماني و سفيان الثوري وأبن تيميه والنووي والعز بن عبد السلام وكثير من علماء الإسلام وقفوا يوجهون الحاكم للسير على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدعونه إلى العدل بين الناس وإلي إصلاح شأن الدولة وشأن الرعية، وقفوا هذا الموقف بعد أن علموا أن أرزاقهم بيد الله وآجالهم بيد الله ، لقد صاغ الزبيري هذه المواقف شعراً فقال:
سأمضي عنيداً ولا أنحني وأمشي كريماً ولا أنثني
وأرفع نحو السماء جبهتي كما ارتفعت جبهة المؤمن
صاغها عالم آخر حين طٌلب منه أن يعتذر للظالم فقال :(إن إصبعي السبابة التي تشهد لله بالوحدانية كل يوم خمس مرات تأبى أن تكتب حرفاً واحداً اعتذارا لطاغية من طغاة الأرض ).
وصاغها هذا العالم شعراً حين قال:
أخي فامض لا تلتفت للورى طريقك قد خضبته الدماء
ولا تلتفت هـــــاهــنا أو هنا ولا تتطلع لغير الســــماء
أيها الأخوة المؤمنون: إن محمد عليه الصلاة والسلام أخرج جيلاً من الصحابة أسقطوا حضارتي الفرس والروم بعد أن حرّرهم الإسلام من الخوف على الرزق والأجل ، خرجوا أحرارً يزرعون الحرية في ربوع الأرض يتلون قول الله عزوجل : (قل ياأهل الكتاب تعلوا إلى كلمة سواءً بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا * ولا يتخذ بعضنا أرباباً من دون الله * فإن تولو فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون) آل عمران
أيها الإخوة: هكذا قالها ربعي بن عامر لرستم: إن الله إبتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.
أيها الإخوة المؤمنون: إن الشعب الفلسطيني بمنظماته الجهادية يصنع للأمة الإسلامية تأريخاً جديداً بهذا الصمود والثبات أمام قوى الأرض كلها ،تأمر عليه الأعداء وخذله الأصدقاء فما لانت له قناة بل يخوض المعركة بكل إيمان وعزة وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يقول : (لا تزال طائفة من أمتي قائمين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ).
تأمل يا أخ الإسلام كلمة لا يضرهم من خذلهم ، إن الأنظمة العربية تخذلهم من أجل القضاء على الحركة الإسلامية التحررية ، وأنى لهم ذلك وصدق الله القائل :(يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولوكره الكافرون ).
- زائرزائر
(يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولوكره الكافرون )
صدق الله العلى العظيم
جُزيت الفردوس الاعلى من الجنه على ما نقلته لنا
صدق الله العلى العظيم
جُزيت الفردوس الاعلى من الجنه على ما نقلته لنا
- Mohamed Nesta
عضو مجتهد
- المشاركات : 71
مشكووووووووووووووووووووووووووووووووور تحياتى لك من كل قلبى
- زائرزائر
مشكوور على المجهود الجامد ده
- ميدو المصريVIP™
- المشاركات : 2032
تسلم ايدك ياجوكر يامصرى
::1:: ::1::
::1:: ::1::
- محمد منسىVIP™
- المشاركات : 3296
:م1:
(( إن لم يكن شعري كعهدي به
فحسنك الشعر الذي أهوي ))
م . منسي
فحسنك الشعر الذي أهوي ))
م . منسي
- ميدو المصريVIP™
- المشاركات : 2032
:26: :26: :26:
- محمد منسىVIP™
- المشاركات : 3296
:م1: :م1:
:22:
:22:
(( إن لم يكن شعري كعهدي به
فحسنك الشعر الذي أهوي ))
م . منسي
فحسنك الشعر الذي أهوي ))
م . منسي
- *شيخ البلد*VIP™
- المشاركات : 657
الوظيفة : زملكاوى جداً
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله ماشاء الله
موضوع جميل وقيم
بارك الله فيك
وجزاك الله عنه كل خير
وفى الختام .... السلاااام
لكنى أرفض التوقيعات الشخصية فى المنتدى الاسلامى
بسم الله ماشاء الله
موضوع جميل وقيم
بارك الله فيك
وجزاك الله عنه كل خير
وفى الختام .... السلاااام
لكنى أرفض التوقيعات الشخصية فى المنتدى الاسلامى
- عسلـــــــــــــــــــيةVIP™
- المشاركات : 2122
- ميدو المصريVIP™
- المشاركات : 2032
:م1:
- ميدو المصريVIP™
- المشاركات : 2032
:م1: :م1:
- ميدو المصريVIP™
- المشاركات : 2032
يجد موضوع رائع رائع
موضوع فى غايه الاهميه والجماااااااااال
تسلم ايدك
مواضيعك كلها روعه روعه
الف الف شكر على المجهود الجميل ده
ميدو المصرى
موضوع فى غايه الاهميه والجماااااااااال
تسلم ايدك
مواضيعك كلها روعه روعه
الف الف شكر على المجهود الجميل ده
ميدو المصرى
- sahar_ellyalyVIP™
- المشاركات : 1445
:22:
مشكوووووووووووووووووووووورين كلكم علي ردكم ومرركم الجميل
أوعى المظاهر تخدعك ولا كلمه حلوه توقعك ولا صاحب ندل يضيعك ولا عيشه مره تغيرك
ولا قلب عشقته يحيرك ولا ناس حبتها تدمرك ولا غربه صعبه تكسرك
ولا حبيب مخلص يخصرك ولا دمعت حزن تسهرك ولا كلمه تقولها تصغرك
دى الدنيا لحظات والناس مقامات والزمن مسافات والحب كلمات وانت زى
الورد ان دبل مات
للمراسلة والاعلان على الموقع اتصل بنا
ولا قلب عشقته يحيرك ولا ناس حبتها تدمرك ولا غربه صعبه تكسرك
ولا حبيب مخلص يخصرك ولا دمعت حزن تسهرك ولا كلمه تقولها تصغرك
دى الدنيا لحظات والناس مقامات والزمن مسافات والحب كلمات وانت زى
الورد ان دبل مات
للمراسلة والاعلان على الموقع اتصل بنا
- oshenaVIP™
- المشاركات : 1746
الوظيفة : طالبه
:22:
http://www.shbab1.com/2minutes.htm
ارجوا من الجميع ان يدخل على هذا الرابط للاهميه و الضرورى القصوى
و جزاكم الله خيرا
- نجمه المنصوره
عضو مجتهد
- المشاركات : 105
:875:
- ***مــــاجــــد***عضو جديد
- المشاركات : 2
ماشاء الله تبارك الله أحسنت وأتقنت وأبدعت ،،
بارك الله فيك يا أحمد يامشرفنا الغالي وجعلك من ورثة جنان الفردوس الأعلى ووالديك وجميع المسلمين يارب العالمين..
بارك الله فيك يا أحمد يامشرفنا الغالي وجعلك من ورثة جنان الفردوس الأعلى ووالديك وجميع المسلمين يارب العالمين..
- عنيدة
عضو مجتهد
- المشاركات : 193
مشكوووووووور جزاك الله كل خير
للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل
يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى