((( للريح أغنية أخيرة )))

( 1 )

للريح أغنية تهيم وتنجلى

بـَـوْحا

وهمهمة

ونسغا هاربا

للريح بحتها التى

تقتاتُ أيامى

وتصطاد النداءاتِ الدفينة

منذ ما كان قبل الجرح

ما قبل اكتمال الهـَـمّ والحلم المُدَمَى

للريح وقع حوافر

تطأ الفصول فتصطلى

كالنبض يشعلُ رعشة الحلم القديم

ويرجئ الصمت الأخير

للريح ألحان أرددها بلا وعى

بلا شوق

وأرقص دون فرح أو نشيج

للريح دورتها التى

شاخت وما ناخت

ولىَ المسافة :

أعبر الوقت المُسجّيَ

ومضة

أو طعنة

أو هجعة

يبقي السؤال بلا جواب

للريح موردها البعيد أو القريب

وغصّـة فى حلقها

وتَرَ دذٌّ فى خطوها

وعُكارة ٌ فى لونها

وصراخها المهزوم فى بوق

يعود مع الغروب

للريح مرفؤها الذي

طاحت به فى غفلة

ولها انحناءاتُ الشراعات التى

أغتيلت... وأشلاء ... وأصداء

لأنفاس أخيرة

*** *** *** *** ***

( 2 )

الريح ... ثم الريح

ثم الريح .. ثم الريح .. ثم الريح

الريح قافلتى .. وقاتلتى

ومرساتى وملهاتى .. ومأساتى

وهى البداية والنهاية

وهى الحضور مع الغياب

الريـــــــحُ

حاضر يحبو

ماض ٍ ترنـّـح

ويجتـّرُ الصدى

مواكبُ تلِدُ الحكاية

تحتسيها

تسبلُ الأجفان

تستهمى رذاذ الحلم

مـِـنْ شوْق ٍ

ومن هلع ٍ

ومن لغز السؤال ولا جواب

هل للرماد حكاية ٌ ستعود يوما ..؟؟

هل للشرايين المحنطة انعتاق ...؟؟

هل ما يزال النبض محتفظا

ببسملةٍ وفاتحةٍ ...؟؟

أو هل تـُـفيقُ الرعشة السوداءُ

من نوم ٍ طويل ؟؟؟

الريح ُ تـنْـذِرٌ : قول شيطان ٍ غـَرور

*** *** *** *** ***

( 3 )

ياريحُ قولى :

من جاء بالشيطان ؟؟؟

بي ؟؟

بالريح ؟؟

*** *** *** ***

( 4 )

يا ريــحٌ قولى :

كيف تأتينى ؟؟؟

ومن أى الجهات ؟؟؟

(( الريحُ تفجؤنى أعـِـدُّ النارَ

أحميها : فتحرقنى وتذرونى ))


الريح تمهلنى أحاول أن أعيد ملامحى

وتـُـعيدُ شرذمتى

الريح تغفل عن رؤاى

فأنسج الأحلام

أرفعها إلى الذ ُري

ألقيها إلى الأمداء صوب الغيـْم

أنثرها على الأشجار

أركض

كى أسلمها للدروب ..!!!

أين الدروب ؟؟ !!!

وكيف تمضي ؟؟

وكيف تجيئ وتختفي ؟؟؟!!!

بل أين أمضي ...؟؟

أين إسمى وكيف ألملمُ القسمات ؟؟

والنبضات

كيف أردّ ألوانى ؟؟؟

*** *** *** ***

( 5 )

أسألُ الريحَ :

من جاء بالشيطان

بي

بالريح ؟؟؟

الريحُ تصرخ

إيّاكَ فاعلم

بأنكَ ميّتٌ حىّ

وحىّ ٌ ميّت ٌ

فاذهب

محكوم بأن تمضي ،،

ولا تمضي

بأن تدري ...

ولا تدري ...

ولن تدرى

لن تدري

لن تدرى

*** *** *** ***

*** *** ***

*** ***

***