الداعية السعودي الدكتور محمد العريفي : ثانيــــة ً

استوقفني كما استوقف الجميع دون شك، ذلك الترحيب الكبير الذي لقيه الداعية السعودي الدكتور محمد العريفي من المصريين جميعا، والذي ظهر جليا في الحرص الشديد من جانب العديد من المواطنين علي اداء صلاة الجمعة معه في جامع عمرو بن العاص، للاستماع الي خطبة الرجل التي جاءت بمثابة شهادة حق وعدل، من عالم جليل وشيخ وقور، في قدر مصر ودورها التنويري والحضاري عربيا واسلاميا
.

كما كانت في ذات الوقت دعوة مخلصة لكل العرب والمسلمين دولا وشعوبا ورجال اعمال ومستثمرين لمساندة مصر في ظروفها الحالية، والوقوف بجانبها، حتي تتمكن من النهوض والقيام بدورها الوطني والقومي علي احسن وجه، وذلك بالاستثمار فيها، والمساهمة في اقامة المشروعات والصناعات بها

.

وفي محاولة لتفسير ذلك الترحيب الكبير الذي لقيه الشيخ العريفي، قلت للصديق الذي سألني، ان هناك عدة اسباب رئيسية واضحة وراء هذا الترحيب به وذلك القبول بما قاله

.

أولها: احساس المصريين بمصداقية الدكتور العريفي فيما ذكره عنهم وعن بلدهم مصر، وتأكدهم ان الرجل قد قاله لوجه الله والحقيقة، واستشعارا منه بأن ذلك واجب ديني واخلاقي، ومسئولية يجب عليه ان يؤديها بالأمانة الكاملة، حيث ان الرجل قال ما قال في خطبة الجمعة في مسجد بالرياض، قبل ان يقوله ويؤكد عليه في مسجد عمرو بن العاص بمصر

.

وثانيها: ان ما ذكره الرجل في حق مصر والمصريين جاء في وقته وزمانه، حيث تمر مصر بمرحلة دقيقة من مسيرتها الوطنية تحتاج فيها الي المساندة والدعم علي المستويين المعنوي والمادي، كما يحتاج المصريون فيها إلي من يذكرهم بقدرهم ووزنهم، ويكشف لهم من جديد عما يملكونه من قدرات وصفات، وما كان لهم من فضل

.

أما ثالث الاسباب وراء هذا الترحيب، فيعود بالقطع الي ان الدكتور العريفي هو الصورة الطبيعية والسوية للداعية الاسلامي الملم برسالته، والمتفقه في دينه، والساعي لخير البلاد والعباد، ووحدة الكلمة والهدف والصف،..، وهي الصورة المناقضة والمخالفة للصورة المؤسفة والمستنكرة التي يظهر بها ذلك الكم الهائل من الشخوص المتحدثين علي الفضائيات في أمور الدين، وما يلقونه من لغو الكلام وهابط وباطل القول، بعد أن أطلقوا علي أنفسهم لقب »المشايخ« دون ان نعلم ما إذا كان هذا لقبا باطلا ام عن جدارة واستحقاق

.