ديمقراطية الياقات المنشـّـاه
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
- محمد منسىVIP™
- المشاركات : 3296
[size=29]في اسبوع واحد حملت لنا الأحداث أكثر من مفاجأة سيئة.. في تونس اغتالت يد الشر الناشط السياسي شكري بلعيد بعد فتوي دينية أباحت اغتيال المعارضين..وفي قاهرة المعز انطلقت فتوي كالرصاصة أربكت المشهد السياسي تطالب بقتل رموز المعارضة.. وما بين ثورتين اهتزت لهما أرجاء الكون منذ عامين طرح هذا السؤال نفسه ما هو مستقبل ثورات الربيع العربي وهل دخلنا إلي ما يشبه الخريف أم أنه الصقيع القادم الذي يوشك أن يغتال فرحتنا بهذه الثورات التي كانت من أكبر مفاجآت هذا العصر[/size]..
لا أريد أن أكون متشائما وأنا اسمع من يقول أن الثورات ترويها دماء الشهداء من الثوار ويجني ثمارها المغامرون من البشر ومن يشاهد الصراعات الآن في الساحة السياسية المصرية يدرك أن الثورة لم تعد في يد أبنائها الحقيقيين وان الجميع يتحدث باسم الثورة إلا أصحابها وهناك من ادعي ما لم يفعل وقال ما لم ينجز ووجدنا أنفسنا أمام أقنعة كثيرة زائفة ومضللة واختفي شباب الثورة واختفت معهم كل جوانب الحقيقة التي لم يعرفها أحد[/size]..
[size=29]لا أعتقد أن الثوار الحقيقيين يمكن أن ينقلبوا علي ثورتهم أو أن يفرطوا في أحلامهم وأن ما يحدث الآن أبعد ما يكون عن روح الثورة والثوار[/size]..
< [size=29]إن الانقسامات التي أصبحت تهدد كيان الأمة وتزلزل أركانها لا يمكن أن تكون إحدي ثمار هذه الثورة.. لقد أغرقنا العهد البائد في منظومة كاذبة عن الفتنة الطائفية والصراع الوهمي بين المسلمين والأقباط وكان من وقت لآخر يصدر لنا أزمة من الأزمات في احراق كنيسة أو اغتيال مجموعة من المواطنين.. ولكن الغريب أن نشهد بعد الثورة انقسامات أشد ودعوات للفرقة تجاوزت كل ما كان يحدث في الماضي.. تيارات كثيرة انطلقت في الساحة السياسية ما بين الإخوان والسلفيين والليبراليين والعلمانيين وكل فصيل يري نفسه مؤهلا لقيادة المشهد رغم أن الجميع كانوا ضمن مواكب المهمشين الذين استبعدهم النظام السابق ما بين السجون والمعتقلات أو أدوار الكومبارس في مسرحية هزلية أو البعض ممن لحق بقطار الغنائم وكان له نصيب فيها[/size]..
[size=29]لم تشهد الساحة السياسية في مصر فصيلا واحدا طوال السنوات العجاف يمكن أن يقال إنه مارس العمل السياسي بقواعده وثوابته وأصوله.. وهنا ظهرت كل أمراض التهميش في غياب الوعي وقصور الرؤي وغياب لغة الحوار ورفض الآخر.. في مصر الآن تستطيع أن تكتشف كل أمراض الفكر والسلوك وللأسف أن النخبة كانت أكثر الأطراف والفصائل التي انتشرت بينها هذه الأعراض المؤسفة[/size]..
[size=29]في شهور قليلة تستطيع أن ترصد أكثر من اتجاه وأكثر من تيار وجميعها لا تجتمع علي شيء.. الإخوان والسلطة.. السلفيون ولعبة الأضواء.. الليبراليون وأوهام الزعامة.. العلمانيون والخطاب الغائب.. والجميع يسبح في متاهات الانقسام ولا يتوحد علي كلمة واحدة.. إن كل اتجاه من هذه الاتجاهات له حساباته التي يحكمها شيء واحد هو المصالح أما ما يسمي الوطن فهو خارج السياق تماما.. إن الانتخابات هي الحلم وليس مصالح المواطنين إن السلطة هي الهدف وليس إنقاذ السفينة وغرقت جميع الأطياف السياسية في مستنقع الانقسامات.. وهنا تجد تناقضات غريبة أن يجتمع السلفيون أخيرا في خندق واحد مع جبهة الإنقاذ المعارضة لكي تنطلق أمامها جبهة الضمير المؤيدة.. وفي الوقت الذي تتقطع فيه كل الجسور بين السلطة والمعارضة تجد صفقات أخري تتم بين السلطة والسلفيين لأنهم اقتربوا من المعارضة[/size]..
[size=29]هذه في تقديري مراهقة سياسية تؤكد غياب الوعي وعدم الحرص علي مصالح الوطن.. ماذا يعني إنشاء جبهة مؤيدة للرئيس مرسي تسمي جبهة الضمير وهو رئيس كل المصريين وهل المعارضة في جبهة الإنقاذ تفتقد الضمير أم أن كل ما في الأمر هو صراع علي المناصب والكراسي حتي لو غرقت السفينة[/size]..
< [size=29]في جانب أخر تبدو فوضي الفتاوي أمام صعود ساحق لرجال الدين في الساحة السياسية جعلتهم يتخلون عن ثوابتهم الدينية بكل أهدافها وأصولها ويتجهون للسياسة لأنها الآن سلاح من لا سلاح له.. إن من يتابع خطب الجمعة والأحاديث الدينية علي الفضائيات سوف يكتشف أن رجال الدين تحولوا إلي زعامات سياسية ولا أحد فيهم الآن يناقش قضايا الدين حاول أن تراجع الأحاديث وعن آخر مرة سمعت فيها أحد مشايخنا وهو يتحدث عن الأخلاق أو السلوك أو الفوضي أو الاعتداء علي أموال وممتلكات الآخرين.. حاول أن تتذكر أخر مرة سمعت فيها أحد مشايخنا يتحدث عن الرحمة والمحبة والحرص علي حقوق الناس.. حتي عذاب القبر الذي كان دائما حديثا محببا لمشايخنا في العهد البائد لم يعد أحد يتحدث فيه الآن[/size]..
< [size=29]إن ديمقراطية الوعي الغائب والحوار المفقود لا تصلح الآن في زماننا إنها ديمقراطية العشوائيات التي يأكلها الفقر والجهل والأمية إنها ديمقراطية العصور الوسطي التي تسعي لعودة المجتمع إلي غيابات الجهل والتخلف لأن الفرق كبير جدا بين الإسلام عند محمد عبده والغزالي وشلتوت وخالد محمد خالد وعبد الحليم محمود والشعراوي والشطط باسم الإسلام عند الظواهري وبن لادن.. أن للديمقراطية أصولها وثوابتها ولا يمكن أن نبني مجتمعا ديمقراطيا مع شعب لا يؤمن بالحوار ولا يعترف بالرأي الآخر ويقتل المعارضين ويفتك بالمخالفين.. لا يمكن أن تقوم الديمقراطية في مجتمع نصفه لا يقرأ ولا يكتب والنصف الآخر لا يجد طعام يومه.. ولهذا خرج علينا أصحاب المصالح يريدون ديمقراطية جديدة وغريبة وشاذة إنهم يتحدثون عن الثورة وهم أول من سرقها وبدأوا مع المعارضين رحلة استبداد جديدة إنهم يتحدثون عن العدالة وهم يمارسون أسوأ وأحط أنواع الظلم أنهم يتحدثون عن الرأي الأخر وهم لا يعترفون بحقوق الآخرين[/size]..
[size=29]أننا جميعا شركاء في الخطيئة.. نحن أبناء مناخ واحد مهما كانت درجة التفاوت بيننا في الفكر والوعي والثقافة الا أننا شربنا زمنا طويلا ماء ملوثا برائحة القمع والاستبداد ومن لم يدخل السجون منا أقام لنفسه سجنا.. نحن أبناء ثقافة واحدة هي ثقافة التأليه والنفاق والمتاجرة ومن خرج علي هذا السياق كان مصيره معروفا.. نحن أبناء العشوائيات الفكرية والاجتماعية والسلوكية ومن أراد أن يؤصل ذلك كان عليه أن يراجع ملفات الجرائم والشتائم والبذاءات والانحطاط الأخلاقي والسلوكي التي طفحت علي وجه المجتمع وأظهرت ما فيه من الأمراض والعلل[/size]..
< [size=29]في ظل هذا كله لم تكن الثورة رغم ما فيها من النبل والترفع قادرة علي أن تطهر هذا المستنقع الفكري والسياسي والسلوكي.. لقد ظهرت أمراض النخبة في كل مجالات حياتنا.. كان استبداد النخبة, التي تتحدث باسم الدين وأنانية المصالح, لدي النخبة التي تدعي التنوير.. وهناك أطياف أخري لا نعرف متي تشكلت ومن أين جاءت وماذا تريد؟[/size]..
[size=29]والسؤال الذي ينبغي أن نجد الإجابة عليه: وما هو الحل؟.. في تقديري أن الحلول الجذرية تبدو صعبة للغاية إذا لم تكن مستحيلة وأن إصلاح الدمار الذي لحق بالعقل المصري بكل فئاته مهمة مستحيلة لأننا أمام أجيال نشأت وكبرت من خلال منظومة فيها جوانب كثيرة من الخلل والتردي ولهذا فإن المهمة الأولي لمن يريد أن يصلح أن يبدأ بالمدرسة وينتقل إلي المستشفي وبينهما سلوكيات الناس في الشارع[/size]..
[size=29]إن المطلوب الآن أن ننتظر علي الأجيال الصغيرة القادمة لأن نظام التعليم الحالي بكل مراحلة يقدم لنا عقولا مشوهة في كل شيء وهنا ستكون مهمة البناء مهمة مزدوجة ما بين طفل يتعلم وأستاذ يعلم بحيث لا ينقل الأستاذ ميراثه من الأمراض إلي أجيال قادمة.. إن التعليم هو أول مدارس الديمقراطية الصحيحة القائمة علي الرأي والحوار أما الديمقراطية التي نمارسها الآن بلغة المتاحف فهي لا تصلح لهذا الزمن ولن تبني الوطن الذي نريد[/size]..
< [size=29]كنا في زمان مضي نقول إن العقل السليم في الجسد السليم وللأسف الشديد أننا أفسدنا الاثنين معا وهنا لابد من الاهتمام بصحة الإنسان لأنها أساس قواه العقلية والفكرية إن البدن المريض لا يمكن أن يفكر بطريقة سليمة وفي مصر الآن أعلي نسب الأمراض في العالم ابتداء بفيروس سي وانتهاء بضغط الدم ومن يريد أن يعرف الحقيقة عن صحة المصريين فليسأل منظمة الصحة العالمية ومراكز الأبحاث الدولية والمحلية.. إن أقل بنود الميزانية المصرية هي الصحة والتعليم وهما أساس الإصلاح السياسي والفكري والسلوكي[/size]..
< [size=29]نأتي بعد ذلك إلي الإنسان المصري الذي تخلي تماما عن مقومات شخصيته وسلوكه وما يحدث في الشارع الآن يؤكد أننا نعيش في وطن بلا دولة وهذه كارثة كبري.. لابد أن تعود هيبة الدولة إلي كل بيت وكل شارع.. لقد أطلقت الثورة سراح المصريين ولكنها لم تكن دعوة للفوضي.. لم يعد الإنسان المصري يحمل أمراض الخوف ولكن ينبغي ألا يحمل أمراض العبث والاستهتار والفوضي وعدم الاحساس بالمسئولية.. مطلوب أجيال جديدة تتعلم الحرية الصحيحة والديمقراطية الحقيقية في ظل رعاية صحية تحفظ قدرات الإنسان.. ودوله تحمي الحقوق وتحافظ علي الأمن والاستقرار أما ديمقراطية الانقسامات والمعارك وتصفية الحسابات التي نراها الآن فقل عليها وعلينا السلام لأنها لن تبني الوطن الذي نريد[/size]..
[size=29]ديمقراطية الياقات المنشـّـاه لا تصلح للثورات وفي ظل الفقر والجهل والأمية والأجساد المريضة لا مكان للحوار.. ولا قيمة للرأي الأخر[/size].
[size=29][size=29]لا أعتقد أن الثوار الحقيقيين يمكن أن ينقلبوا علي ثورتهم أو أن يفرطوا في أحلامهم وأن ما يحدث الآن أبعد ما يكون عن روح الثورة والثوار[/size]..
< [size=29]إن الانقسامات التي أصبحت تهدد كيان الأمة وتزلزل أركانها لا يمكن أن تكون إحدي ثمار هذه الثورة.. لقد أغرقنا العهد البائد في منظومة كاذبة عن الفتنة الطائفية والصراع الوهمي بين المسلمين والأقباط وكان من وقت لآخر يصدر لنا أزمة من الأزمات في احراق كنيسة أو اغتيال مجموعة من المواطنين.. ولكن الغريب أن نشهد بعد الثورة انقسامات أشد ودعوات للفرقة تجاوزت كل ما كان يحدث في الماضي.. تيارات كثيرة انطلقت في الساحة السياسية ما بين الإخوان والسلفيين والليبراليين والعلمانيين وكل فصيل يري نفسه مؤهلا لقيادة المشهد رغم أن الجميع كانوا ضمن مواكب المهمشين الذين استبعدهم النظام السابق ما بين السجون والمعتقلات أو أدوار الكومبارس في مسرحية هزلية أو البعض ممن لحق بقطار الغنائم وكان له نصيب فيها[/size]..
[size=29]لم تشهد الساحة السياسية في مصر فصيلا واحدا طوال السنوات العجاف يمكن أن يقال إنه مارس العمل السياسي بقواعده وثوابته وأصوله.. وهنا ظهرت كل أمراض التهميش في غياب الوعي وقصور الرؤي وغياب لغة الحوار ورفض الآخر.. في مصر الآن تستطيع أن تكتشف كل أمراض الفكر والسلوك وللأسف أن النخبة كانت أكثر الأطراف والفصائل التي انتشرت بينها هذه الأعراض المؤسفة[/size]..
[size=29]في شهور قليلة تستطيع أن ترصد أكثر من اتجاه وأكثر من تيار وجميعها لا تجتمع علي شيء.. الإخوان والسلطة.. السلفيون ولعبة الأضواء.. الليبراليون وأوهام الزعامة.. العلمانيون والخطاب الغائب.. والجميع يسبح في متاهات الانقسام ولا يتوحد علي كلمة واحدة.. إن كل اتجاه من هذه الاتجاهات له حساباته التي يحكمها شيء واحد هو المصالح أما ما يسمي الوطن فهو خارج السياق تماما.. إن الانتخابات هي الحلم وليس مصالح المواطنين إن السلطة هي الهدف وليس إنقاذ السفينة وغرقت جميع الأطياف السياسية في مستنقع الانقسامات.. وهنا تجد تناقضات غريبة أن يجتمع السلفيون أخيرا في خندق واحد مع جبهة الإنقاذ المعارضة لكي تنطلق أمامها جبهة الضمير المؤيدة.. وفي الوقت الذي تتقطع فيه كل الجسور بين السلطة والمعارضة تجد صفقات أخري تتم بين السلطة والسلفيين لأنهم اقتربوا من المعارضة[/size]..
[size=29]هذه في تقديري مراهقة سياسية تؤكد غياب الوعي وعدم الحرص علي مصالح الوطن.. ماذا يعني إنشاء جبهة مؤيدة للرئيس مرسي تسمي جبهة الضمير وهو رئيس كل المصريين وهل المعارضة في جبهة الإنقاذ تفتقد الضمير أم أن كل ما في الأمر هو صراع علي المناصب والكراسي حتي لو غرقت السفينة[/size]..
< [size=29]في جانب أخر تبدو فوضي الفتاوي أمام صعود ساحق لرجال الدين في الساحة السياسية جعلتهم يتخلون عن ثوابتهم الدينية بكل أهدافها وأصولها ويتجهون للسياسة لأنها الآن سلاح من لا سلاح له.. إن من يتابع خطب الجمعة والأحاديث الدينية علي الفضائيات سوف يكتشف أن رجال الدين تحولوا إلي زعامات سياسية ولا أحد فيهم الآن يناقش قضايا الدين حاول أن تراجع الأحاديث وعن آخر مرة سمعت فيها أحد مشايخنا وهو يتحدث عن الأخلاق أو السلوك أو الفوضي أو الاعتداء علي أموال وممتلكات الآخرين.. حاول أن تتذكر أخر مرة سمعت فيها أحد مشايخنا يتحدث عن الرحمة والمحبة والحرص علي حقوق الناس.. حتي عذاب القبر الذي كان دائما حديثا محببا لمشايخنا في العهد البائد لم يعد أحد يتحدث فيه الآن[/size]..
< [size=29]إن ديمقراطية الوعي الغائب والحوار المفقود لا تصلح الآن في زماننا إنها ديمقراطية العشوائيات التي يأكلها الفقر والجهل والأمية إنها ديمقراطية العصور الوسطي التي تسعي لعودة المجتمع إلي غيابات الجهل والتخلف لأن الفرق كبير جدا بين الإسلام عند محمد عبده والغزالي وشلتوت وخالد محمد خالد وعبد الحليم محمود والشعراوي والشطط باسم الإسلام عند الظواهري وبن لادن.. أن للديمقراطية أصولها وثوابتها ولا يمكن أن نبني مجتمعا ديمقراطيا مع شعب لا يؤمن بالحوار ولا يعترف بالرأي الآخر ويقتل المعارضين ويفتك بالمخالفين.. لا يمكن أن تقوم الديمقراطية في مجتمع نصفه لا يقرأ ولا يكتب والنصف الآخر لا يجد طعام يومه.. ولهذا خرج علينا أصحاب المصالح يريدون ديمقراطية جديدة وغريبة وشاذة إنهم يتحدثون عن الثورة وهم أول من سرقها وبدأوا مع المعارضين رحلة استبداد جديدة إنهم يتحدثون عن العدالة وهم يمارسون أسوأ وأحط أنواع الظلم أنهم يتحدثون عن الرأي الأخر وهم لا يعترفون بحقوق الآخرين[/size]..
[size=29]أننا جميعا شركاء في الخطيئة.. نحن أبناء مناخ واحد مهما كانت درجة التفاوت بيننا في الفكر والوعي والثقافة الا أننا شربنا زمنا طويلا ماء ملوثا برائحة القمع والاستبداد ومن لم يدخل السجون منا أقام لنفسه سجنا.. نحن أبناء ثقافة واحدة هي ثقافة التأليه والنفاق والمتاجرة ومن خرج علي هذا السياق كان مصيره معروفا.. نحن أبناء العشوائيات الفكرية والاجتماعية والسلوكية ومن أراد أن يؤصل ذلك كان عليه أن يراجع ملفات الجرائم والشتائم والبذاءات والانحطاط الأخلاقي والسلوكي التي طفحت علي وجه المجتمع وأظهرت ما فيه من الأمراض والعلل[/size]..
< [size=29]في ظل هذا كله لم تكن الثورة رغم ما فيها من النبل والترفع قادرة علي أن تطهر هذا المستنقع الفكري والسياسي والسلوكي.. لقد ظهرت أمراض النخبة في كل مجالات حياتنا.. كان استبداد النخبة, التي تتحدث باسم الدين وأنانية المصالح, لدي النخبة التي تدعي التنوير.. وهناك أطياف أخري لا نعرف متي تشكلت ومن أين جاءت وماذا تريد؟[/size]..
[size=29]والسؤال الذي ينبغي أن نجد الإجابة عليه: وما هو الحل؟.. في تقديري أن الحلول الجذرية تبدو صعبة للغاية إذا لم تكن مستحيلة وأن إصلاح الدمار الذي لحق بالعقل المصري بكل فئاته مهمة مستحيلة لأننا أمام أجيال نشأت وكبرت من خلال منظومة فيها جوانب كثيرة من الخلل والتردي ولهذا فإن المهمة الأولي لمن يريد أن يصلح أن يبدأ بالمدرسة وينتقل إلي المستشفي وبينهما سلوكيات الناس في الشارع[/size]..
[size=29]إن المطلوب الآن أن ننتظر علي الأجيال الصغيرة القادمة لأن نظام التعليم الحالي بكل مراحلة يقدم لنا عقولا مشوهة في كل شيء وهنا ستكون مهمة البناء مهمة مزدوجة ما بين طفل يتعلم وأستاذ يعلم بحيث لا ينقل الأستاذ ميراثه من الأمراض إلي أجيال قادمة.. إن التعليم هو أول مدارس الديمقراطية الصحيحة القائمة علي الرأي والحوار أما الديمقراطية التي نمارسها الآن بلغة المتاحف فهي لا تصلح لهذا الزمن ولن تبني الوطن الذي نريد[/size]..
< [size=29]كنا في زمان مضي نقول إن العقل السليم في الجسد السليم وللأسف الشديد أننا أفسدنا الاثنين معا وهنا لابد من الاهتمام بصحة الإنسان لأنها أساس قواه العقلية والفكرية إن البدن المريض لا يمكن أن يفكر بطريقة سليمة وفي مصر الآن أعلي نسب الأمراض في العالم ابتداء بفيروس سي وانتهاء بضغط الدم ومن يريد أن يعرف الحقيقة عن صحة المصريين فليسأل منظمة الصحة العالمية ومراكز الأبحاث الدولية والمحلية.. إن أقل بنود الميزانية المصرية هي الصحة والتعليم وهما أساس الإصلاح السياسي والفكري والسلوكي[/size]..
< [size=29]نأتي بعد ذلك إلي الإنسان المصري الذي تخلي تماما عن مقومات شخصيته وسلوكه وما يحدث في الشارع الآن يؤكد أننا نعيش في وطن بلا دولة وهذه كارثة كبري.. لابد أن تعود هيبة الدولة إلي كل بيت وكل شارع.. لقد أطلقت الثورة سراح المصريين ولكنها لم تكن دعوة للفوضي.. لم يعد الإنسان المصري يحمل أمراض الخوف ولكن ينبغي ألا يحمل أمراض العبث والاستهتار والفوضي وعدم الاحساس بالمسئولية.. مطلوب أجيال جديدة تتعلم الحرية الصحيحة والديمقراطية الحقيقية في ظل رعاية صحية تحفظ قدرات الإنسان.. ودوله تحمي الحقوق وتحافظ علي الأمن والاستقرار أما ديمقراطية الانقسامات والمعارك وتصفية الحسابات التي نراها الآن فقل عليها وعلينا السلام لأنها لن تبني الوطن الذي نريد[/size]..
[size=29]ديمقراطية الياقات المنشـّـاه لا تصلح للثورات وفي ظل الفقر والجهل والأمية والأجساد المريضة لا مكان للحوار.. ولا قيمة للرأي الأخر[/size].
(( إن لم يكن شعري كعهدي به
فحسنك الشعر الذي أهوي ))
م . منسي
فحسنك الشعر الذي أهوي ))
م . منسي
للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل
يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى