الفيس بوك.. ساحة الصراع الجديدة بين الإسلاميين والعلمانيين!

اليوم وبمجرد الضغط على مفاتيح الكمبيوتر يمكنك أن تتجول كيفما تشاء في دول العالم لتعرف كل الأسرار التي كانت في الزمن القريب من المحرمات كما لو كانت أسرار الجيش، والآن صار من حقك أيضا أن تكوِّن لنفسك مجموعة على الفيس بوك شعارها "نحن إسلاميون علمانيون وفخورون بذلك".. هذا هو الجيل الجديد من الشباب العربي.

مجلة فورين بوليسي الأمريكية في ملفها الشهري رصدت المناقشات الساخنة التي تتم بين الشباب العربي عبر الفيس بوك، وقالت: إن التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط ظهر في مناقشة أمور كانت حساسة للغاية حتى وقت قريب مثل الديمقراطية والإسلام، هذه السخونة هي التي دفعت الشباب إلى التحدث عبر أسماء مستعارة خوفا من قمعهم فالفيس بوك أصبح محطة رئيسية للتحاور بين الشباب في كثير من القضايا وعلى رأسها الدين حيث يدخل العلمانيون في نقاشات حادة مع الإسلاميين المتشددين وكل منهم متمسك برأيه ويروج له فلم يعد الكمبيوتر قاصرا فقط على تحميل الأغاني والأفلام وإنما تحوَّل الفيس بوك لساحة حرب وكل من الفريقين يقتبس ما يعزز من موقفه في مواجهة الآخر.

وذكرت المجلة أسماء للجروبات على الفيس بوك خاصة بالإسلاميين المتشددين مثل الروحي والسياسي والمحافظين والنضال وكلها مضادة لمجموعات أخرى مثل اليوم العالمي لخلع الحجاب.. وتفرغت جميعها للهجوم على أفكار بعضهم البعض في قضايا تشهد جدلا في أوساط المجتمع مثل الفتاوى والختان وهي القضية التي أثارت جدلا كبيراً فيما بين العلماء والأطباء ولم تحسم حتى الآن وأصبحت هذه القضية تناقش على مستوى واسع بين الشباب على الفيس بوك، كذلك احتلّت خطبة الجمعة وحقوق الإنسان المساحة الأكبر في هذه المناقشات الساخنة التي كانت ممنوعة ثم أصبحت تناقش بين المتخصصين ووصل الأمر إلى أن تناقش بين الشباب ومن دون محاذير. واعتبرت المجلة ذلك تعبيرا عن جيل جديد له أفكار مختلفة يريد التعبير عنها ولا يجد وسيلة سوى الكمبيوتر والفيس بوك الذي تمكنه من طرح أفكاره بحرية ومن دون أي ملاحقات.

الفيس بوك.. ساحة الصراع الجديدة بين الإسلاميين والعلمانيين! 471382065

الفيس بوك.. ساحة الصراع الجديدة بين الإسلاميين والعلمانيين! 471382065

"عمرو علي" طالب في طب أسنان من الطبقة المتوسطة ويستخدم الفيس بوك بكثرة، أعرب عن اندهاشه الشديد من أن يضم فيس بوك واحد يدعو للعلمانية أكثر من 22000 عضو واعتبر أن ذلك جاء بسبب الشعارات المضللة التي تنجح في استقطاب الشباب إليها، قائلا أنه استطاع هو وزملاؤه الدخول في مناقشات مع شباب غربي من خلال الفيس بوك حاولوا من خلاله إلغاء القوالب النمطية الغربية عن الإسلام عن طريق إبراز الصورة الصحيحة له عبر المفكرين الإسلاميين المعتدلين من الشباب مثل "عمرو خالد". ويحكي "عمرو" أن صديقا له في أمريكا فاجأه بسؤاله: "هل أنت بصفتك مسلم عضو في تنظيم القاعدة؟!"

وأكد عمرو أنه على صفحة الفيس بوك الواحدة من السهل الوصول إلى المسلمين المثقفين في الشرق الأوسط لتتناقش معهم في أي قضية وبأي لغة وهذه هي المنفعة الوحيدة التي حصلنا عليها من الغرب، وبعد أن وصلنا إلى هذا السن يجب أن نستفيد من التطور والتقدم ونعمل على الدفاع عن ديننا الذي يواجه مخاطر كثيرة وسوف نسأل عنه يوم القيامة ويجب أن نستغل الطاقة والإبداع لدينا في تغيير العالم مشيرا إلى أن النساء هن الأكثر تجاوبا معهم على الفيس بوك؛ لأن المرأة بطبعها لديها عاطفة قوية تجاه الإسلام لذا تجد النسبة الأكبر من العلمانيين من الرجال وأشار إلى أنه لجأ إلى ترجمة صفحة الفيس بوك إلى الفرنسية من أجل استقطاب عدد أكبر من الشباب الغربي لينقل لهم الفكر الصحيح للإسلام مؤكدا أن الدين لم يكن مجال المناقشة الوحيد بل هناك قضايا تعني الشباب أيضا مثل البطالة والجلوس على المقاهي وغير ذلك.

الفيس بوك.. ساحة الصراع الجديدة بين الإسلاميين والعلمانيين! 599274599

الفيس بوك.. ساحة الصراع الجديدة بين الإسلاميين والعلمانيين! 599274599

على الجانب الآخر يقول "وليد كريم" طالب جامعي أن الشباب يلجأ إلى الفيس بوك لعدم وجود دور فعال له في المجتمع فهو لا يؤخذ رأيه في أي شيء حتى ولو كان متعلقا بمستقبله، مضيفا أن مناقشة قضايا حساسة مثل الديمقراطية في مصر أو طرح سؤال مصر رايحة فين؟ لا يمكن أن تتم بشكل مباشر لذا كان لا بد من خلق عالم افتراضي نناقش فيه كل مشاكل بلادنا من دون خوف أو عودة إلى العصور المظلمة. وأشار إلى أنه بسبب عدم التطبيق الفعلي للديمقراطية يتجه الشباب للتدين وتحرص الفتيات على ارتداء الحجاب ووضع الشعارات الدينية في الشوارع التي تزيد من الوعي الديني فقد تخلى الشباب عن السياسة مقابل الدين وهذا هو حال الطبقة المتوسطة ليس في مصر فقط بل في منطقة الشرق الأوسط عامة.

وفي نهاية التقرير أشارت المجلة إلى أن الفيس بوك أصبح في صلب المعركة الدائرة حول الدين والتأثير في مسار الإسلام وعلاقاته مع الغرب مؤكدة أن هذا النقاش على الإنترنت يصعب أن يؤدي إلى أرضية مشتركة بين العلمانيين والمتدينين فرغم وجود نقاط تشابه فإن الوصول إلى أرضية مشتركة أمر بعيد المنال خاصة وأن كثيرا من الشباب المتدين متمسك بموقفه ويتوق إلى الحكم الإسلامي وهو ما يتعارض مع الفكر العلماني المتحرر ليبقى الجدل والمناقشات على الفيس بوك بين الطرفين.

:ورده واحد: :ورده واحد:
تسلم ايدك
فى انتظار المزيد
ميدو المصرى

الفيس بوك.. ساحة الصراع الجديدة بين الإسلاميين والعلمانيين!

الفيس بوك.. ساحة الصراع الجديدة بين الإسلاميين والعلمانيين!

رد: الفيس بوك.. ساحة الصراع الجديدة بين الإسلاميين والعلمانيين!