تعالى اشطفها
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

(ستة الوان)

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

so fashel
so fashel

عضو مجتهد
عضو مجتهد

المشاركات المشاركات : 181
الوظيفة الوظيفة : موظف فى مزيكا ايجى

مُساهمةso fashel الأحد 20 سبتمبر 2009 - 12:00


ستة ألوان " قصة قصيرة "

1 ـــ رمادي ...

استيقظت مذعورة ، كعادتي كل صباح ، عندما يخنق السعال طفلي بأصابعه الشرسة ، حملته بين ذراعيّ هززته قليلاً ، بللت فمه بقطرات من الماء محاولة مساعدته على طرد البلغم المتشبث بخلايا حنجرته ، امتدت الزرقة حول عينيه الجميلتين وفمه الصغير ، يرافقها صوت المؤذن في الجامع الكبير الملاصق لبيتنا : ــ (( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )) أخوكم المرحوم ياسين الحداد ، انتقل إلى رحمة الله تعالى . الصلاة على الجنازة الساعة السابعة .

تشنجت يد طفلي الممتدة إلى أنفه في محاولة يائسة لدفع الهواء إليه . يتابع المؤذن :

ــ (( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة )) ... الفاتحة .

ارتديت ملابسي بسرعة ، وخرجت قاصدة طبيبة الحي ..


2 ـــ أبيض ...

كان الصباح الربيعي يبسم في عيون الأطفال المتجهين إلى مدارسهم ، بقلوب تتقافز فرحاً وخطوات ترقص لمستقبل قادم من بعيد ، الشرائط الحمر والبيض في شعور الفتيات تضحك لزهرات المشمش الصغيرة في أوّل تفتحها .

الصبيان يتراكضون في مرح مشاكس ، يسبقون الزمن المقيت ، وأنا أحث الخطى حاملة طفلي باتجاه الساحة التي تبدو مزدحمة على غير العادة في الصباح الباكر .

عند بيت محمود السعيد كانت سلال الورد تقف في الطابور ، وابنه الشاب حسن يغسل السيارة ويلمعها استعداداً لزفة العروس هذا المساء ، أطلت أم حسن من النافذة ، نادت ابنها :

ــ أريدك أن تذهب إلى السوق ، ما زال لدي الكثير من الأعمال . والتفتت إلى المستخدمة التي كانت تنظف النوافذ ، أعطتها ملحوظة صغيرة بصوت عال ورفيع .. ودلفت إلى البيت .


3 ـــ أخضر ...

عندما وصلت إلى الساحة المتفرعة إلى أربع جهات ، كانت الزمامير تعلو صاخبة والأعلام الخضراء والحمراء تزين السيارات ، وأعواد الورد والغار في أيدي الصغار المحتشدين لاستقبال زائر بيت الله الحرام ، كان الحاج محمد بلحيته البيضاء ، وقامته المهيبة يتوسط مستقبليه ، بينما فرقة السيف تقوم باستعراض راقص على أنغام المزاهر والدفوف ، بإيقاع منتظم بسيط ...

صوت قائد الفرقة ينادي : الفاتحة على روح النبي ، وعقبال العودة .

سارت قافلة المستقبلين شرقاً ، تداخلت أصوات الراقصين الفرحة بعودة الحاج مع صوت نائح :

ــ الفاتحة على روح المرحوم .

وعلا صوت قائد الفرقة الذي أصبح بمحاذاة القافلة التي تشيع المرحوم باتجاه الغرب :

ــ الفاتحة على روح النبي .








4 ـــ أصفر ...

عركت الطبيبة هند عينيها من آثار النوم وتمطت ، أخذت الطفل من يدي ، فحصت الصدر بسماعتها و بكسل واضح ، نقلت خطوة متثاقلة باتجاه النافذة ، نظرت إلى البعيد ، لم يكن الطفل ولا أنا ما تنظر إليه :

طفلك بحاجة إلى أوكسجين , الأفضل نقله إلى المشفى سأعطيه مهدئاً ، لا أستطيع عمل شيء له .

قلبي ينتفض بين ضلوعي ، الصفرة تغطي وجه طفلي ، يداه الصغيرتان المرتعشتان استسلمتا ، وارتمتا بعيداً عن صدري ...


5 ـــ أحمر ...

كانت أغرودة طويلة تمدّ عنقها الأفعواني من نافذة إحدى غرف المشفى ، تبعتها أخرى حلزونية منكمشة ، وثالثة كصافرة إنذار ..

صالة الاستقبال متخمة بباقات الورد الملونة التي يرقص الربيع في أجفانها الناعسة ، وتضج البهجة في وجناتها ..

استقبلتني الموظفة بابتسامة عريضة :

ــ إنه أول مولود لمدير المنطقة جاءه بعد سبع سنوات ...

ــ طفلي يعاني من تشنج في القصبات ، الزرقة تحتل وجهه وهو بحاجة لأوكسجين .

ــ لم يأت الطبيب بعد !

ــ الطبيب المقيم ؟

ــ في الخارج ...

أغرودة عالية تشق صدري .. سعال ، ضحكات ، تشنج صدر طفلي بقسوة ، اختلج بين يدي ، اجتاحه عرق بارد ... و ... تصرخ حنجرتي الذبيحة :

ــ أرجوكم أوكسجين .

ــ سيأتي الطبيب في التاسعة .

طفلي يتمتم بصعوبة : ما ...


6 ـــ أسود ...

أنكفئ على درجات المشفى محتضنة طفلي محاولة إرجاعه إلى رحمي .. ! أصوات تدق رأسي بمطرقة نحاسية عتيقة ، أحذية ملمعة .. دفوف .. مزاهر .. طبول .. أغاريد .. صوت المؤذن : الفاتحة على روح .... خطوات أنيقة تطرق البلاط الناعم :

ــ ماذا تفعلين هنا أيتها السيدة ؟

أغص بالكلمات فتخرج تمتمة مبهمة من بين شفتي .

وجه الطبيب الشمعي المصقول يطالعني بابتسامة باردة مشيراً إلى الطفل : ما به ؟

ــ طفلي كان ... بحاجة ... للأوكسجين .

يمد يده المنشاة إلى شعره الأملس :

ــ آ ... على كلٍ هدئي من روعك لا يوجد لدينا في المشفى سوى حاضنة ، شُغلت هذا الصباح بابن مدير المنطقة ..تعلمين ... المشفى ذو إمكانيات متواضعة .

تستمر الدفوف .. دقات القلب تعلو .. تطرق أذني .. أعلام سوداء نساء متشحات بالسواد ... وباقات الورد في كل مكان !!

(تمت)


مع تحيات

ورد المنى
The Bigest Hacker
The Bigest Hacker
VIP™
VIP™
المشاركات المشاركات : 546
الوظيفة الوظيفة : Hack

مُساهمةThe Bigest Hacker الأحد 20 سبتمبر 2009 - 17:34

هذة قصة اكثر من مميزا و نرجو منك المزيد
*romantic angle*
*romantic angle*
VIP™
VIP™
المشاركات المشاركات : 442
الوظيفة الوظيفة : Just Student Girl

مُساهمة*romantic angle* الإثنين 21 سبتمبر 2009 - 12:42

بجد انتى مبدعه
القصه روعه


(ستة الوان) 2u466nn
so fashel
so fashel

عضو مجتهد
عضو مجتهد

المشاركات المشاركات : 181
الوظيفة الوظيفة : موظف فى مزيكا ايجى

مُساهمةso fashel الأربعاء 30 سبتمبر 2009 - 20:43

انا شاب (ستة الوان) 842464



ورد المنى


يَآلتُِِّْ فْى شًِْرٌٍعًٍ آلمًحٍّبٌَِيَنْ قٌٍآنْوٍنْ*يَمًنْعًٍ حٍّبٌَِيَبٌَِ لآيَفْآرٌٍقٌٍ حٍّبٌَِيَبٌَِتُِِّْة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل

يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة

التسجيل

انضم الينا لن يستغرق منك الا ثوانى معدودة!


أنشئ حساب جديد

تسجيل الدخول

ليس لديك عضويه ؟ بضع ثوانى فقط لتسجيل حساب


تسجيل الدخول

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى