اللهم إني صائم

مع إقبال شهر رمضان تهل علينا بشرى رائعة ، هذه البشرى هى خبر إعتقال ( إبليس وشركاه) ، وهذه البشرى نجدها فى الحديث اللى رواه البخاري ومسلم وهو قال رسول- صلى الله عليه وسلم- ( إذا دخل شهر رمضان فُتحت أبواب السماء وغُلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين) ، وهذه فى الواقع بشرى عظيمة لأن إبليس وشركاه ملهمش شغلانه غير إغواء البشر فلما ربنا- سبحانه وتعالى- يقولك على لسان نبيه –صلى الله عليه وسلم- إن الشياطين تسلسل فى رمضان يبأه ملكش حجه بقى ، ولكن تظل هناك مسألة وهي طلب لما الشياطين بتسلسل فى رمضان أمال الشرور والمعاصي اللى بنشوفها فى رمضان دي جاية منين ؟! وهو سؤال فكر فيه كل من حاول شرح الحديث الشريف ده وطلعوا بأراء مختلفة لكن اقوى حاجه لفتت نظري وهى ذكرها الإمام القرطبي ، إن يا جماعه موش شرط كل معصية يكون الشيطان وراها ، أينعم هو رأس البلاوي كلها ولكن هناك اعداء للنفس البشرية مع الشيطان أو إن صح القول جنود للشيطان بيستخدمهم ، لذلك كان بيقول أحد الشعراء كلاماً رائعاً ..
اني ابتليت باربع ما سـلطوا ................................. الا لشدة شقوتي و عنــــائي
ابليس والدنيا ونفسي والهوى .............................. كيف السبيل وكلهم اعدائي


يبقى إحنا ناسين حاجه مهمة إن إبليس شغال طول السنة وهو أفسد نفوس كثيرة ، وجعل نفوس كثيرة من نوعية ( الأمارة بالسوء) ، فلما بيهل رمضان علينا أينعم بيُسلسل إبليس هو وأعوانه ولكن ثمرة أعماله لا تسلسل ، فاللى فسدت نفسه حتظل نفسه طوال شهر رمضان عماله تأمره بالسوء ، فتخليه يشوف أفلام منيلة بنيلة ، وتخليه ميصليش الفروض ، وتخليه ميصليش التراويح ، وتخليه ميقراش القرأن ، كل ده فى رمضان مرده إلى النفس الأمارة بالسوء موش إلى الشيطان ، وإن كان فى الأصل هى فسدت من الشيطان قبل ما يُسلسل ، لكن هنا لما جاءت بشرى تسلسل الشياطين وكأنها فرصه لكل واحد صاحب نفس أمارة بالسوء أنه يحاول يقومها ويقودها لما فيه الخير بعيداً عن وسوسة الشيطان .


إذن إعتقال إبليس فى رمضان هو فرصة حقيقية للناس إنها تُصلح من نفسها ، وهى فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في العام ، فإبليس وجنودة شغالين طوال السنة موش بيتهدوا ومازالت حاضرة فى كل لحظة فى ذهن إبليس الموقف المصيري اللى حدث فى الملأ الأعلى عندما رفض السجود لأدم -عليه الصلاة والسلام – وقال فى نهاية حواره المتكبر مع الله- سبحانه وتعالى – ((قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ )) لذلك كان الرد الفوري الإلهي جاهز (( قال فالحق والحق أقول (84)لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين (85) )) والأيات من صورة (ص) ، إذن مصير إبليس معروف فى جهنم وكذلك مصير أتباعه ، فإبليس كفر بالله -عزوجل – ولذلك فإن غاية إبليس الكبرى هى كفر البشرية كلها فلو موصلش لده يخش على الكبائر موصلش لدي يخش على الصغائر ، وهكذا فى سلسلة من الحروب المتوالية على بنى أدم ، ورغم ذلك اعطي الله – عز وجل – بنى ادم السلاح الفوري المقاوم بل والقاتل للشيطان المتمثل فى القرأن الكريم و المنهج النبوي المؤيد بنور الوحي الذى جاء به النبي- صلى الله عليه وسلم – ولذلك فرمضان فرصة كبيرة تكون فيها الشياطين مسلسلة والطريق مفتوح إلى الجنة ، يله بينا ننتهز هذه الفرصة ومنسبش الشهر ده يمر هكذا دون أن نكون من المستفيدين .