الإغماء..............عندما يفقد الإنسان مبررات وجوده.

الإغماء!
الصدمة!!

في هذا العالم المثالي....الذي أحلم به
كل شيء يبدو لي مبهما كلغز....لأني أجهل الأسرار و كذلك التعاويذ
في هذا العالم المميت....كل شيء يبدو أزليا لا متناهي
لكن في الحقيقة لا شيء يؤبد....كم من الآلام و المآسي
عندما تجتاحني رغبة في الموت كسرطان
رغبة جارفة للرحيل
في هذا العالم الموحد...أين كل شيء مجرد وهم...أين يهيمن الفزع و الصدمة
أجد نفسي بدون مرجعية أو ثوابت....بدون منبر...لأنه لم يعد هناك أفق
عندما يكون الغراب دليلا...
في هذا العالم المتأجج بالإختلاف وبالنفاق و كذلك بالأنانية....أين يهيمن الإكتئآب وثقافة الجسد
لا مفر من الإغماء....كرد فعل
لا شيء يثير الحماسة....كل شيء منسي....كقبر... كقطعة أثاث قديمة
منذ بداية مغامرتي الغريبة في هذا العالم...لطالما أطرح الكثير من الأسئلة عبثا
أين يصبح الجهل بالأجوبة قطعة من العذاب...و تصبح الحقيقة غاية بعيدة كامرأة حسناء
بينما و أنا أبحر في الوحدة التي لا مفر منها...كمنهج حياة...فقدت بصري في سراب البيداء
فجأة وقعت في بئر بدون قاع....يمثل أكذوبة بدون نهاية
غصت في أعماق المحيط و عندما خرجت منه.. رفعت عيناي إلى السماء...ضباب الإيديولوجيات يحجب الرؤية... لأكتشف عالما من الدماء...مدن ظالمة...حروب ..أين يسود قانون الغاب..و اكتشفت المأساة
التي تتسم بالشمولية...التي يمكن النظر إليها من جوانب مختلفة ومتعددة... كماسة
كلما أنظر إلى هذه السماء الملبدة بالغيوم...بدون أفق.....أحاول عبثا أن أفر من قدري المخيف!
أين استلمت رسائل عدم اليقين...في رحلة البحث اليائسة....في عالم يتوق فيه الرجال إلى المجد عبثا
تعطينا الحياة القوة...و لكنها تحول الرجال إلى مجانين
منذ الولادة... تصبح كل فوضى خطرا
كل حركة تهديدا....كل ابتسامة أكذوبة..و يصبح الحق في التفكير بدعة
كل ابتساماتي كاذبة...لأني لم أؤمن يوما بالصداقة....لأنه في هذا العالم الذي تحكمه المصالح
لا يوجد صديق دائم...ولا عدو دائم...بل مصالح دائمة
محكوم علينا بالبقاء في هذا العالم الموحش...أين يسكن الخوف والبرد...لا مفر
أين يصبح الطموح مستحيلا كالحلم....أيقنت أخيرا أنني لكي أنسى تساؤلاتي العابثة
علي اللجوء إلى النوم حتى أفيق الصباح....كنوع من الحلول الترقيعية لكي ابتعد عن الحقيقة المطلقة التي تتحكم في اللا نهائي و تهيمن على المقدس
عند حلول الظلام...تبدأ رحلتي...لأني أجد نفسي في الأحلام فقط...لأتخلص من الواقع الذي يعذبني
أنا على حافة الهاوية بسب جريمة التفكير....غير قادر على الحركة كتمثال برونزي مجسدا جمود الزمن غير القابل للتعريف
محاط بخطاياي و ندماتي التي تضغط علي كصخرة لتحصي شهواتي
متى يتقضى الوقت؟...متى ينتهي التاريخ؟...إلى يومنا هذا ما زلت أتساءل عن الحكمة من وجود هذه الحياة
الإغماء...عندما يفقد الإنسان مبررات وجوده..!
و لكن رغم كل شيء لا زلت أصلي..
أملي الوحيد هو الصدفة...في عالم تتحكم فيه الحتمية والمنطق
أملي أن يصبح هذا العالم يوما ما أعمى...!
و لكن ماذا يمكن أن أرى لو كنت أعمى..؟
محاط بنظرات الآخرين في العتمة....خائفا من أن يسرق قدري....
هم في كل مكان..يتواجدون حيث أتواجد..هم بعيدين قريبين
أستطيع أن أسمعهم...لا يقولون شيئا...صامتون..أستطيع أن أسمع ضجيج صمتهم!
هذا العالم يمكن أن يجسد في لو حة فنية تجريدية ....لوحة معقدة...غير مفهومة.. كجملة مركبة،
كتعويذة فرعونية...مثل لوحات دافانسي
تجعلني أصدم بالحيرة التي شكلت رحلتي...حيرة من الجمال الذي أبهرني...غير القابل للمس
فجأة ظهر لي قصر في الصحراء المميتة،لا بوصلة تهدي...لأجد مفتاحا في الرمال.. منسي يمكن أن يقودني إلى ندماتي في ماض مليء ببهجة الحياة
القلق يزعجني..فجأة لمحت ظلا يتربص بي، ينظر إلي نظرات غريبة وأوصاني بأن أواجه ما يسمى"الحقيقة"
ماشيا في رحاب الآثار و الأطلال كسائح متشرد في البقاع......لأكتشف الجنة وجهنم مجتمعان معا.....في هذا العالم المثير
إضافة إلى النجوم....هذا الكل يشكل ما يسمى"الحياة".
مرهق من الرحلة...أحس و كأني ضحية الأيام...في هذا العالم المزدوج المعايير...
أين تسيطر الثنائيات التاريخية...الحرب و السلم...الخير و الشر..الجنة والنار
الدين و اللادين...أين الطريق الثالث؟...لماذا يؤمن الإنسان بالثنائية؟...أين يكمن الإختلاف...في هذا العالم الذي يبتعد عن البساطة ...تزدهر فيه الأكاذيب وكذلك الأساطير
في هذا العالم أبحث عن صوتي عبثا......ألم بدون نهاية....لا جدوى

ماذا فعلت لأصاب باللعنة؟...ما هو ذنبي؟..أهي طبيعتي الإنسانية الفطرية ؟..أهي الصدمة الحضارية؟
لا أعرف إلى أين أذهب!...فلم يعد لي مكان في هذا العالم...لا أفق..
كلما حالفت أرضا أنكرتني خطواتي!
تحطمت آمالي...لا مفر من الرذيلة كنوع من الإنتقام.
لا أحبذ البقاء في هذا العالم...سأطرق أقرب باب...محطتي التالية اللانهائي
إبحار رغم غياب الرياح....بعيدا عن الأراضي المقدسة.......لكي أجد السلم والهدوء المنشودين...بعيدا عن ضوضاء الحياة الدنيا الفانية
يقولون: إذا أردت السلم والسكينة...يجب أن تحترف القتل
و لكن الموت أهون عندي..من الهوان..
لاخوف....لا رعب..
سأنتظرهطول المطر ليغسل سموم البشر..كنهاية للوباء البشري
سأغمض عيناي للمرة الأخيرة
لا خوف!...لأني أعيش في الظلام......كالذئاب
لا رعب!......لأني أعيش في الظل.....كخفاش
الإغماء!.......in the zone

سلمت يداكي علي التوبيك الاكثر من رائع

حقيقي روعة تسلم الايادي

ودائما في تقدم وتميز

نتمني رؤية الاكثر والاروع

تحياتي لك

wolf man

الإغماء..............عندما يفقد الإنسان مبررات وجوده.

الإغماء..............عندما يفقد الإنسان مبررات وجوده.

رد: الإغماء..............عندما يفقد الإنسان مبررات وجوده.