تعالى اشطفها
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تاريخ ابن خلدون

4 مشترك

صفحة 3 من اصل 3 الصفحة السابقة  1, 2, 3

اذهب الى الأسفل

تاريخ ابن خلدون - صفحة 3 Empty رد: تاريخ ابن خلدون

مُساهمة من طرف محمد منسى الأربعاء 14 مايو 2008 - 11:44

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

وفاة تورون وإمارة ابن شيرزاد
وفي المحرم من سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة مات تورون ببغداد لست سنين وخمسة أشهر من إمارته وكان ابن شيرزاد كاتبه أيامه كلها وبعثه قبل موته لاستخلاص الأموال من هيت‏.‏ فلما بلغـه خبـر الوفـاة عـزم على عقد الإمارة لناصر الدولة بن حمدان فأبى الجند من ذلك واضطربوا وعقدوا له الرياسة عليهم واجتمعوا عليه وحلفوا وبعـث إلـى المستكفـي ليحلـف لـه فأجابـه وحلـف له بحضرة القضاة والعدول‏.‏ ودخل إليه ابن شيرزاد فولاه أمير الأمراء وزاد في الأرزاق زيـادة متسعـة فضاقـت عليـه الأموال فبعث أبا عبد الله بن أبي موسى الهاشمي إلى ابن حمدان يطالبه بالمحال ويعده بإمارة الأمراء فأنفذ إليه خمسمائة ألف درهم وطعاماً‏.‏ وفرقها في الجند فلم تكف ففرض الأموال على العمال والكتاب والتجار لأرزاق الجند ومدت الأيدي إلى أموال الناس وفشا الظلم وظهرت اللصوص وكبسوا المنازل وأخذ الناس في الخلاص من بغداد‏.‏ ثم استعمـل على واسط نيال كوشه وعلى تكريت الفتح السيكري فسار إلى ابن حمدان ودعا له شكراً فولاه عليها من قبله‏


((  إن لم يكن شعري كعهدي به


فحسنك الشعر الذي أهوي   ))


م . منسي
محمد منسى
محمد منسى

عضومميز
عضومميز


المشاركات المشاركات : 3296

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل


تاريخ ابن خلدون - صفحة 3 Empty رد: تاريخ ابن خلدون

مُساهمة من طرف محمد منسى الخميس 15 مايو 2008 - 15:39

المصاف الأول بين بركيارق محمد وقتل كوهرابين والخطبة لمحمد
ثم سار بركيارق من بغداد إلى شهرزور لقتال أخيه محمد واجتمع إليه عسكر عظيم من التركمـان وكاتبـه رئيـس همـذان بالمسير إليه فعدا عنه ولقي أخاه محمداً على فراسخ من همذان ومحمـد فـي عشريـن ألـف مقاتـل ومعه الأمير سرخو شحنة أصبهان وعلى ميمنته أمير آخر وابنه أياز وعلى ميسرته مؤيد الملك والنظامية‏.‏ ومع بركيارق في القلب وزيره أبو المحاسن وفـي ميمنتـه كوهرابيـن وصدقـة بـن مزيد وسرخاب بن بدر‏.‏ وفي ميسرته كربوقا وغيره من الأمراء‏.‏ فحمـل كوهرابين من ميمنة بركيارق على ميسرة محمد فانهزموا حتى نهبت خيامهم‏.‏ ثم حملت ميمنة محمد على ميسرة بركيارق فانهزمت وحمل محمد معهم فانهزم بركيارق ورجع كوهرابين للمنهزمين فكبا به فرسه وقتل وافترقت عساكر بركيارق وأسر وزيره أبو المحاسن فأكرمه مؤيد الملـك وأنزلـه وأعـاده إلـى بغـداد ليخاطـب المستظهـر فـي إعـادة الخطبة للسلطان محمد ففعل وخطب له ببغداد منتصف رجب سنة ثلاث وتسعين‏.‏ وابتداء أمر كوهرابين أنه كان لامرأة نجوزستان وصار خادماً للملك أبي كاليجار بن سلطان الدولة‏.‏ وحظي عنده وكان يستعرض حوائج تلك المرأة وأصاب أهلها منه خيراً‏.‏ وأرسله أبو كاليجـار مـع ولـده أبـي نصر إلى بغداد فلما قبض عليه السلطان طغرلبك مضى معه إلى محبسه بقلعة طبرك‏.‏ ولما مات أبو نصر سار إلى خدمة السلطان ألب أرسلان فحظي عنده وأقطعه واسط وجعله شحنة بغداد وكان حاضراً معه يوم قتله يوسف الخوارزمي ووقاه بنفسه‏.‏ ثم بعثـه ابنـه ملك شاه إلى بغداد لاحضار الخلع والتقليد واستقر شحنة ببغداد إلى أن قتل ورأى ما لم يره خادم قبله من نفوذ الكلمة وكمال القدرة وخدمة الأمراء والأعيان وطاعتهم انتهى‏.‏

محمد منسى

عضومميز
عضومميز


المشاركات المشاركات : 3296

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ ابن خلدون - صفحة 3 Empty رد: تاريخ ابن خلدون

مُساهمة من طرف محمد منسى الخميس 15 مايو 2008 - 15:39

مصاف بركيارق مع أخيه سنجر
ولما انهزم السلطان بركيارق من أخيه محمد لحق بالري واستدعى شيعته وأنصاره من الأمراء فلحقوا به‏.‏ ثم ساروا إلى أسفراين وكاتب الأمير داود حبشي بن الترنطاق يستدعيه وهـو صاحب خراسان وطبرستان ومنزله بالدامغان فأشار عليه باللحاق بنيسابور حتـى يأتيـه‏.‏ فدخل نيسابور وقبض على رؤسائها ثم أطلقهم وأساء التصرف‏.‏ ثم أعاد الكتاب إلى داود حبشي بالاستدعاء فاعتـذر بـأن السلطـان سنجـر زحـف إليـه فـي عساكـر بلـخ‏.‏ ثـم سـأل منـه المـدد فسـار بركيارق إليه في ألف فارس وهو في عشرين ألفاً والتقوا بسنجر عند النوشجان وفي ميمنة سنجر الأمير برغش وفي ميسرته كوكر ومعه في القلب رستم‏.‏ فمحل بركيارق على رستـم فقتلـه وانهـزم أصحابـه ونهب عسكرهم وكادت الهزيمة تتم عليهم‏.‏ ثم حمل برغش وكوكر على عسكر بركيارق وهم مشتغلون بالنهب فانهزموا وانهزم بركيارق‏.‏ وجاء بعض التركمان بالأميـر داود حبشـي أسيـراً إلـى برغـش فقتلـه ولحـق بركيـارق بجرجـان ثـم بالدامغـان وقطع البرية إلى أصبهان بمراسلة أهلها فسبقه أخوه محمد إليها فعاد أسيرهم انتهى‏.‏

محمد منسى

عضومميز
عضومميز


المشاركات المشاركات : 3296

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ ابن خلدون - صفحة 3 Empty رد: تاريخ ابن خلدون

مُساهمة من طرف محمد منسى الخميس 15 مايو 2008 - 15:39

عزل الأمير عميد الدولة بن جهير ووفاته
قد ذكرنا أن وزير السلطان بركيارق وهو الأغر أبو المحاسن أسر في المصاف الأول بين بركيارق ومحمد وأن مؤيد الملك بن نظام الملك وزير محمد أطلقه واصطنعه وضمنه عمارة بغداد وحمله طلب الخطبة لمحمد ببغداد من المستظهر فخطب له وكان فيما حمله للمستظهر عزل وزيره عميد الدولة بن جهير‏.‏ وبلغ ذلك عميد الدولة فأرسل من يعترض الأغر ويقتله فامتنـع بعقـر بابـل‏.‏ ثـم صالحـه ذلـك الذي اعترضه وطلب لقاءه فلقيه ودس الأغر إلى أبي الغازي بن أرتق وكان وصل معه وسبقه إلى بغداد فرجع إليه ليلاً ويئس منه ذلك الذي اعترضه ووصـل الأغـر بغـداد وبلـغ إلـى المستظهـر رسالـة مؤيـد الدولـة فـي عـزل عميـد الدولـة فقبض عليه في رمضان من سنة ثلاث وتسعين وعلى إخوته وصودر على خمسة وعشرين ألف دينار وبقي محبوساً بدار الخلافة إلى أن هلك في محبسه‏.‏

محمد منسى

عضومميز
عضومميز


المشاركات المشاركات : 3296

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ ابن خلدون - صفحة 3 Empty رد: تاريخ ابن خلدون

مُساهمة من طرف محمد منسى الخميس 15 مايو 2008 - 15:41

المصاف الثاني بين بركيارق وأخيه محمد ومقتل مؤيد الملك والخطبة لبركيارق
قـد ذكرنـا أن بركيـارق لمـا انهزم أمام أخيه محمد في المصاف الأول سار إلى أصبهان ولم يدخلها فمضـى إلـى عسكـر مكـرم إلـى خوزستـان وجـاءه الأميـران زنكـي وألبكـي ابنـا برسـق‏.‏ ثـم سـار إلى همـذان فكاتبـه أيـاز من كبار أمراء محمد بما كان استوحش منه فجاءه في خمسة آلاف فارس وأغراه باللقاء فارتحل لذلك‏.‏ ثم استأمن إليه سرخاب بن كنخسرو صاحب آوة فاجتمع له خمسـون ألفـاً مـن المقاتلـة وبقـي أخـوه فـي خمسـة عشـر ألفـاً‏.‏ ثم اقتتلوا أول جمادى الآخرة سنة أربع وتسعيـن وأصحـاب محمـد يغـدون على محمد شيئاً فشيئاً مستأمنين‏.‏ ثم انهزم آخر النهار وأسر وزيره مؤيد الملك وأحضره عنـد بركيـارق غلـام لمجـد الملـك البارسلانـي ثـار منـه مولـاه فلمـا حضر وبخه بركيارق وقتله وبعث الوزير أبو المحاسن من يسلم إليه أمواله وصادر عليها قرابته في بغداد وفـي غيـر بغـداد وفـي بلـاد العجـم‏.‏ ويقـال كـان فيمـا أخـذ لـه قطعـة مـن البلخـش زنـة إحـدى وأربعين مثقالاً‏.‏ ثـم سـار بركيـارق إلـى الـري ولقيـه هنـاك كربوقـا صاحـب الموصل ونور الدولة دبيس بن صدقة بن مزيد واجتمعت إليه نحو من مائة ألف فارس حتى ضاقت بهم البلاد ففرق العساكر‏.‏ وعاد دبيـس إلـى أبيـه وسار كربوقا إلى أذربيجان لقتال مودود بن إسماعيل بن ياقوتا كان خرج على السلطـان هنالـك‏.‏ وسـار أيـاز إلـى همـذان ليقضـي الصـوم عنـد أهلـه ويعـود فبقـي بركيـارق فـي خـف من الجنود‏.‏ وكان محمد أخوه لما انهزم لجهات همذان سار إلى شقيقه بخراسان فانتهى إلى جرجـان وبعـث يطلب منه المدد فأمده بالمال أولاً‏.‏ ثم سار إليه بنفسه إلى جرجان وسار معه إلى الدامغان وخرب عسكر خراسان ما مروا به من البلاد وانتهوا إلى الري واجتمعت إليهم النظاميـة وبلغهـم افتـراق العساكـر عـن بركيـارق فأغذوا إليه السير فرحل إلى همذان فبلغه أن أياز راسـل محمداً فقصد خوزستان وانتهى إلى تستر واستدعى بني برسق فقعدوا عنه لما بلغهم مراسلة أياز للسلطان فسار بركيارق نحو العراق وكان أياز راسل محمداً في الكون معه فلم يقبله فسار من همذان ولحق بركيارق إلى حلوان وساروا جميعاً إلى بغداد‏.‏ واستولـى محمـد علـى مخلـف أيـاز بهمـذان وحلـوان وكـان شيئاً مما لا يعبر عنه‏.‏ وصادر جماعة من أصحاب أياز من أهل همذان ووصل بركيـارق إلـى بغـداد منتصـف ذي القعـدة سنـة أربـع وتسعيـن وبعث المستظهر لتلقيه أمين الدولة بن موصلايا في المراكب وكان بركيارق مريضاً فلزم بيتـه وبعـث المستظهـر فـي عيـد الأضحـى إلـى داره منبـراً خطب عليه باسمه وتخلف بركيارق عن شهود العيد لمرضه وضاقت عليه الأموال فطلب الإعانة من المستظهر وحمل إليه خمسين ألف دينـار بعـد المراجعـات ومـد يده إلى أموال الناس وصادرها فضجوا وارتكب خطيئة شنعاء في قاضي جبلة وهو أبو محمد عبد الله بن منصور‏.‏ وكان من خبره أن أباه منصوراً كان قاضياً بجبلـة فـي ملكـة الروم فلما ملكها المسلمون وصارت في يد أبي الحسن علي بن عمار صاحب طرابلـس أقـره علـى القضـاء بهـا‏.‏ وتوفـي فقـام ابنـه أبـو محمـد هذا مقامه ولبس شعار الجندية وكان شهماً فهم ابن عمار بالقبض عليه وشعر فانتقض وخطب للخلفاء العباسية‏.‏ وكان ابن عمار يخطـب للعلويـة بمصر وطالت منازلة الفرنج بحصن جبلة إلى أن ضجر أبو محمد هذا وبعث إلى صاحب دمشق وهو يومئذ طغتكين الأتابك أن يسلم إليه البلد فبعث ابنه تاج الملوك موري وتسلـم منـه البلـد وجـاء بـه إلـى دمشـق وبـذل لهم فيه ابن عمار ثلاثين ألف دينار دون أمواله فلم يرضوا بإخفار ذمتهم وسار عنهم إلى بغداد ولقي بها بركيارق فأحضره الوزير أبو المحاسن وطلبـه فـي ثلاثيـن ألـف دينـار فأجـاب وأحالهم على منزله بالأنبار فبعث الوزير من أتاه بجميع ما فيه وكان لا يعبر فكانت من المنكرات التي أتاها بركيارق‏.‏ ثم بعث الوزير إلى صدقة بن منصور بن دبيس بن مزيد صاحب حلب يطلب منه ألف ألف دينار متخلفة من مال الجباية وتهدده عليها فغضب وانتقض وخطب لمحمد وبعث إليه بركيارق الأمير أيـاز يستقدمـه فلـم يجب وبعث إلى الكوفة وطرد عنها نائب بركيارق واستضافها إليه‏.‏

محمد منسى

عضومميز
عضومميز


المشاركات المشاركات : 3296

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ ابن خلدون - صفحة 3 Empty رد: تاريخ ابن خلدون

مُساهمة من طرف محمد منسى الخميس 15 مايو 2008 - 15:43

استيلاء محمد على بغداد
قد ذكرنا استيلاء محمد على همذان في آخر ذي الحجة من سنة أربع وتسعين ومعه أخوه سنجـر‏.‏ وذهـب بركيـارق إلـى بغـداد فاستولـى عليهـا وأسـاء السيـرة بهـا وبلـغ الخبـر إلـى محمـد فسار مـن همـذان فـي عشـرة آلـاف فـارس ولقيـه بحلـوان أبـو الغـازي بن أرتق شحنته ببغداد في عساكره وأتباعـه‏.‏ وكـان بركيـارق فـي شـدة مـن المـرض وقـد أشـرف علـى الهلـاك فاضطـرب أصحابه وعبروا به إلى الجانب الغربي حتى إذا وصل محمد بغداد وترآى الجمعان من عدوتي دجلة ذهب بركيارق وأصحابه إلى واسط ودخل محمد بغداد وجاءه توقيع المستظهر بالانتقاض مما وقع به بركيارق وخطب له على منابر بغداد وجاءه صدقة بن منصور صاحب الحلة فأخرج الناس للقائه ونزل سنجر بدار كوهرابين واستوزر محمد بعد مؤيد الملك خطيب الملك أبا منصور محمد بن الحسين فقدم إليه في المحرم سنة خمس وتسعين انتهى‏.

محمد منسى

عضومميز
عضومميز


المشاركات المشاركات : 3296

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ ابن خلدون - صفحة 3 Empty رد: تاريخ ابن خلدون

مُساهمة من طرف محمد منسى الخميس 15 مايو 2008 - 15:43

المصاف الثالث والرابع وما تخلل بينهما من الصلح
ولم يتم ثم ارتحل السلطان وأخوه سنجر عن بغداد منتصف المحرم من سنة خمس وتسعين وقصد سنجـر خراسـان ومحمـد همـذان فاعتـرض بركيـارق خـاص الخليفـة المستظهر وأبلغه القبيح فاستدعـى المستظهـر محمـداً لقتـال بركيـارق فجـاء إليه وقال أنا أكفيكه‏.‏ ورتب أبا المعالي شحنة ببغـداد وكـان بركيارق بواسط كما قلنا فلما أبل من مرضه عبر إلى الجانب الشرقي بعد جهد وصعوبة لفرار الناس من واسط لسوء سيرتهم‏.‏ ثم سار إلى بلاد بني برسق حتى أطاعوا واستقاموا وساروا معه فاتبع أخاه محمداً إلى نهاوند وتصافوا يومين ومنعهما شدة البرد من القتال‏.‏ ثم اجتمع أياز والوزير الأغر من عسكر بركيارق وبلد أجي وغيرهم من الأمراء من عسكـر محمـد‏.‏ وتفاوضـوا فـي شكـوى مـا نـزل بهـم مـن هـذه الفتنـة ثـم اتفقوا على أن تكون السلطنة بالعـراق لبركيـارق ويكـون لمحمـد مـن البلـاد الحيـرة وأعمالهـا وأذربيجان وديار بكر والجزيرة والموصـل علـى أن يمـده بركيـارق بالعسكـر متـى احتـاج إليـه على من يمتنع عليه منها‏.‏ وتحالفا على ذلـك وافترقـا فـي ربيـع الأول سنة خمس وتسعين ثم سار بركيارق إلى ساوة ومحمد إلى قزوين وبـدا لـه فـي الصلـح واتهـم الأمـراء الذيـن سعوا فيه وأسر إلى رئيس قزوين أن يدعوهم إلى صنيع عنـده وغـدر بهـم محمـد فقتل بعضاً وسمل بعضاً وأظهر الفتنة‏.‏ وكان الأمير نيال بن أنوش تكين قد فارق بركيارق وأقام مجاهداً للباطنية في الجبال والقلاع فلقي محمداً وسار معه إلى الري وبلغ الخبر إلى بركيـارق فأغـذ إليـه السيـر فـي ثمـان ليـال واصطفـوا فـي التاسـع وكـلا الفريقيـن فـي عشـرة آلـاف مقاتـل‏.‏ وحمـل سرخاب بن كنجسر والديلمي صاحب آوة من أصحاب بركيارق على نيال بن أنوش تكين فهزمه وانهزم معه عسكر محمد وافترقوا فلحق قريق بطبرستان وآخر بقزوين ولحـق محمـد بأصبهـان فـي سبعيـن فارسـاً واتبعـه أيـاز وألبكـي بـن برسق فنجا إلى البلد وبها نوابه فلم ما تشعث من السور وكان من بناء علاء الديـن بـن كاكويـه سنـة تسـع وعشريـن لقتـال طغرلبك وحفر الخنادق وأبعد مهواها وأجرى فيها المياه ونصب المجانيق واستعد للحصار‏.‏ وجاء بركيارق في جمادى ومعه خمسـة عشـر ألـف فـارس ومائـة ألـف مـن الرجـل والاتبـاع فحاصرها حتى جهدهم الحصار وعدمت الأقوات والعلوفة فخرج محمد عن البلد في عيد الأضحى من سنته في مائة وخمسين فارساً ومعه نيال ونزل في الأمراء وبعث بركيارق في اتباعه الأمير أياز‏.‏ وكانت خيل محمد ضامرة من الجوع فالتفت إلى أياز يذكره العهود فرجع عنه بعد أن نهب منه خيلاً ومالاً وأخذ علمه وجنده إلى بركيارق‏.‏ ثم شد بركيارق في حصار أصبهان وزحف بالسلاليم والذبابات وجمع الأيدي على الخندق فطمه وتعلق الناس بالسور فاستمات أهل البلد ودفعوهم‏.‏ وعلم بركيارق امتناعها فرحل عنها ثامن عشر ذي الحجة‏.‏ وجمـر عسكـراً مـع ابنـه ملكشـاه وترشـك الصوالـي علـى البلـد القديـم الـذي يسمـى شهرستـان وسـار إلـى همـذان بعـد أن كـان قتـل علـى أصبهـان وزيره الأغر أبو المحاسن عبد الجليل الدهستانـي اعترضـه فـي ركوبـه من خيمته إلى خدمة السلطان متظلم فطعنه وأشواه ورجع إلى خيمته فمات وذهب للتجار الذين كانوا يعاملونه أموال عظيمة لأن الجباية كانت ضاقت بالفتن فاحتـاج إلـى الاستدانـة ونفـر منـه التجار لذلك‏.‏ ثم عامله بعضهم فذهب مالهم بموته وكان أخوه العميـد المهـذب أبـو محمـد قـد سـار إلى بغداد لينوب عنه حين عقد الأمراء الصلح بين بركيارق ومحمد فقبض عليه الشحنة ببغداد أبو الغازي بن أرتق وكان على طاعة محمد‏.‏

محمد منسى

عضومميز
عضومميز


المشاركات المشاركات : 3296

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ ابن خلدون - صفحة 3 Empty رد: تاريخ ابن خلدون

مُساهمة من طرف محمد منسى الخميس 15 مايو 2008 - 15:44

الشحنة ببغداد والخطبة لبركيارق
كـان أبو الغازي بن أرتق شحنة ببغداد وولاه عليها السلطان محمد عند استيلائه في المصاف الأول وكان طريق خراسان إليه فعاد بعض الأيام منها إلى بغداد وضرب فارس من أصحابه بعض الروحين بسهم في ملاحاة وقعت بينهم عند العبور فقتله فثارت بهم العامة وأمسكوا القاتل وجاؤوا به إلى باب النوبة في دار الخلافة ولقيهم ولد أبي الغازي فاستنقذه من أيديهم فرجموه وجاء إلى أبيه مستغيثاً وركب إلى محلة الملاحين فنهبها وعطف عليه العيارون فقتلوا مـن أصحابـه وركبـوا السفين للنجاة فهرب الملاحون وتركوهم فغرقوا‏.‏ وجمع أبو الغازي التركماني لنهب الجانب الغربي فبعث إليه المستظهـر قاضـي القضـاة والكبـا الهراسـي مـدرس النظاميـة بالامتناع من ذلك فاقتصر أبو الغازي أثناء ذلك متمسكاً بطاعة السلطان محمد‏.‏ فلما انهزم محمـد وانطلـق مـن حصـار أصبهـان واستولـى بركيـارق علـى الـري بعث في منتصف ربيع الأول من سنة ست وتسعين من همذان كمستكين القيصراني شحنة إلى بغداد‏.‏ فلما سمع أبو الغازي بعث إلى أخيه سقمان بحصن كيفا يستدعيه للدفاع‏.‏ وجاءه سقمان ومر بتكريت فنهبها ووصـل كمستكيـن ولقيـه شيعـة بركيـارق وأشـاروا عليـه بالمعاجلة ووصل إلى بغداد منتصف ربيع‏.‏ وخرج أبو الغازي وأخوه سقمان إلى دجيل ونهبا بعـض قراهـا واتبعهمـا طائفـة من عسكر كمستكين‏.‏ ثم رجعوا عنهما وخطب للسلطان بركيارق ببغـداد وبعـث كمستكيـن إلـى سيـف الدولـة صدقـة بالحلـة عنـه وعـن المستظهـر بطاعة بركيارق فلم يجـب وكشـف القنـاع وسـار إلـى جسر صرصر فقطعت الخطبة على منابر بغداد فلم يذكر أحد عليها من السلاطين واقتصر على الخليفة فقط‏.‏ وبعث سيف الدولة صدقة إلى أبي الغازي وسقمان بأنه جاء لنصرتهما فعدوا إلى دجيل وعاثوا في البلاد واجتمع لذلك حشد العرب والأكراد مع سيف الدولة وبعث إليه المستظهر في الإصلاح وخيموا جميعاً بالرملة وقاتلهـم العامـة وبعـث الخليفـة قاضـي القضـاة أبـا الحسـن الدامغاني وتاج رؤساء الرياسة ابن الموصلايا إلـى سيـف الدولـة بكـف الأيـدي عـن الفسـاد فاشترطـوا خروج كمستكين القيصراني شحنة بركيارق وإعادة الخطبة للسلطان محمد فتم الأمر على ذلك وعاد سيف الدولة إلى الحلة وعاد القيصراني إلى واسط وخطب بها لبركيارق فسـار إليـه صدقـة وأبو الغازي وفارقها القيصراني فاتبعه سيف الدولة‏.‏ ثم استأمن ورجع إليه فأكرمه وخطب للسلطان محمد بواسط وبعده سيف الدولة وأبي الغازي واستناب كل واحد ولده ورجع أبو الغازي إلى بغداد وسيف الدولة إلى الحلة وبعث ولده منصور إلى المستظهر يخطب رضاه بما كان منه في هذه لحادثة فأجيب إلى ذلك‏.‏ كانت الخطبة بالري للسلطان بركيارق‏.‏ فلما خرج السلطان محمد من الحصار بأصبهان بعث نيال بن أنوش تكين الحسامي إلى الري ليقيم الخطبة له بها فسار ومعه أخوه علي وعسف الرعايا‏.‏ ثم بعث السلطان بركيارق إليه برسق بن برسق في العساكر فقاتله على الري وانهزم نيال وأخوه منتصف ربيع من سنة ست وتسعين وذهب علي إلى قزوين وسلك نيال على الجبـال إلـى بغـداد وتقطـع أصحابـه فـي الأوعـار وقتلـوا ووصـل إلـى بغـداد فـي سبعمائـة رجل وأكرمه المستظهـر واجتمـع هـو وأبـو الغازي وسقمان ابنا أرتق بمشهد أبي حنيفة فاستحلفوه على طاعة السلطان محمد وساروا إلى سيف الدولة صدقة واستحلفوه على ذلك‏.‏ واستقـر نيال ببغداد في طاعة السلطان محمد وتزوج أخت أبي الغازي كانت تحت تاج الدولة تتش‏.‏ وعسف بالناس وصادر العمال واستطال أصحابه في العامة بالضرب والقتل‏.‏ وبعث إليه المستظهر مع القاضي الدامغاني بالنهي عن ذلك وتقبيح فعله‏.‏ ثم مع ابلغاري فأجـاب وحلـف علـى كـف أصحابـه ومنعهـم‏.‏ واستمـر علـى قبـح السيـرة فبعـث المستظهـر إلى سيف الدولة صدقة يستدعيه لكف عدوانه فجاء إلى بغداد في شوال من سنة ست وتسعين وخيم بالمنجمي ودعا نيالاً للرحلة عن العراق على أن يدفع إليه‏.‏ وعاد إلى الحلة وسار نيال مستهل ذي القعدة إلـى أوانـا ففعـل مـن النهـب والعسـف أقبـح ممـا فعـل ببغـداد فبعـث المستظهـر إلـى صدقـة فـي ذلـك فأرسـل ألـف فـارس وسـاروا إليـه مـع جماعـة من أصحاب المستظهر وأبي الغازي الشحنة وذهب نيال أمامهم إلـى أذربيجـان قاصـداً إلـى السلطـان محمـد ورجـع أبـو الغـازي والعساكر عنه‏.‏

محمد منسى

عضومميز
عضومميز


المشاركات المشاركات : 3296

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ ابن خلدون - صفحة 3 Empty رد: تاريخ ابن خلدون

مُساهمة من طرف محمد منسى الخميس 15 مايو 2008 - 15:44

المصاف الخامس بين السلطانين
كانت كنجة وبلاد أرزن للسلطان محمـد وعسكـره مقيـم بهـا مـع الأميـر غـز علـي فلمـا طـال حصاره بأصبهان جاؤوا لنصرته ومعهم منصور بن نظام الملك ومحمد ابن أخيه مؤيد الملك ووصلـوا إلـى الـري آخـر ذي الحجـة سنـة خمس وتسعين وفارقه عسكر بركيارق‏.‏ ثم خرج محمد مـن أصبهـان فسـاروا إليـه ولقـوه بهمـذان ومعـه نيـال وعلـي ابنا أنوش تكين فاجتمعوا في ستة آلاف فارس‏.‏ وسار نيال وأخوه على الري وأزعجتهم عنها عساكر بركيارق كما مر‏.‏ ثم جاءهم الخبر فـي همـذان بزحـف بركيـارق إليهـم فسـار محمـد إلـى بلـاد شـروان‏.‏ ولمـا انتهـى إلـى أردبيـل بعـث إليه مودود بن إسماعيل بن ياقوتي وكان أميراً على بيلقان من أذربيجان وكان أبوه إسماعيل خال بركيارق وانتقض عليه أول أمره فقتله فكان مودود يطالبه بثأر أبيه وكانت أخته تحت محمد فبعث إليه وجاءه إلى بيلقان‏.‏ وتوفي مودود إثر قدومه منتصف ربيع من سنة ست وتسعين فاجتمع عسكره على الطاعة لمحمد وفيهم سقمان القطبي صاحب خلاط وأرمينية ومحمد بن غاغيسا كان أبوه صاحب أنطاكية‏.‏ وكان ألب أرسلان ابن السبع الأحمر‏.‏ ولما بلغ بركيارق اجتماعهم لحربه أغذ السير إليهم فوصل وقاتلهم على باب خوي من أذربيجان من المغـرب إلـى العشـاء‏.‏ ثـم حمل أياز من أصحاب بركيارق على عسكر محمد فانهزموا وسار إلى خلـاط ومعه سقمان القطبي ولقيه الأمير علي صاحب أرزن الروم‏.‏ ثم سار إلى وبها منوجهر أخـو فضلـون الـروادي‏.‏ ثم سار إلى تبريز ولحق محمد بن يزيد الملك بديار بكر وسار منها إلى بغـداد‏.‏ وكان من خبره أنه كان مقيماً ببغداد مجاوراً للمدرسة النظامية فشكا الجيران منه إلى أبيه فكتب إلى كوهرابيـن بالقبـض عليـه فاستجـار بـدار الخلافـة‏.‏ ثـم سـار سنـة اثنتيـن وتسعيـن إلـى محمـد الملـك الباسلاني وأبوه حينئذ بكنجة عند السلطان محمد قبل أن يدعو لنفسه‏.‏ ثم سار بعـد أن قتـل محمـد الملـك إلـى والـده مؤيـد الملـك وهـو وزيـر السلطان محمد‏.‏ ثم قتل أبوه واتصل هو بالسلطان وحضر هذه الحروب كما ذكرنا‏.‏ وأما السلطان بركيارق بعد هزيمة محمد فإنه نزل جبـلاً بيـن مراغـة وتبريـز وأقـام بـه حـولاً وكـان خليفة المستظهر سديد الملك أبو المعالي كما ذكرناه‏.‏ ثـم قبـض عليـه منتصـف رجـب سنـة سـت وتسعيـن وحبـس بـدار الخليفة مع أهله كانوا قد وردوا عليه من أصبهان‏.‏ وسبب عزله جهله بقواعد ديوان الخلافة لأنه كـان يتصـرف فـي أعمـال السلاطين وليست فيها هذه القوانين‏.‏ ولما قبض عاد أمين الدولة أبو سعد بن الموصلايا إلى النظر في الديوان وبعث المستظهر عن زعيم الرؤساء أبي القاسم بن جهير من الحلة وكان ذهب إليها في السنة قبلها مستجيراً بسيف الدولة صدقة لأن خاله أمين الدولة أبا سعد بن الموصلايا كان الوزير الأعز وزير بركيـارق يشيـع عنـه أنـه الـذي يحمـل المستظهـر علـى موالـاة السلطان محمد والخطبة له دون بركيـارق فاعتـزل أميـن الدولـة الديـوان وسـار ابـن أختـه أبـو القاسـم بـن جهيـر مستجيراً بصاحب الحلة فاستقدمه الخليفة الآن وخرج أرباب الدولة لاستقباله وخلع عليه للوزارة ولقيه قوام الدولة ثم عزله على رأس المائـة الخامسـة‏.‏ واستجـار سيـف الدولة صدقة بن منصور ببغداد فأجاره وبعث عنه إلى الحلة وذلك لثلاث سنين ونصف من وزارتـه ونـاب فـي مكانـه القاضـي أبـو الحسـن بـن الدامغانـي أياماً‏.‏ ثم استوزر مكانه أبا المعالي بن محمـد بـن المطلـب فـي المحـرم سنـة إحـدى وخمسمائة‏.‏ ثم عزله سنة اثنتين بإشارة السلطان محمد وأعاده بإذنه على شرطية العدل وحسن السيرة وأن لا يستعمل أحداً من أهل الذمة‏.‏ ثم عزل في رجب من سنة اثنتين سين واستوزر أبا القاسم بن جهير سنة تسع وخمسين واستوزر بعده الربيع أبا منصور بن الوزير أبي شجاع محمد بن الحسين وزير السلطان‏.‏

محمد منسى

عضومميز
عضومميز


المشاركات المشاركات : 3296

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ ابن خلدون - صفحة 3 Empty رد: تاريخ ابن خلدون

مُساهمة من طرف محمد منسى الخميس 15 مايو 2008 - 15:45

الصلح بين السلطانين بركيارق ومحمد
ولما تطاولت الفتنة بين السلطانين وكثر النهب والهرج وخربت القرى واستطـال الأمـر عليهـم وكـان السلطـان بركيـارق بالـري والخطبـة لـه بها وبالجبل وطبرستان وخوزستان وفارس وديار بكر والجزيـرة والحرميـن‏.‏ وكـان السلطـان محمـد بأذربيجـان والخطبـة لـه بهـا وببلاد أران وأرمينية وأصبهان والعراق جميعه إلا تكريت‏.‏ وأما البطائح فبعضها لهذا وبعضها لهذا والخطبة بالبصرة لهما جميعاً‏.‏ وأما خراسان من جرجان إلى ما وراء النهـر يخطـب فيهـا لسنجـر بعـد أخيـه السلطـان محمد‏.‏ فلما استبصر بركيارق في ذلك ورأى تحكم الأمراء عليه وقلة المال جنح إلى الصلح وبعث القاضي أبا المظفر الجرجاني الحنفي وأبا الفرج أحمد بن عبد الغفار الهمذاني المعـروف بصاحـب قراتكيـن إلـى أخيـه محمـد فـي الصلـح فوصـلا إليـه بمراغة وذكراه ووعظاه فأجاب إلى الصلح على أن السلطان لبركيارق ولا يمنع محمداً من اتخاذ الآلة ولا يذكر أحد منهما مع صاحبـه فـي الخطبـة فـي البلـاد التـي صـارت إليـه وتكـون المكاتبـة مـن وزيريهمـا فـي الشـؤون لا يكاتب أحدهمـا الآخـر ولا يعارض أحد من العسكر في الذهاب إلى أيهما شاء ويكون للسلطان محمد من نهر اسبندرو إلى الأبواب وديار بكر والجزيرة والموصل والشام وأن يدخل سيف الدولـة صدقة بأعماله في خلفه وبلاده والسلطنة كلها وبقية الأعمال والبلاد كلها للسلطان بركيارق‏.‏ وبعـث محمـد إلـى أصحابه بأصبهان بالافراج عنها لأصحاب أخيه وجاؤوا بحريم محمد إليه بعد أن دعاهم السلطان بركيارق إلى خدمته فامتنعوا فأكرمهم وحمل حريم أخيه وزودهم بالأموال وبعـث العساكـر فـي خدمتهـم‏.‏ ثـم بعـث السلطـان بركيـارق إلـى المستظهـر بمـا استقر عليه الحال في الصلح بينهم وحضر أبو الغازي بالديوان وهو شحنة محمد وشيعته إلا أنه وقف مع الصلح فسـأل الخطبـة لبركيـارق فأمـر بهـا المستظهـر وخطـب لـه علـى منابـر بغداد وواسط في جمادى سنة سبع وتسعين ونكر الأمير صدقة صاحب الحلة الخطبة لبركيارق وكان شيعة لمحمد‏.‏ وكتب إلى الخليفة بالنكير على أبي الغازي وأنه سائر لإخراجه عن بغداد فجمع أبو الغازي التركمان وفارق بغداد إلى عقرقوبا وجاء سيف الدولة صدقة ونزل مقابل التاج وقبل الأرض وخيم بالجانب الغربي‏.‏ وأرسل إليه أبو الغازي يعتذر عن طاعة بركيارق بالصلح الواقع وأن إقطاعه بحلـوان فـي جملة بلاده التي وقع الصلح عليها وبغداد التي هو شحنه فيها قد صارت له فقبل ورضـى وعـاد إلـى الحلة‏.‏ وبعث المستظهر في ذي القعدة من سنة سبع وتسعين الخلع للسلطان بركيارق والأمير أياز والخطير وزير بركيارق وبعث معهما العهد له بالسلطنة واستحلفه الرسل على طاعة المستظهر ورجعوا‏.‏

محمد منسى

عضومميز
عضومميز


المشاركات المشاركات : 3296

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ ابن خلدون - صفحة 3 Empty رد: تاريخ ابن خلدون

مُساهمة من طرف محمد منسى الخميس 15 مايو 2008 - 15:45

وفاة السلطان بركيارق وملك ابنه ملك شاه
كـان السلطـان بركيـارق بعد الصلح وانعقاده أقام بأصبهان أشهراً وطرقه المرض فسار إلى بغداد فلمـا بلغ بلد يزدجرد اشتد مرضه وأقام بها أربعين يوماً حتى أشفى على الموت فأحضر ولده ملك شاه وجماعة الأمراء وولاه عهده في السلطنة وهو ابن خمس سنين وجعل الأمير أياز أتابكه وأوصاهم بالطاعة لهما واستحلفهم على ذلك وأمرهم بالمسيـر إلـى بغـداد‏.‏ وتخلـف عنهم ليعود إلى أصبهان فتوفي في شهر ربيـع الآخـر سنـة ثمـان وتسعيـن‏.‏ وبلـغ الخبـر إلـى ابنـه ملـك شـاه والأمير أياز على اثني عشر فرسخاً من بلد يزدجرد فرجعوا وحضروا لتجهيزه وبعثوا به إلى أصبهان للدفن بها في تربة أعدها وأحضر أياز السرادقات والخيام والخفر والشمسة وجميع آلات السلطنة فجعلها لملك شاه‏.‏ وكان أبو الغازي شحنة ببغداد وقد حضر عند السلطان بركيـارق بأصبهـان فـي المحـرم وحثـه علـى المسيـر إلى بغداد فلما مات بركيارق سار مع ابنه ملك شـاه والأميـر أياز ووصلوا بغداد منتصف ربيع الآخر في خمسة آلاف فارس وركب الوزير أبو القاسـم علـي بـن جهيـر لتلقيهـم فلقيهم بدبالي وأحضر أبو الغازي والأمير طمايدل بالديوان وطلبوا الخطبة لملك شاه بن بركيارق فأجاب المستظهر إلى ذلك وخطب له ولقب بألقاب جده ملك شاه ونثرت الدنانير عند الخطبة‏.‏ كان محمد بعد صلحه مع أخيه بركيارق قد اعتزم على المسير إلى الموصل ليتناولها من يد جكرمس لما كانت من البلاد التي عقد عليها وكان بتبريز ينتظر وصول أصحابه من أذربيجان فلمـا وصلـوا استـوزر سعـد الملـك أبـا المحاسـن لحسن أثره في حفظ أصبهان‏.‏ ثم رحل في صفر سنة ثمان وتسعين يريد الموصل وسمع جكرمس فاستعد للحصار وأمر أهل السواد بدخول البلد‏.‏ وجاء محمد فحاصره وبعث إليه كتب أخيه بأن الموصل والجزيرة من قسمته وأراه أيمانه بذلك ووعده بأن يقره على ولايتها فقال جكرمس قد جاءتني كتب بركيـارق بعـد الصلـح بخلاف هذا فاشتد محمد في حصاره وقتل بين الفريقين خلق ونقب السور ليلة فأصبحوا وأعادوه ووصل الخبر إلى جكرمس بوفاة بركيارق عاشـر جمـادى فاستشـار أصحابـه ورأى المصلحة في طاعة السلطان محمد فأرسل إليه بالطاعة وأن يدخـل إليـه وزيـره سعـد الملـك فدخل وأشار عليه بالحضور عند السلطان فحضر وأقبل السلطان عليه ورده لجيشه لما توقع من ارتياب أهل البلد بخروجه وأكثر من الهدايا والتحف للسلطان ولوزيره‏.‏ ولما بلغه وفاة أخيه بركيارق سار إلى بغداد ومعه سقمان القطبي نسبة إلى قطب الدولة إسماعيـل بـن ياقوتـا بـن داود وداود هـو حقربيـك وأبـو ألب أرسلان وسار معه جكرمس وصاحب الموصل وغيرهما من الأمراء‏.‏ وكان سيف الدولة صاحب الحلة قد جمع عسكراً خمسة عشر ألفاً من الفرسان وعشرة آلاف رجل وبعث ولديه بدران ودبيس إلى السلطان محمـد يستحثـه علـى بغـداد‏.‏ ولمـا سمـع الأميـر أيـاز بقدومـه خـرج هـو وعسكـره وخيمـوا خارج بغداد واستشار أصحابه فصمموا على الحـرب وأشـار وزيـره أبـو المحاسـن بطاعـة السلطـان محمـد وخوفـه عاقبـة خلافـه وسفه آراءهم في حربه وأطمعه في زيادة الاقطاع‏.‏ وتردد أياز في أمره وجمع السفن عنده وضبط المثار ووصل السلطان محمد آخر جمادى من سنة ثمان وتسعين ونزل بالجانب الغربي وخطب له هنالك ولملك شاه بالجانب الشرقي‏.‏ واقتصر خطيب جامع المنصور على الدعاء للمستظهر ولسلطان العالم فقط‏.‏ وجمع أياز أصحابه لليمين فأبوا مـن المعـاودة وقالوا لا فائدة فيها والوفاء إنما يكون بواحدة فارتاب أياز بهم وبعث وزيره المصفى أبا المحاسن إلى السلطان محمد في الصلح وتسليم الأمر فلقي أولاً وزيره سعد الملك أبا المحاسن سعـد بـن محمـد وأخبـر فأحضره عند السلطان محمد وأدى رسالة أياز والعذر عما كان منه أيام بركيارق فقبله السلطان وأعتبه وأجابه إلى اليمين‏.‏ وحضر من الغد القاضي والنقيبان واستحلف الكيا الهراسي مدرس النظامية بمحضر القاضي وزير أياز بمحضرهم لملك شاه ولأياز وللأمراء الذين معه فقال‏:‏ أما ملك شاه فهو ابني وأما أياز والأمراء فأحلف لهم إلا نيال بن أنوش وسار واستحلفه الكيا الهراسي مدرس النظامية بمحضر القاضي والنقيبين‏.‏ ثـم حضـر أيـاز مـن الغـد ووصـل سيـف الدولـة صدقـة وركـب السلطان للقائهما وأحسن إليهما وعمل أياز دعوة في داره وهي دار كوهرابين وحضـر عنـده السلطان وأتحفه بأشياء كثيرة منها حبل البلخش الذي كان أخذه من تركة مؤيد الملك بن نظام الملـك‏.‏ وحضـر مـع السلطـان سيـف الدولـة صدقـة بـن مزيـد‏.‏ وكـان أيـاز قد تقدم إلى غلمانه بلبس السلاح ليعرضهم على السلطان وحضر عندهم بعض الصفاعين فأخذوا معـه فـي السخريـة وألبسوه درعاً تحت قميصه وجعلوا يتناولونه بأيديهم فهـرب منهـم إلـى خـواص السلطـان ورآه السلطان متسلحاً فأمر بعض غلمانه فالتمسوه وقد وجدوا السلاح فارتـاب ونهـض مـن ديـار أياز‏.‏ ثم استدعاه بعد أيام ومعه جكرمس وسائر الأمراء فلما حضر وقف عليهم بعض قواده وقال لهـم‏:‏ إن قليـج أرسلـان بـن سليمـان بن قطلمش قصد ديار بكر ليملكها فأشيروا بمن نسيره لقتاله فأشاروا جميعاً بالأمير أيـاز وطلـب هـو مسيـر سيـف الدولـة صدقـة معـه فاستدعـى أيـاز وصدقة ليفوضهم في ذلك فنهضوا إليه وقد أعد جماعة من خواصه لقتل أياز فلما دخلوا ضرب أياز فقطع رأسه ولف شلوه في مشلح وألقي على الطريق وركب عسكره فنهبوا داره وأرسـل السلطـان لحمايتهـا فافترقـوا واختفـى وزيره‏.‏ ثم حمل إلى دار الوزير سعد الملك وقتل في رمضان من سنته‏.‏ وكان من بيت رياسة بهمذان وكان أياز من مماليك السلطان مللك شاه وصـار بعـد موتـه فـي جملـة أميـر آخـر فاتخـذه ولداً وكان شجاعاً حسن الرأي في الحرب واستبد السلطـان محمـد بالسلطنة وأحسن السيرة ورفع الضرائب وكتب بها الألواح ونصبت في الأسواق وعظم فساد التركمان بطريق خراسان وهي من أعمال العراق فبعث أبـو الغـازي بـن أرتـق شحنـة بغـداد بـدل ابـن أخيـه بهـرام بـن أرتـق علـى ذلـك البلـد فحمـاه وكـف الفسـاد عنه‏.‏ وسار إلى حصن من أعمال سرخاب بن بدر فحصره وملكه‏.‏ ثم ولى السلطان محمد سنقر البرسقي شحنة بالعراق وكان معه في حروبه وأقطع الأمير قاياز الكوفة وأمر صدقة صاحب الحلة أن يحمـي أصحابـه مـن خفاجة‏.‏ ولما كان شهر رمضان من سنة ثمانية وتسعين عاد السلطان محمد إلى أصبهان وأحسن من فيهم السيرة وكف عنهم الأيدي العادية‏.‏


((  إن لم يكن شعري كعهدي به


فحسنك الشعر الذي أهوي   ))


م . منسي
محمد منسى
محمد منسى

عضومميز
عضومميز


المشاركات المشاركات : 3296

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ ابن خلدون - صفحة 3 Empty رد: تاريخ ابن خلدون

مُساهمة من طرف محمد منسى الخميس 15 مايو 2008 - 15:47

الشحنة ببغداد
كـان السلطـان قـد قبـض سنـة اثنتيـن وخمسيـن على أبي القاسم الحسين بن عبد الواحد صاحب المخزن وعلى ابن الفرج بن رئيس الرؤساء واعتقلهما وصادرهما على مال يحملانه وأرسل مجاهد الدين لقبض المال وأمره بعمارة دار الملك فاضطلع بعمارتها وأحسن السيرة في الناس وفاة السلطان محمد وملك ابنه محمود ثم توفي السلطان محمد بن ملك‏.‏ شاه آخر ذي الحجة من سنة إحدى وخمسمائة وقد كان عهد لولده محمود وهو يومئذ غلام محتلم وأمره بالجلوس على التخت بالتاج والسوارين وذلك لاثنتـي عشـرة سنـة ونصـف مـن استبـداده بالملـك واجتمـاع النـاس عليـه بعد أخيه‏.‏ وولي بعده ابنه محمود وبايعه أمراء السلجوقية ودبر دولته الوزير الرسب أبو منصور ابن الوزير أبي شجاع محمد بـن الحسيـن وزيـر أبيـه وبعـث إلـى المستظهـر فـي الخطبـة فخطـب لـه علـى منابـر بغـداد منتصـف المحـرم سنـة اثنتـي عشرة وكان آقسنقر البرسقي مقيماً بالرحبة استخلف بها ابنه مسعوداً وسار إلى السلطان محمد يطلب الزيادة في الإقطاع والولاية‏.‏ ولقيه خبر وفاته قريباً من بغداد فمنعه بهروز الشحنة من دخولها وسار إلى أصبهان فلقيه بحلوان توقيع السلطان محمود بأن يكون شحنـة بغـداد لسعـي الأمـراء لـه فـي ذلك تعصباً على مجاهد الدين بهروز وغيره منه لمكانه عند السلطان محمد‏.‏ ولمـا رجـع آقسنقـر إلـى بغداد هرب مجاهد الدين بهروز إلى تكريت وكانت من أعماله‏.‏ ثم عزل السلطـان محمـود آقسنقـر وولـى شحنـة بغـداد الأميـر منكبـرس حاكمـاً فـي دولتـه بأصبهان فبعث نائباً عنـه ببغـداد والعـراق الأميـر حسيـن بـن أروبك أحد أمراء الأتراك‏.‏ ورغب البرسقي من المستظهر بالعدة فلم يتوقف فسار آقسنقر إليه وقاتله وانهزم الأمير حسين وقتل أخوه وعاد إلى عسكر السلطان وذلك في ربيع الأول من سنة اثنتي عشرة‏.‏


((  إن لم يكن شعري كعهدي به


فحسنك الشعر الذي أهوي   ))


م . منسي
محمد منسى
محمد منسى

عضومميز
عضومميز


المشاركات المشاركات : 3296

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ ابن خلدون - صفحة 3 Empty رد: تاريخ ابن خلدون

مُساهمة من طرف محمد منسى الخميس 15 مايو 2008 - 15:48

وفاة المستظهر وخلافة المسترشد
ثـم توفـي المستظهـر باللـه أبـو العبـاس أحمـد بـن المقتـدي باللـه أبو القاسم عبد الله بن القائم بالله في منتصـف ربيـع الآخـر سنـة اثنتي عشرة وخمسمائة لأربع وعشرين سنة وثلاثة أشهر من خلافته وبويـع بعـده ابنـه المسترشـد باللـه الفضل وكان ولي عهده منذ ثلاث وعشرين سنة وبايعه أخوه أبو عبد الله محمد وهو المقتدي وأبو طالب العباس وعمومته بنو المقتدي وغيرهـم مـن الأمـراء والقضاة والأئمة والأعيان‏.‏ وتولى أخذ البيعة القاضي أبـو الحسـن الدامغانـي وكـان نائبـاً عـن الوزارة فأقره المسترشد عليها ولم يأخذ البيعة قاض غير هذا للمسترشد وأحمد بن أبي داود للواثـق والقاضـي أبـو علـي إسماعيـل بن إسحاق للمعتضد‏.‏ ثم عزل المسترشد قاضي القضاة عن نيابة الوزارة واستوزر أبا شجاع محمد بن الرسب أبي منصور خاطبه أبوه وزير السلطان محمـود وابنـه محمـد فـي شأنـه فاستـوزره‏.‏ ثـم عزله سنة عشر واستوزر مكانه جلال الدين عميد ولمـا شغـل النـاس ببيعـة المسترشـد ركـب أخـوه الأمير أبو الحسن في السفن مع ثلاثة نفر وانحدروا إلـى المدائـن ومنهـا إلـى الحلـة فأكرمـه دبيـس وأهم ذلك المسترشد وبعث إلى دبيس في إعادته مع النقيب علي بن طراد الرثيني فاعتذر بالذمام وأنه لا يكرهه فخطب النقيب أبا الحسن أخا الخليفة في الرجوع فاعتذر بالخوف وطلب الأمان‏.‏ ثم حدث مع البرسقي ودبيس ما نذكره فتأخـر ذلـك إلـى صفـر مـن سنتـه وهـي سنـة ثلـاث عشـرة فسـار أبـو الحسـن ابـن المستظهـر إلـى واسـط وملكهـا فبـادر المسترشـد إلى ولاية العهد لابنه جعفر المنصور ابن اثنتي عشرة سنة فخطب له وكتب إلى البلاد بذلك وكتب إلى دبيس بمعاجلة أخيه أبي الحسن فإنه فارق ذمامه فبعث دبيـس العساكـر إلـى واسـط فهـرب منهـا وصادفـوه عنـد الصبح فنهبوا أثقاله وهرب الأكراد والأتراك عنه وقبض عليه بعض الفرق وجاؤوا به إلى دبيس فأكرمه المسترشد وأمنه وأنزله أحسن نزل‏.‏


((  إن لم يكن شعري كعهدي به


فحسنك الشعر الذي أهوي   ))


م . منسي
محمد منسى
محمد منسى

عضومميز
عضومميز


المشاركات المشاركات : 3296

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ ابن خلدون - صفحة 3 Empty رد: تاريخ ابن خلدون

مُساهمة من طرف محمد منسى الخميس 15 مايو 2008 - 15:48

انتقاض الملك مسعود على أخيه السلطان محمود
ثم مصالحته واستقرار جكرمس شحنة ببغداد كان السلطان محمد قد أنزل ابنه مسعـوداً بالحلـة وجعـل منـه حيـوس بـك أتابـك فلمـا ملـك السلطان محمود بعد وفاة أبيه ثم ولي المسترشد الخلافة بعد أبيه وكان دبيس صاحب الحلة ممرضاً في طاعته وكان آقسنقر البرسقي شحنة بالعراق كما ذكرناه أراد قصد الحلة وأخلى دبيـس عنهـا وجمـع لذلـك جموعـاً مـن العـرب والأكـراد وبـرز مـن بغـداد في جمادى سنة اثنتي عشرة وبلغ الخبر إلى الملك مسعود بالموصل وأن العراق خال من أحامية فأشار عليه أصحابه بقصد العـراق للسلطنـة فـلا مانـع دونهـا فسـار فـي جيـوش كثيـرة ومعه وزيره فخر الملك أبو علي بن عمار صاحب طرابلس وسيأتي خبره وقسيم الدولة زنكي بن آقسنقر ابن الملك العادل وصاحب سنجار وأبو الهيجاء صاحب أربل وكربادي بن خراسان التركماني صاحب البواريخ‏.‏ ولمـا قربوا من العراق خافهم آقسنقر البرسقي بمكان حيوس بك من الملك مسعود وأما هو فقد كان أبوه محمد جعله أتابك لابنه مسعود فسار البرسقي لقتالهم وبعثوا إليه الأمير كربادي في الصلح وأنهم إنما جاؤوا بحدة له على دبيس فقبل وتعاهدوا ورجعوا إلى بغداد كما مر خبره وسار البرسقي لقتاله فاجتمع مع دبيس بن صدقة واتفقا على المعاضدة وسار الملك مسعود ومن معه إلى المدائن للقاء دبيس ومنكبـرس‏.‏ ثـم بلغهـم كثـرة جموعهمـا فعـاد الملـك مسعـود والبرسقي وحيوس بك وعبروا نهر صرصر وحفظ المخاضـات وأفحـش الطائفتـان فـي نهـب السواد واستباحته بنهر الملك ونهر صرصر ونهر عيسى ودجيل‏.‏ وبعث المسترشد إلى الملك مسعود والبرسقي بالنكير عليهم فأنكر البرسقي وقوع شيء من ذلك واعتزم على العود إلى بغـداد وبلغـه أن دبيـس ومحـرس قـد جهـز العساكر إليها مع منصور أخي دبيس وحسن بن أوربك ربيـب منكبرس فأغذ السير وخلف ابنه عز الدين مسعوداً على العسكر بصرصر‏.‏ واستصحـب عمـاد الدين زنكي بن آقسنقر وجاؤوا بغداد ليلاً فمنعوا عساكر منكبرس ودبيس من العبور‏.‏ ثم انعقد الصلح بين منكبرس والملك مسعود وكان سببه أن حيوس بك كاتب السلطان محمود وهـو بالموصـل فـي طلـب الزيـادة لـه وللملـك مسعـود فجـاء كتـاب الرسـول بأنـه أقطعهم أذربيجان‏.‏ ثم بلغـه قصدهـم بغـداد فاتهمهـم بالانتقـاض وجهـز العساكـر إلـى الموصـل وسقط الكتاب بيد منكبـرس وكـان علـى أم الملـك مسعود فبعث به إلى حيوس بك وداخله في الصلح والرجوع عما هـم فيـه فاصطلحـوا واتفقوا‏.‏ وبلغ الخبر إلى البرسقي فجاء إلى الملك مسعود وأخذ ماله وتركه وعاد إلى بغداد فخيم بجانب منها‏.‏ وجاء الملك مسعود وحيوس بك فخيما في جانب آخر وأصعد دبيس ومنكبرس فخيما كذلك وتفـرق عـن البرسقـي أصحابـه وجموعـه وسـار عـن العـراق إلـى الملـك مسعـود فأقـام معـه واستقـر منكبـرس شحنـة ببغـداد وعـاد دبيـس إلى الحلة وأساء منكبرس السرة في بغداد بالظلم والعسف وانطلاق أيدي أصحابه بالفساد حتى ضجر الناس وبعث عنه السلطان محمود فسار إليه وكفى الناس شره‏.‏ كان الملك طغرل قد أقطعه أبـوه السلطـان محمـد سنـة أربـع وخمسيـن وخمسمائـة سـاوة وآوة وزنجان وجعل أتابكه الأمير شركير وكان قد افتتح كثيراً من قلاع الإسماعيلية فاتسع ملك طغرل بها ولما مات السلطان محمد بعث السلطان محمود الأمير كتبغري أتابك طغرل وأمره أن يحمله إليه وحسن له المخالفة فانتقض سنة ثلاث عشرة فبعث إليه السلطان بثلاثين ألف دينار وتحف وودعه بإقطاع كثيرة وطلبه في الوصول فمنعه كتبغري وأجاب بأننا في الطاعة ومعنا العساكر وإلى أي جهة أراد السلطان قصدنا‏.‏ فاعتزم السلطان على السيـر إليهـم وسـار مـن همـذان في جمادى سنة ثلاث عشرة في عشرة آلاف غازيأ‏.‏ وجاء النذير إلى كتبغري بمسيره فأجفـل هـو وطغـرل إلـى قلعـة سرجهـان وجـاء السلطان إلى العسكر بزنجان فنهبه وأخذ من خزانة طغرل ثلثمائة ألف دينار وأقام بزنجان وتوجه منها إلى الري وكتبغري من سرجهان بكنجـة وقصده أصحابه وقويت شوكته وتأكدت الوحشة بينه وبين أخيه السلطان محمود‏.‏


((  إن لم يكن شعري كعهدي به


فحسنك الشعر الذي أهوي   ))


م . منسي
محمد منسى
محمد منسى

عضومميز
عضومميز


المشاركات المشاركات : 3296

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ ابن خلدون - صفحة 3 Empty رد: تاريخ ابن خلدون

مُساهمة من طرف MaRo0o الخميس 15 مايو 2008 - 20:17

يا استاذ محمد يا منسى اولاا شكرا.. ثانيا فى كومينت صغيرة تايك ايت او ليف ايت حضرتك عارف وانا عارف .. انى القصة الصغيرة مش بتتقرى الشعر مش بيتقرى .. فما بال حضرتك بتاريخ حياة ابن خلدون ... . كل الناس عارفه انى ابن خلدون هو مؤسس علم الاجتماع غير كدا مفيش ومش هيبقى فيه ... انى واى شكرا على الستين صفحة .
MaRo0o
MaRo0o
عضو جديد™
عضو جديد™

المشاركات المشاركات : 3

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ ابن خلدون - صفحة 3 Empty رد: تاريخ ابن خلدون

مُساهمة من طرف محمد منسى الثلاثاء 27 مايو 2008 - 23:38

:م1: :م1:


:20:


((  إن لم يكن شعري كعهدي به


فحسنك الشعر الذي أهوي   ))


م . منسي
محمد منسى
محمد منسى

عضومميز
عضومميز


المشاركات المشاركات : 3296

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ ابن خلدون - صفحة 3 Empty رد: تاريخ ابن خلدون

مُساهمة من طرف oshena love الخميس 11 سبتمبر 2008 - 3:16

:م1: ::1:: ::1:: ::1::


تاريخ ابن خلدون - صفحة 3 Copy_o10
oshena love
oshena love

عضومميز
عضومميز


المشاركات المشاركات : 1792
الوظيفة الوظيفة : internet

https://www0.all-up.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ ابن خلدون - صفحة 3 Empty رد: تاريخ ابن خلدون

مُساهمة من طرف محمد منسى الإثنين 15 سبتمبر 2008 - 15:24

oshena love
أميرة الرومانسيه

شكرا لك مرورك الكريم


((  إن لم يكن شعري كعهدي به


فحسنك الشعر الذي أهوي   ))


م . منسي
محمد منسى
محمد منسى

عضومميز
عضومميز


المشاركات المشاركات : 3296

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ ابن خلدون - صفحة 3 Empty رد: تاريخ ابن خلدون

مُساهمة من طرف منيرو السبت 18 أبريل 2009 - 2:28

مشكور
منيرو
منيرو

عضو مجتهد
عضو مجتهد


المشاركات المشاركات : 62

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تاريخ ابن خلدون - صفحة 3 Empty رد: تاريخ ابن خلدون

مُساهمة من طرف محمد منسى الخميس 14 يوليو 2011 - 19:54

تاريخ ابن خلدون - صفحة 3 1-54


((  إن لم يكن شعري كعهدي به


فحسنك الشعر الذي أهوي   ))


م . منسي
محمد منسى
محمد منسى

عضومميز
عضومميز


المشاركات المشاركات : 3296

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 3 من اصل 3 الصفحة السابقة  1, 2, 3

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى