سلسلة القصص القرأنى
صفحة 1 من اصل 3 • شاطر
صفحة 1 من اصل 3 • 1, 2, 3
الحلقة الأولى
" آدم عليه السلام"
لقد بدأ الله جلّت حكمته خلق هذه الناس في الأرض بخلق أبي البشر (آدم عليه السلام) من طين.
قال تعالى: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} [ص: 71-72].
ثم اشتق الله من آدم حواء زوجاً له بقدرته العظيمة، ثم بثَّ من الزوجين ذكورَها وإناثَها.
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].
ولمّا كان البشر بحسب تكوينهم عرضة للتأثر بشهوات النفس، ووساوس الشياطين، الأمر الذي قد يفضي بهم إلى الشرّ والضرّ والظلم، فيكونون مفسدين ظالمين في الأرض.
ولمّا كان الله سبحانه قد زوّدهم بالعقل الواعي، وبقدرة التمييز بين الخير والشرّ، ولكنهم بحاجة إلى تنبيه وتذكير.
ولمّا كان الله سبحانه وتعالى قضى لحكمته ورحمته بتدارك هذا النوع الإِنساني بتنبيهه على الخير والشر، وتعريفه بالحق والباطل، كما تقتضي أن تُّحبَّب إليه الفضيلة، وتُكرَّه إليه الرذيلة، وأن تهديه إلى سلوك سبيل الحق والخير والكمال، ليتم بذلك ابتلاؤه واختباره، ووضعه في ظروف الامتحان الملائمة للمنح التي وهبه الله إياها.
من أجل كلّ ذلك فقد تدارك الله سبحانه هذا النوع منذ نشأته الأولى في الأرض، بأن جعل آباه آدم رسولاً، فآتاه الهدى والحكمة، وأنزل عليه أسس شريعة الله للبشر، من عقيدة وعبادة وتعامل بين الناس.
ومنذ أخرج الله آدم وزوجه من الجنة نبَّهه على مهمة الرسالة التي سيجتبيه لها، ويأمره بتبليغها إلى ذريته. قال تعالى: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 38].
وقضى آدم في الأرض فترة استغفار وإنابة، فتاب الله عليه، ثم اجتباه بالرسالة وهداه. قال الله تعالى: {ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} [طه: 122].
كان آدم عليه السلام رسولاً لذريته، ثم تكاثر الناس وتوزَّعوا في جهات الأرض، يبتغون الرزق والماء في مختلف بقاعها، حتى كانت منهم الشعوب والقبائل.
وبتطاول العهد نَسُوا وصايا أبيهم آدم، وضيَّعوا دينهم، ولعبت بهم الأهواء، وأضلّتهم وساوس الشياطين، ففسقوا واعتدَوْا وظلموا وكفروا بالله، فتداركهم الله بإرسال الرسل المعلِّمين، المبشرين والمنذرين، حتى لم يدعْ أمة من الأمم إلا أرسل فيها رسولاً، يدعو إلى الله، وينذر بعذابه من يكفر به ويخالف أمره.
قال الله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خلا فِيهَا نَذِيرٌ} [فاطر: 24].
وقال أيضاً: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [النحل: 36].
فهاتان الآيتان تدلاَّن على أنه ما من أمة من الأمم السابقة إلا وأرسل الله فيها رسولاً ينذرها، فلم يَدَع الله أمة منعزلة من أمم الأرض تتيه في ضلالها وغيّها، دون أن يتداركها بالتنبيه على لسان بعض رسله.
ومن هؤلاء الرسل من قص الله علينا قصصهم، وذكر لنا أسماءهم، ومنهم من لم يذكرهم ولم يقص قصصهم.
قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ} [غافر: 78].
وآدم عليه السلام هو أول الرسل عليهم السلام ودليل رسالته ما عرض في تسع سور من القرآن الكريم، وبيّن لنا في قصته أنه هو الإِنسان الأول الذي بثّ الله منه هذه السلالة من البشر على وجه هذه الأرض.
أخبر الله سبحانه وتعالى الملائكة بأنه سيخلق بشرا خليفة في الأرض وخليفة هنا تعني على رأس ذرية يخلف بعضها بعضا.
فقال الملائكة: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ).
ويوحي قول الملائكة بأنه كان لديهم تجارب سابقة في الأرض, أو إلهام وبصيرة, يكشف لهم عن شيء من فطرة هذا المخلوق, ما يجعلهم يتوقعون أنه سيفسد في الأرض, وأنه سيسفك الدماء، ثم هم بفطرة الملائكة البريئة التي لا تتصور إلا الخير المطلق يرون التسبيح بحمد الله والتقديس له, هو وحده الغاية للوجود وهو متحقق بوجودهم, يسبحون بحمد الله ويقدسون له, ويعبدونه.
هذه الحيرة والدهشة التي ثارت في نفوس الملائكة بعد معرفة خبر خلق آدم أمر جائز على الملائكة، ولا ينقص من أقدارهم شيئا، لأنهم، رغم قربهم من الله، وعبادتهم له، وتكريمه لهم، لا يزيدون على كونهم عبيدا لله، لا يشتركون معه في علمه، ولا يعرفون حكمته الخافية، ولا يعلمون الغيب.
لقد خفيت على الملائكة حكمة الله تعالى, في بناء هذه الأرض وعمارتها, وفي تنمية الحياة, وفي تحقيق إرادة الخالق في تطويرها وترقيتها وتعديلها, على يد خليفة الله في أرضه.
جمع الله سبحانه وتعالى قبضة من تراب الأرض، فيها الأبيض والأسود والأصفر والأحمر ولهذا يجيء الناس ألوانا مختلفة ومزج التراب بالماء فصار صلصالا من حمأ مسنون.
تعفن الطين وانبعثت له رائحة وكان إبليس يمر عليه فيعجب أي شيء يصير هذا الطين؟
من هذا الصلصال خلق الله تعالى آدم .. سواه بيديه سبحانه ونفخ فيه من روحه سبحانه فتحرك جسد آدم ودبت فيه الحياة.
فتح آدم عينيه فرأى الملائكة كلهم ساجدين له ما عدا إبليس الذي كان يقف مع الملائكة، ولكنه لم يكن منهم، لم يسجد فوبّخ الله سبحانه وتعالى إبليس: (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ).
وبدلا من التوبة إلى الله تبارك وتعالى، ردّ إبليس بمنطق يملأه الكبر والحسد: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ).
هنا صدر الأمر الإلهي العالي بطرد هذا المخلوق المتمرد: (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ) وإنزل اللعنة عليه إلى يوم الدين، فاستشاط أبليس غضبا وقرر أن يتحدى أوامر الله سبحانه وتعالى، وصمم على أن يغوي آدم وذريته، فكان الحسم من الله سبحانه وتعالى: (قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) (سورة ص)
هنا تحول الحسد إلى حقد وإلى تصميم على الانتقام في نفس إبليس: (قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ).
واقتضت مشيئة الله للحكمة المقدرة في علمه أن يجيبه إلى ما طلب, وأن يمنحه الفرصة التي أراد.
ثم يروي القرآن الكريم قصة السر الإلهي العظيم الذي أودعه الله هذا الكائن البشري, وهو يسلمه مقاليد الخلافة: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا).
سر القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات سر القدرة على تسمية الأشخاص والأشياء بأسماء يجعلها رموزا لتلك الأشخاص والأشياء المحسوسة.
وهي قدرة ذات قيمة كبرى في حياة الإنسان على الأرض ندرك قيمتها حين نتصور الصعوبة الكبرى, لو لم يوهب الإنسان القدرة على الرمز بالأسماء, والمشقة في التفاهم والتعامل, حين يحتاج كل فرد لكي يتفاهم مع الآخرين على شيء أن يستحضر هذا الشيء بذاته أمامهم ليتفاهموا بشأنه.
إن الحياة ما كانت لتمضي في طريقها لو لم يودع الله هذا الكائن القدرة على الرمز بالأسماء.
أما الملائكة فلا حاجة لهم بهذه الخاصية, لأنها لا ضرورة لها في وظيفتهم. ومن ثم لم توهب لهم. فلما علم الله آدم هذا السر, وعرض عليهم ما عرض لم يعرفوا الأسماء. لم يعرفوا كيف يضعون الرموز اللفظية للأشياء والشخوص، وجهروا أمام هذا العجز بتسبيح ربهم, والاعتراف بعجزهم, والإقرار بحدود علمهم, وهو ما علمهم.
ثم قام آدم بإخبارهم بأسماء الأشياء ثم كان هذا التعقيب الذي يردهم إلى إدراك حكمة العليم الحكيم: (قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ) .
أراد الله تعالى أن يقول للملائكة إنه عَـلِـمَ ما أبدوه من الدهشة حين أخبرهم أنه سيخلق آدم، كما علم ما كتموه من الحيرة في فهم حكمة الله، كما علم ما أخفاه إبليس من المعصية والجحود أدرك الملائكة أن آدم هو المخلوق الذي يعرف وهذا أشرف شيء فيه، قدرته على التعلم والمعرفة كما فهموا السر في أنه سيصبح خليفة في الأرض، يتصرف فيها ويتحكم فيها بالعلم والمعرفة، معرفة بالخالق، وهذا ما يطلق عليه اسم الإيمان أو الإسلام وعلم بأسباب استعمار الأرض وتغييرها والتحكم فيها والسيادة عليها ويدخل في هذا النطاق كل العلوم المادية على الأرض.
إن نجاح الإنسان في معرفة هذين الأمرين (الخالق وعلوم الأرض) يكفل له حياة أرقى.. فكل من الأمرين مكمل للآخر.
اختلف المفسرون في كيفية خلق حواء ولا نعلم إن كان الله قد خلق حواء في نفس وقت خلق آدم أم بعده لكن المعلوم أن الله سبحانه وتعالى أسكنهما معا في الجنة، وسمح لهما بأن يقتربا من كل شيء وأن يستمتعا بكل شيء، ما عدا شجرة واحدة. فأطاع آدم وحواء أمر ربهما بالابتعاد عنها.
غير أن آدم إنسان، والإنسان ينسى، وعزمه ضعيف واستغل إبليس إنسانية آدم وتكوينه النفسي.. وراح يوسوس إليه: (هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى)، وأقسم إبليس لآدم أنه صادق في نصحه لهم، ولم يكن آدم عليه السلام بفطرته السليمة يظن أن هنالك من يقسم بالله كذبا، فضعف عزمه ونسي وأكل من الشجرة هو وحواء.
وهنا يجب أن نشير إلى أنه ليس صحيحا ما تذكره صحف اليهود من إغواء حواء لآدم وتحميلها مسئولية الأكل. فنص القرآن لا يذكر حواء إنما يذكر آدم كمسئول عما حدث عليه الصلاة والسلام. وهكذا أخطأ الشيطان وأخطأ آدم. أخطأ الشيطان بسبب الكبرياء، وأخطأ آدم بسبب الفضول.
ولم يكد آدم ينتهي من الأكل حتى اكتشف أنه أصبح عار، وأن زوجته عارية. وبدأ هو وزوجته يقطعان أوراق الشجر لكي يغطي كل واحد منهما جسده. ولم تكن لآدم تجارب سابقة في العصيان، فلم يعرف كيف يتوب، فألهمه الله سبحانه وتعالى عبارات التوبة (قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (23 سورة الأعرف).
كان العقاب من الله سبحانه وتعالى على مخالفة آدم لما نهاه سبحانه وتعالى عنه أن هبط آدم وحواء إلى الأرض، وأخبرهما الله أن الأرض هي مكانهما يعيشان فيهما، ويموتان عليها، ويخرجان منها يوم البعث.
وهنا أيضا نشير إلى أن تصور البعض بأن خطيئة آدم هي التي أخرجت البشر من الجنة ولولا هذه الخطيئة لكنا اليوم ننعم بخيراتها.
هذا التصور غير منطقي لأن الله تعالى حين شاء أن يخلق آدم قال للملائكة: "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً" ولم يقل لهما إني جاعل في الجنة خليفة، وبالتالي لم يكن هبوط آدم إلى الأرض هبوط إهانة، لقد كان الله تعالى يعلم أن آدم وحواء سيأكلان من الشجرة. ويهبطان إلى الأرض. أما تجربة السكن في الجنة فكانت ركنا من أركان الخلافة في الأرض. ليعلم آدم وحواء ويعلم جنسهما من بعدهما أن الشيطان طرد الأبوين من الجنة، وأن الطريق إلى الجنة يمر بطاعة الله وعداء الشيطان.
وفي موت آدم عليه السلام يروي الترمذي: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصاً من نور، ثم عرضهم على آدم فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأى رجلاً فأعجبه وبيص ما بين عينيه، فقال: أي رب من هذا؟ قال هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود، قال: رب وكم جعلت عمره؟ قال ستين سنة، قال: أي رب زده من عمري أربعين سنة. فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت، قال: أو لم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أو لم تعطها ابنك داود؟ قال فجحد، فجحدت ذريته ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطىء آدم فخطئت ذريته".
ليست مشكلتي إن لم يفهم البعض ما اعنيه..
فهذه قناعاتي .. وهذه افكاري ..
وهذه كتاباتي بين يديكم
أكتب ما اشعر به .. وأقول ما أنا مؤمن به ..
ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي الشخصيه ...
هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري
الحلقة الثانية
" إدريس عليه السلام "
هو أحد الرسل الكرام الذين أخبر الله تعالى عنهم في كتابة العزيز، وذكره في بضعة مواطن من سور القرآن، وهو ممن يجب الإيمان بهم تفصيلاً أي يجب اعتقاد نبوته ورسالته على سبيل القطع والجزم لأن القرآن قد ذكره باسمه وحدث عن شخصه فوصفه بالنبوة.
ينتهي نسب إدريس عليه السلام إلى شيث بن آدم عليه السلام واسمه عند العبرانيين (خنوخ) وفي الترجمة العربية (أخنوخ) من أجداد نوح عليه السلام.
وسيدنا إدريس هو أول أنبياء بني آدم بعد (آدم) و (شيث) عليهما السلام، وذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم، وقد أدرك من حياة آدم عليه السلام 308 سنوات لأن آدم عمر طويلاً زهاء 1000 "ألف سنة".
أختلف العلماء في مولده ونشأته، فقال بعضهم إن إدريس ولد ببابل، وقال آخرون إنه ولد بمصر، وقد أخذ في أول عمره بعلم شيث بن آدم، ولما كبر آتاه الله النبوة فنهي المفسدين عن مخالفتهم شريعة (آدم) و (شيث) فأطاعه نفر قليل، فلما وجد القسوة والنفور من قومه قرر الرحيل عنهم وأمر من أطاعه منهم بمصاحبته فرفضوا متعللين بإرتباطهم بموطنهم، قبل أن يقنعهم إدريس عليه السلام بأن الرزق بيد الله أينما حلوا ونزلوا.
خرج إدريس بصحبة قومه حتى وصلوا إلى أرض مصر فرأوا النيل فوقف على النيل وسبح الله، وأقام ومن معه بمصر يدعو الناس إلى الله وإلى مكارم الأخلاق.
كانت لسيدنا إدريس مواعظ وآداب فقد دعا إلى دين الله، وإلى عبادة الخالق جل وعلا، وتخليص النفوس من العذاب في الآخرة، بالعمل الصالح في الدنيا، كما حض على الزهد وأمر بالصلاة والصيام والزكاة وغلظ عليهم في الطهارة من الجنابة، وحرم المسكر من المشروبات وقيل إنه كان في زمانه 72 لساناً يتكلم الناس بها وقد علمه الله تعالى منطقهم جميعاً ليعلم كل فرقة منهم بلسانهم.
وسيدنا إدريس عليه السلام أول من علم السياسة المدنية، ورسم لقومه قواعد التمدين، فبنت كل فرقة من الأمم مدناً في أرضها وأنشئت في زمانه 188 مدينة وقد اشتهر بالحكمة فمن أقواله (خير الدنيا حسرة، وشرها ندم) و(السعيد من نظر إلى نفسه وشفاعته عند ربه أعماله الصالحة) و(الصبر مع الإيمان يورث الظفر).
وكما أختلف في مكان مولده أُخْتُلِفَ في موته..
فعن ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن هلال بن يساف قال: سأل ابن عباس كعباً وأنا حاضر فقال له: ما قول الله تعالى لإدريس {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً}؟ فقال كعب: أما إدريس فإن الله أوحى إليه: أني أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بني آدم - لعله من أهل زمانه - فأحب أن يزداد عملاً، فأتاه خليل له من الملائكة، فقال "له": إن الله أوحى إلي كذا وكذا فكلم ملك الموت حتى ازداد عملاً، فحمله بين جناحيه ثم صعد به إلى السماء، فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدراً، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس، فقال: وأين إدريس؟ قال هو ذا على ظهري، فقال ملك الموت: يا للعجب! بعثت وقيل لي اقبض روح إدريس في السماء الرابعة، فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض؟! فقبض روحه هناك. فذلك قول الله عز وجل {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً}.
قال البخاري: ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس، واستأنسوا في ذلك بما جاء في حديث الزهري عن أنس في الإسراء: أنه لما مرّ به عليه السلام قال له مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح، ولم يقل كما قال آدم و إبراهيم: مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح، قالوا: فلو كان في عمود نسبه لقال له كما قالا له.
ليست مشكلتي إن لم يفهم البعض ما اعنيه..
فهذه قناعاتي .. وهذه افكاري ..
وهذه كتاباتي بين يديكم
أكتب ما اشعر به .. وأقول ما أنا مؤمن به ..
ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي الشخصيه ...
هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري
الحلقة الثالثة
" آسية امرأة فرعون رضي الله عنها "
هي آسية بنت مزاحم بن عبيد الديان بن الوليد الذي كان فرعون مصر في زمن يوسف عليه الصلاة والسلام، وقيل إنها كانت من بني إسرائيل من سبط موسى عليه الصلاة السلام وقيل كانت عمته.
كانت آسية تعيش في أعظم القصور وأفخمها إذ كان قصرها مليئاً بالجواري والعبيد والخدم أي أنها كانت تعيش حياة مترفة منعمة، فقد كانت زوجة للفرعون الذي طغى واستكبر في زمانه وادعى الألوهية وأمر عبيده بأن يقدسوه هو لا أحد سواه، وأن ينادوه بفرعون الإله والعياذ بالله.
ما أن يذكر اسم آسية امرأة فرعون حتى تراود الأذهان قصة سيدنا موسى عليه السلام وموقفها عندما رأته في التابوت.
فقد كان لوجهه المنير الذي تشع منه البراءة أثر كبير في نفسها، فهي من أقنع الفرعون بالاحتفاظ به، وتربيته كابن لهما، في البداية لم يقتنع بكلامها ولكن إصرار آسيه جعله يوافقها الرأي وعاش نبينا موسى عليه السلام معهما وأحبته حب الأم لولدها.
عندما دعا موسى عليه السلام إلى توحيد الله تعالى آمنت به وصدقته، ولكنها في البداية أخفت ذلك خشية فرعون ثم ما لبثت أن أشهرت إسلامها واتباعها لدين موسى عليه السلام، فجن جنون الفرعون وحاول عبثاً ردها عن إسلامها وإعادتها كما كانت في السابق، فتارة يحاول إقناعها بعدم مصداقية ما يدعو له موسى عليه السلام وتارة يرهبها بما قد يحل بها من جراء اتباعها لموسى عليه السلام، لكنها كانت ثابتة على الحق لم يزحزحها فرعون في دينها وإيمانها مقدار ذرة.
سأل فرعون المقربين منه عن رأيهم فيما يفعل بها، فأخبروه أن يقتلها لعظم ما فعلته من وجهة نظرهم، فقام الفرعون بربط يديها ورجليها بأربعة أوتاد وألقاها في الشمس، حيث الحر والأشعة الحارقة ووضعوا صخرة كبيرة على ظهرها.
ومع كل ذلك صبرت آسية وتحملت الشقاء طمعاً بلقاء الله عز وجل والفوز بالجنة، لاعتقادها القوي بأن الله لا يضيع أ جر الصابرين.
وقبل أن تزهق روحها الطاهرة دعت آسية المولى عز وجل أن يتقبلها في فسيح جناته وأن يبني لها بيتاً في الجنة.
قال تعالى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) "التحريم".
وقد بني لها الله عنده بيتاً في الجنة، واستحقت أن يضعها الرسول صلى الله عليه وسلم مع النساء اللاتي كملن، عندما قال: "كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام".
وروي عن ابن عباس قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خطوط أربع في الأرض وقال أتدرون ما هذا؟ قلنا الله ورسوله أعلم فقال صلى الله عليه وسلم أفضل نساء الجنة أربع خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون".
" آسية امرأة فرعون رضي الله عنها "
هي آسية بنت مزاحم بن عبيد الديان بن الوليد الذي كان فرعون مصر في زمن يوسف عليه الصلاة والسلام، وقيل إنها كانت من بني إسرائيل من سبط موسى عليه الصلاة السلام وقيل كانت عمته.
كانت آسية تعيش في أعظم القصور وأفخمها إذ كان قصرها مليئاً بالجواري والعبيد والخدم أي أنها كانت تعيش حياة مترفة منعمة، فقد كانت زوجة للفرعون الذي طغى واستكبر في زمانه وادعى الألوهية وأمر عبيده بأن يقدسوه هو لا أحد سواه، وأن ينادوه بفرعون الإله والعياذ بالله.
ما أن يذكر اسم آسية امرأة فرعون حتى تراود الأذهان قصة سيدنا موسى عليه السلام وموقفها عندما رأته في التابوت.
فقد كان لوجهه المنير الذي تشع منه البراءة أثر كبير في نفسها، فهي من أقنع الفرعون بالاحتفاظ به، وتربيته كابن لهما، في البداية لم يقتنع بكلامها ولكن إصرار آسيه جعله يوافقها الرأي وعاش نبينا موسى عليه السلام معهما وأحبته حب الأم لولدها.
عندما دعا موسى عليه السلام إلى توحيد الله تعالى آمنت به وصدقته، ولكنها في البداية أخفت ذلك خشية فرعون ثم ما لبثت أن أشهرت إسلامها واتباعها لدين موسى عليه السلام، فجن جنون الفرعون وحاول عبثاً ردها عن إسلامها وإعادتها كما كانت في السابق، فتارة يحاول إقناعها بعدم مصداقية ما يدعو له موسى عليه السلام وتارة يرهبها بما قد يحل بها من جراء اتباعها لموسى عليه السلام، لكنها كانت ثابتة على الحق لم يزحزحها فرعون في دينها وإيمانها مقدار ذرة.
سأل فرعون المقربين منه عن رأيهم فيما يفعل بها، فأخبروه أن يقتلها لعظم ما فعلته من وجهة نظرهم، فقام الفرعون بربط يديها ورجليها بأربعة أوتاد وألقاها في الشمس، حيث الحر والأشعة الحارقة ووضعوا صخرة كبيرة على ظهرها.
ومع كل ذلك صبرت آسية وتحملت الشقاء طمعاً بلقاء الله عز وجل والفوز بالجنة، لاعتقادها القوي بأن الله لا يضيع أ جر الصابرين.
وقبل أن تزهق روحها الطاهرة دعت آسية المولى عز وجل أن يتقبلها في فسيح جناته وأن يبني لها بيتاً في الجنة.
قال تعالى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) "التحريم".
وقد بني لها الله عنده بيتاً في الجنة، واستحقت أن يضعها الرسول صلى الله عليه وسلم مع النساء اللاتي كملن، عندما قال: "كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام".
وروي عن ابن عباس قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خطوط أربع في الأرض وقال أتدرون ما هذا؟ قلنا الله ورسوله أعلم فقال صلى الله عليه وسلم أفضل نساء الجنة أربع خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون".
ليست مشكلتي إن لم يفهم البعض ما اعنيه..
فهذه قناعاتي .. وهذه افكاري ..
وهذه كتاباتي بين يديكم
أكتب ما اشعر به .. وأقول ما أنا مؤمن به ..
ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي الشخصيه ...
هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري
الحلقة الرابعة
" أصحاب الأخدود "
موقع القصة في القرآن الكريم:
ورد ذكر القصة في سورة البروج الآيات 4-9.
يقول المولى عز وجل في سورة البروج: {قُتِلَ أصحابُ الأخدود (4) النارِ ذاتِ الوَقود (5) إذْ هم عليها قُعود (6) وهُم على ما يفعلونَ بالمؤمنين شُهود (7) وما نقموا منهم إلاّ أن يؤمنوا باللهِ العزيزِ الحميد(8)}.
القصة:
القصة عن الملك (ذو نواس) وهو آخر ملوك الدولة الحميرية، الذي أقدم على حفر أخدودٍ كبيرٍ جعل منه فرناً أحرق فيه الآلاف من سكان دولته ممن رفضوا التخلي عن ديانتهم والرجوع إلى عقيدتهم السابقة.
كان هناكّ رجلاً من أتباعِ سيدنا عيسى ابن مريمَ المسلمينَ يقال له فَيْميونُ الراهبُ، وكان صالحًا مجتهدًا زاهدًا في الدنيا، مجابَ الدعوةِ، وكان سائحًا ينزلُ بين القرى، لا يُعرفُ بقريةٍ إلاَّ خرجَ منها إلى قريةٍ أخرى لا يأكل إلا منْ كسبِ يديهِ.
تعرَّف إليهِ أحدُهم وأسلمَ على يديهِ واسمهُ صالحٌ، وبينما هما في سياحتهما في جزيرةِ العربِ اختطفتْهما مجموعةٌ من قطّاع الطرقِ وباعوهما بنجرانَ وهو اسمُ ناحيةٍ فيها، وكان أهلُ نجرانَ يومئذٍ كبقيّة العربِ وقتها من عبدَةِ الأوثانِ يعبدون نخلةً طويلةً في أرضهم، لها عيدٌ في كل سنةٍ، وإذا جاءَ العيدُ علقوا عليها كل ثوبٍ حسَن وجدوه، وزيَّنوها بحُلي النساء، ثم خرجوا إليها فعكفوا عليها كل اليوم.
اشترى رجلٌ من وُجهائهم فيميونَ فكان إذا قام في الليل ليصلي، أضاءَ له البيتُ حتى يأتيَ الصباحُ من غيرِ مصباح، إذ كان وليًّا ذا كرامات، فرأى ذلك سيّده، فأعجبه ما يرى منه، فسأل عن دينه، فأخبره به، وقال له فيميون: إنما أنتمُ على باطل، إنَّ هذه النخلة لا تضرُّ ولا تنفعُ، ولو دعوتُ عليها إلهي الذي أعبدهُ لأهلكها بإذنه تعالى، وهو الله وحدَه لا شريك له.
فقال له سيّدُه: فافعل، فإنَّك إن فعلتَ دخلنا في دينك، وتركنا ما نحنُ عليه.
قام فيميونُ وتوضَّأ وصلى ركعتين، ثم دعا الله عليها، فأرسل اللهُ عليها ريحًا قلعتها وأسقطتها من أصلها إلى الأرض، فاتّبعه عند ذلك أهلُ نجران على دينِ الإسلام، ثم دخلتْ عليهم الأحداثُ وحرَّفوا الدينَ وحصل الكفرُ وعمَّ.
كان من أمرِ فيميونَ عندما انتشرَ الفسادُ أن بنى خيمةً له خارجَ نجرانَ يتعبَّدُ اللهَ تعالى وحدَه فيها وانقطع عن الناس، وحدثَ أنّه كان في نجرانَ ملكٌ لديه ساحرٌ وقد صار عجوزًا فطلبَ الساحرُ من الملِك أن يبعثَ له بغلامٍ كي يعلّمهُ السحرَ. وكانت خيمةُ فيميونَ بينَ نجرانَ وقرية الغلامِ الذي أرسلَه الملِكُ ليتعلمَ السحرَ.
ذات يومٍ مرَّ الغلامُ بخيمةِ الراهبِ فسمِعَه يتلو الإنجيل الصحيحَ بصوتٍ عذبٍ، فأعجبه ما يرى منه من صلاتِه وعبادته، فصار يجلسُ إليه ويسمعُ منهُ حتى أسلمَ فوحَّد اللهَ وعبدَه، وصار يسأل عن أحكامِ الإسلامِ حتى ترقَّى في العلمِ والعبادة. وكان الغلامُ أحيانًا يتأخّر عند الراهبِ فإذا وصل عند الساحرِ ضربَه لتأخُّرِه وإذا جاءَ إلى أبيهِ متأخّرًا ضربَه أبوهُ.
فشكا الغلامُ أمرَه إلى الراهبِ فقال له: إذا خشيتَ الساحرَ فقل: حبسني أهلي، وإذا خشيتَ أهلَكَ فقُل حبسني الساحرُ. كي لا يُظلمَ لأنَّه يتعلم الدينَ وأحكامَه في زمنٍ قلَّ فيه المسلمون.
كان في ذلك البلد حيَّة عظيمة قطعت طريق الناسِ، فمرَّ بها الغلامُ وحمل حجرًا ثم سمَّى اللهَ تعالى ورماها به فقتلها، وأتى الراهبَ فأخبره، فقال له الراهبُ: إنَّ لك شأنًا عظيمًا، وإنَّك ستُبتلى فإن ابتُليتَ فلا تدلَّ أحدًا عليَّ.
صار الغلامُ إذا دخل نجرانَ لم يلقَ أحدًا به ضرٌّ أو كان أكمَه أي أعمى أو أبرص وهو المصابُ بمرضٍ جلديّ منفّرٍ إلا قال له: يا عبد الله، أتوحِّدُ اللهَ وتدخل في دين الإسلام، وأدعو الله فيعافيكَ مما أنت فيه من البلاء؟ فيقول: نعم، فيوحّد الله ويُسلم، ويدعو له فيشْفَى، حتى لم يبقَ بنجرانَ أحدٌ به ضرّ إلا أتاهُ فاتَّبعه على أمره، ودعا له فعوفي. وكان للملكِ ابنُ عمّ أعمى، فسمعَ بالغلامِ وقتْلِ الحيَّة فأتاهُ بهدايا كثيرة فقال له: ما ها هنا لك كلُّه إن أنتَ شفيتني.
فقال الغلامُ: إني لا أشفي أحدًا إنما يشفي اللهُ من يشاء، فإن أنتَ ءامنتَ بالله دعوتُ اللهَ لكَ فشفاكَ وعافاك.
فآمنَ الرجل باللهِ وأسلمَ فشفاهُ الله، فأتى ابنُ العمّ هذا إلى الملِك فجلسَ إليهِ كما كان يجلسُ سابقًا، فقال له الملك الذي كان يدَّعي الألوهيةَ والعياذ بالله تعالى: من ردَّ عليكَ بصرَك؟ قال: ربّي. قال: ولكَ ربٌّ غيري؟ قال: ربي وربُّك الله، فأخذه فلم يزل يعذّبه حتى دلَّ على الغلام، فجيء بالغلام، فقال له الملك: يا غلامُ قد بلغَ من سحرِك ما تبرىءُ الأكمه والأبرص.
فقال الغلامُ: إنّي لا أشفي أحدًا، إنما يشفي الله. فأخذه فلم يزل يعذّبه حتى دلَّ على الراهبِ، فجيء بالراهبِ فقيل له: ارجعْ عن دينك الإسلام، فأبى ولم يرضَ بالكفرِ ولا بالرجوعِ عن دينه، فدعا الملك فوضعَ المنشارَ في مَفرِقِ رأس الراهبِ فشقَّه، ولم يكتفِ الملكُ بذلكَ بل جاءَ بابن عمّه وقال له: ارجع عن دينك فأبى، فوضع المنشار في مفرق رأسه أيضا فشقّه هو الآخر.
ثم جاء بالغلامِ فقال له: ارجع عن دينك، فأبى فدفعَه إلى بعضِ جنوده وقال لهم: اذهبوا إلى قمّة الجبل فإن رجع عن دينه اتركوهُ وإلاّ فاطرحوه إلى الأسفل.
فصعدوا به إلى قمّة الجبل، فقال الغلام داعيًا ربَّه عز وجل: اللهمَّ اكفنيهم بما شئتَ، فاهتزَّ الجبلُ فسقطوا وقُتلوا. وعاد الغلامُ سالمًا إلى الملك، فلما رءاهُ استغربَ ودهش، وسأله عن الجنود فقال: كفانيهمُ الله. وقد عاد الغلام رغم أنه كان يستطيع الفرار والهروبَ لأنه كان يطمعُ أن يتراجعَ الملِك عن كفره فيُسلم فيكونَ إسلامُه سببًا في إسلامِ قومه.
فدفعه الملِك إلى مجموعةِ جنودٍ ءاخرين وقال لهم: اذهبوا به فاحملوهُ في سفينةٍ فإذا صرتُم في وسط البحرِ انظروا في الأمر فإن تراجع عن دينه فعودوا به وإلاّ فاقذفوه فيه، فذهبوا به فدعا الغلامُ قائلاً: اللهمَّ اكفنيهم بما شئتَ، فانقلبت بهم السفينة فغرق الجنود وعاد الغلامُ سالمًا إلى الملِك، فدهش مرة ثانية من رؤيته، وسأله عن الجنودِ فأخبره بما جرى ثم قال للملِك: إنّك لستَ بقاتلي حتى تفعل ما ءامرُكَ بهِ.
قال الملك: وما هو؟ قال: تجمعُ الناسَ في مكانٍ واحدٍ وتصلُبني على جذعٍ ثم تأخذُ من جعبةِ سهامي واحدًا ثم تضعه في القوسِ ثم تقولُ بسم اللهِ ربّ الغلامِ ثم ترميني فإذا فعلتَ ذلك قتلتني.
جمعَ الملكُ الناسَ وصلبَ الغلامَ كما أخبره ثم أخذ سهمًا من جعبتهِ ونفَّذ ما أمره به الغلام ثم رماه فوضعَ الغلامُ يده موضع السهم فمات. فقال الناسُ عندها: ءامنَّا بربّ الغلام، لا إله إلا الله، لا إلهَ إلاَّ إلهُ عبدِ اللهِ بنِ الثامرِ (وهو اسم الغلام).
فقال وزراء الملك: أرأيتَ ما كنتَ تحذرُ قد والله نزلَ بكَ حذرُك، وءامن الناسُ وأسلموا.
استشاطَ الملكُ غيظًا وغضبًا وأمر بإغلاقِ أبواب المدينةِ ثم شقَّ أخاديدَ في الأرضِ قيل إن عددها سبعة، طول كل أخدود منها أربعون ذراعًا، وعرضُه اثنا عشر ذراعًا، ثم طُرح فيها النفطُ والحطب وأُجّجت نيرانُها وبدأت ألسنة اللهب تتصاعد منها، ثم وقف الملك وأعوانُه على جانبي كلّ أخدود، ويجلبون المسلمَ فإن أبى الرجوعَ عن دينِه قذفوهُ بها وإلا تركوه.
رمى أعوان الملك في النار قرابة عشرينَ ألفًا من المسلمين وقيل أكثر ما بين رجال وشيوخ ونساء وأطفال، حتى إنّه جيء بامرأة مسلمةٍ وكان لها ثلاثة بنين، أحدهم رضيع فقال لها الملك: ارجعي وإلا قتلتك أنت وأولادَك، فأبت، فألقى ابنيها الكبيرينِ، فلم تتراجع، ثم أخذ الصغير ليلقيه فبكت فأنطقَ اللهُ ابنها الرضيع وقال :"يا أماه، لا ترجعي عن دينكِ، لا بأس عليك" فألقاه وألقاها في أثره.
وروي أن المسلمين كانت تقبض أرواحهم قبل أن تمسَّهم النارُ وحرُّها. ثم بعد أن رمى الملك من رمى ارتفعت النار من الأخدود فصارت فوق الملِك وأعوانهِ أربعين ذراعًا ثم هبطتْ عليهم وأحرقتهم فذابوا وتحولوا إلى رماد.
" أصحاب الأخدود "
موقع القصة في القرآن الكريم:
ورد ذكر القصة في سورة البروج الآيات 4-9.
يقول المولى عز وجل في سورة البروج: {قُتِلَ أصحابُ الأخدود (4) النارِ ذاتِ الوَقود (5) إذْ هم عليها قُعود (6) وهُم على ما يفعلونَ بالمؤمنين شُهود (7) وما نقموا منهم إلاّ أن يؤمنوا باللهِ العزيزِ الحميد(8)}.
القصة:
القصة عن الملك (ذو نواس) وهو آخر ملوك الدولة الحميرية، الذي أقدم على حفر أخدودٍ كبيرٍ جعل منه فرناً أحرق فيه الآلاف من سكان دولته ممن رفضوا التخلي عن ديانتهم والرجوع إلى عقيدتهم السابقة.
كان هناكّ رجلاً من أتباعِ سيدنا عيسى ابن مريمَ المسلمينَ يقال له فَيْميونُ الراهبُ، وكان صالحًا مجتهدًا زاهدًا في الدنيا، مجابَ الدعوةِ، وكان سائحًا ينزلُ بين القرى، لا يُعرفُ بقريةٍ إلاَّ خرجَ منها إلى قريةٍ أخرى لا يأكل إلا منْ كسبِ يديهِ.
تعرَّف إليهِ أحدُهم وأسلمَ على يديهِ واسمهُ صالحٌ، وبينما هما في سياحتهما في جزيرةِ العربِ اختطفتْهما مجموعةٌ من قطّاع الطرقِ وباعوهما بنجرانَ وهو اسمُ ناحيةٍ فيها، وكان أهلُ نجرانَ يومئذٍ كبقيّة العربِ وقتها من عبدَةِ الأوثانِ يعبدون نخلةً طويلةً في أرضهم، لها عيدٌ في كل سنةٍ، وإذا جاءَ العيدُ علقوا عليها كل ثوبٍ حسَن وجدوه، وزيَّنوها بحُلي النساء، ثم خرجوا إليها فعكفوا عليها كل اليوم.
اشترى رجلٌ من وُجهائهم فيميونَ فكان إذا قام في الليل ليصلي، أضاءَ له البيتُ حتى يأتيَ الصباحُ من غيرِ مصباح، إذ كان وليًّا ذا كرامات، فرأى ذلك سيّده، فأعجبه ما يرى منه، فسأل عن دينه، فأخبره به، وقال له فيميون: إنما أنتمُ على باطل، إنَّ هذه النخلة لا تضرُّ ولا تنفعُ، ولو دعوتُ عليها إلهي الذي أعبدهُ لأهلكها بإذنه تعالى، وهو الله وحدَه لا شريك له.
فقال له سيّدُه: فافعل، فإنَّك إن فعلتَ دخلنا في دينك، وتركنا ما نحنُ عليه.
قام فيميونُ وتوضَّأ وصلى ركعتين، ثم دعا الله عليها، فأرسل اللهُ عليها ريحًا قلعتها وأسقطتها من أصلها إلى الأرض، فاتّبعه عند ذلك أهلُ نجران على دينِ الإسلام، ثم دخلتْ عليهم الأحداثُ وحرَّفوا الدينَ وحصل الكفرُ وعمَّ.
كان من أمرِ فيميونَ عندما انتشرَ الفسادُ أن بنى خيمةً له خارجَ نجرانَ يتعبَّدُ اللهَ تعالى وحدَه فيها وانقطع عن الناس، وحدثَ أنّه كان في نجرانَ ملكٌ لديه ساحرٌ وقد صار عجوزًا فطلبَ الساحرُ من الملِك أن يبعثَ له بغلامٍ كي يعلّمهُ السحرَ. وكانت خيمةُ فيميونَ بينَ نجرانَ وقرية الغلامِ الذي أرسلَه الملِكُ ليتعلمَ السحرَ.
ذات يومٍ مرَّ الغلامُ بخيمةِ الراهبِ فسمِعَه يتلو الإنجيل الصحيحَ بصوتٍ عذبٍ، فأعجبه ما يرى منه من صلاتِه وعبادته، فصار يجلسُ إليه ويسمعُ منهُ حتى أسلمَ فوحَّد اللهَ وعبدَه، وصار يسأل عن أحكامِ الإسلامِ حتى ترقَّى في العلمِ والعبادة. وكان الغلامُ أحيانًا يتأخّر عند الراهبِ فإذا وصل عند الساحرِ ضربَه لتأخُّرِه وإذا جاءَ إلى أبيهِ متأخّرًا ضربَه أبوهُ.
فشكا الغلامُ أمرَه إلى الراهبِ فقال له: إذا خشيتَ الساحرَ فقل: حبسني أهلي، وإذا خشيتَ أهلَكَ فقُل حبسني الساحرُ. كي لا يُظلمَ لأنَّه يتعلم الدينَ وأحكامَه في زمنٍ قلَّ فيه المسلمون.
كان في ذلك البلد حيَّة عظيمة قطعت طريق الناسِ، فمرَّ بها الغلامُ وحمل حجرًا ثم سمَّى اللهَ تعالى ورماها به فقتلها، وأتى الراهبَ فأخبره، فقال له الراهبُ: إنَّ لك شأنًا عظيمًا، وإنَّك ستُبتلى فإن ابتُليتَ فلا تدلَّ أحدًا عليَّ.
صار الغلامُ إذا دخل نجرانَ لم يلقَ أحدًا به ضرٌّ أو كان أكمَه أي أعمى أو أبرص وهو المصابُ بمرضٍ جلديّ منفّرٍ إلا قال له: يا عبد الله، أتوحِّدُ اللهَ وتدخل في دين الإسلام، وأدعو الله فيعافيكَ مما أنت فيه من البلاء؟ فيقول: نعم، فيوحّد الله ويُسلم، ويدعو له فيشْفَى، حتى لم يبقَ بنجرانَ أحدٌ به ضرّ إلا أتاهُ فاتَّبعه على أمره، ودعا له فعوفي. وكان للملكِ ابنُ عمّ أعمى، فسمعَ بالغلامِ وقتْلِ الحيَّة فأتاهُ بهدايا كثيرة فقال له: ما ها هنا لك كلُّه إن أنتَ شفيتني.
فقال الغلامُ: إني لا أشفي أحدًا إنما يشفي اللهُ من يشاء، فإن أنتَ ءامنتَ بالله دعوتُ اللهَ لكَ فشفاكَ وعافاك.
فآمنَ الرجل باللهِ وأسلمَ فشفاهُ الله، فأتى ابنُ العمّ هذا إلى الملِك فجلسَ إليهِ كما كان يجلسُ سابقًا، فقال له الملك الذي كان يدَّعي الألوهيةَ والعياذ بالله تعالى: من ردَّ عليكَ بصرَك؟ قال: ربّي. قال: ولكَ ربٌّ غيري؟ قال: ربي وربُّك الله، فأخذه فلم يزل يعذّبه حتى دلَّ على الغلام، فجيء بالغلام، فقال له الملك: يا غلامُ قد بلغَ من سحرِك ما تبرىءُ الأكمه والأبرص.
فقال الغلامُ: إنّي لا أشفي أحدًا، إنما يشفي الله. فأخذه فلم يزل يعذّبه حتى دلَّ على الراهبِ، فجيء بالراهبِ فقيل له: ارجعْ عن دينك الإسلام، فأبى ولم يرضَ بالكفرِ ولا بالرجوعِ عن دينه، فدعا الملك فوضعَ المنشارَ في مَفرِقِ رأس الراهبِ فشقَّه، ولم يكتفِ الملكُ بذلكَ بل جاءَ بابن عمّه وقال له: ارجع عن دينك فأبى، فوضع المنشار في مفرق رأسه أيضا فشقّه هو الآخر.
ثم جاء بالغلامِ فقال له: ارجع عن دينك، فأبى فدفعَه إلى بعضِ جنوده وقال لهم: اذهبوا إلى قمّة الجبل فإن رجع عن دينه اتركوهُ وإلاّ فاطرحوه إلى الأسفل.
فصعدوا به إلى قمّة الجبل، فقال الغلام داعيًا ربَّه عز وجل: اللهمَّ اكفنيهم بما شئتَ، فاهتزَّ الجبلُ فسقطوا وقُتلوا. وعاد الغلامُ سالمًا إلى الملك، فلما رءاهُ استغربَ ودهش، وسأله عن الجنود فقال: كفانيهمُ الله. وقد عاد الغلام رغم أنه كان يستطيع الفرار والهروبَ لأنه كان يطمعُ أن يتراجعَ الملِك عن كفره فيُسلم فيكونَ إسلامُه سببًا في إسلامِ قومه.
فدفعه الملِك إلى مجموعةِ جنودٍ ءاخرين وقال لهم: اذهبوا به فاحملوهُ في سفينةٍ فإذا صرتُم في وسط البحرِ انظروا في الأمر فإن تراجع عن دينه فعودوا به وإلاّ فاقذفوه فيه، فذهبوا به فدعا الغلامُ قائلاً: اللهمَّ اكفنيهم بما شئتَ، فانقلبت بهم السفينة فغرق الجنود وعاد الغلامُ سالمًا إلى الملِك، فدهش مرة ثانية من رؤيته، وسأله عن الجنودِ فأخبره بما جرى ثم قال للملِك: إنّك لستَ بقاتلي حتى تفعل ما ءامرُكَ بهِ.
قال الملك: وما هو؟ قال: تجمعُ الناسَ في مكانٍ واحدٍ وتصلُبني على جذعٍ ثم تأخذُ من جعبةِ سهامي واحدًا ثم تضعه في القوسِ ثم تقولُ بسم اللهِ ربّ الغلامِ ثم ترميني فإذا فعلتَ ذلك قتلتني.
جمعَ الملكُ الناسَ وصلبَ الغلامَ كما أخبره ثم أخذ سهمًا من جعبتهِ ونفَّذ ما أمره به الغلام ثم رماه فوضعَ الغلامُ يده موضع السهم فمات. فقال الناسُ عندها: ءامنَّا بربّ الغلام، لا إله إلا الله، لا إلهَ إلاَّ إلهُ عبدِ اللهِ بنِ الثامرِ (وهو اسم الغلام).
فقال وزراء الملك: أرأيتَ ما كنتَ تحذرُ قد والله نزلَ بكَ حذرُك، وءامن الناسُ وأسلموا.
استشاطَ الملكُ غيظًا وغضبًا وأمر بإغلاقِ أبواب المدينةِ ثم شقَّ أخاديدَ في الأرضِ قيل إن عددها سبعة، طول كل أخدود منها أربعون ذراعًا، وعرضُه اثنا عشر ذراعًا، ثم طُرح فيها النفطُ والحطب وأُجّجت نيرانُها وبدأت ألسنة اللهب تتصاعد منها، ثم وقف الملك وأعوانُه على جانبي كلّ أخدود، ويجلبون المسلمَ فإن أبى الرجوعَ عن دينِه قذفوهُ بها وإلا تركوه.
رمى أعوان الملك في النار قرابة عشرينَ ألفًا من المسلمين وقيل أكثر ما بين رجال وشيوخ ونساء وأطفال، حتى إنّه جيء بامرأة مسلمةٍ وكان لها ثلاثة بنين، أحدهم رضيع فقال لها الملك: ارجعي وإلا قتلتك أنت وأولادَك، فأبت، فألقى ابنيها الكبيرينِ، فلم تتراجع، ثم أخذ الصغير ليلقيه فبكت فأنطقَ اللهُ ابنها الرضيع وقال :"يا أماه، لا ترجعي عن دينكِ، لا بأس عليك" فألقاه وألقاها في أثره.
وروي أن المسلمين كانت تقبض أرواحهم قبل أن تمسَّهم النارُ وحرُّها. ثم بعد أن رمى الملك من رمى ارتفعت النار من الأخدود فصارت فوق الملِك وأعوانهِ أربعين ذراعًا ثم هبطتْ عليهم وأحرقتهم فذابوا وتحولوا إلى رماد.
ليست مشكلتي إن لم يفهم البعض ما اعنيه..
فهذه قناعاتي .. وهذه افكاري ..
وهذه كتاباتي بين يديكم
أكتب ما اشعر به .. وأقول ما أنا مؤمن به ..
ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي الشخصيه ...
هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري
الحلقة الخامسة
" أصحاب السبت "
موقع القصة في القرآن الكريم
ورد ذكر القصة في سورة البقرة.
كما ورد ذكرها بتفصيل أكثر في سورة الأعرف الآيات 163-166.
القصة
أبطال هذه القصة جماعة من اليهود، كانوا يسكنون في قرية ساحلية، اختلف المفسّرون في اسمها، ودار حولها جدل كثير، أما القرآن الكريم فلا يذكر الاسم ويكتفي بعرض القصة لأخذ العبرة منها.
كان اليهود لا يعملون يوم السبت، وإنما يتفرغون لعبادة الله فقد فرض الله عليهم عدم الانشغال بأمور الدنيا بعد أن طلبوا منه سبحانه أن يخصص لهم يوما للراحة والعبادة، لا عمل فيه سوى التقرب لله بأنواع العبادة المختلفة.
جرت سنّة الله في خلقه وحان موعد الاختبار والابتلاء لمدى صبرهم واتباعهم لشرع الله وابتلاء يخرجون بعده أقوى عزما، وأشد إرادة تتربى نفوسهم فيه على ترك الجشع والطمع، والصمود أمام المغريات.
ابتلاهم الله عز وجل، بأن جعل الحيتان تأتي يوم السبت للساحل، وتتراءى لأهل القرية، بحيث يسهل صيدها ثم تبتعد بقية أيام الأسبوع فانهارت عزائم فرقة من القوم، واحتالوا على شيمة اليهود وبدوا بالصيد يوم السبت.
لم يصطادوا السمك مباشرة، وإنما أقاموا الحواجز والحفر، فإذا قدمت الحيتان حاوطوها يوم السبت، ثم اصطادوها يوم الأحد، كأن هذا الاحتيال بمثابة صيد وهو محرّم عليهم.
فانقسم أهل القرية لثلاث فرق، فرقة عاصية تصطاد بالحيلة، وفرقة لا تعصي الله وتقف موقفا إيجابيا مما يحدث فتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتحذّر المخالفين من غضب الله، وفرقة ثالثة سلبية لا تعصي الله لكنها لا تنهى عن المنكر.
وكانت الفرقة الثالثة تتجادل مع الفرقة الناهية عن المنكر عن فائدة نصح العصاة، فهم لن يتوفقوا عن احتيالهم، وسيصيبهم من الله العذاب بسبب أفعالهم. فلا جدوى من تحذيرهم بعدما كتب الله عليهم الهلاك.
إلا أن الفرقة التي رفضت عصيان أمر الله أكدت أنها ما تقوم إلا بواجبها في الأمر بالمعروف وإنكار المنكر، أبتغاء لمضاة الله عز وجل.
لكن العصاة استكبروا، ولم تجد الكلمات نفعا معهم، فجاء أمر الله وحل بالعصاة العذاب، فمسخهم الله وحوّلهم لقردة عقابا لهم لإمعانهم في المعصية.
ليست مشكلتي إن لم يفهم البعض ما اعنيه..
فهذه قناعاتي .. وهذه افكاري ..
وهذه كتاباتي بين يديكم
أكتب ما اشعر به .. وأقول ما أنا مؤمن به ..
ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي الشخصيه ...
هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري
صفحة 1 من اصل 3 • 1, 2, 3
مواضيع مماثلة
للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل
يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة
صفحة 1 من اصل 3
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى